يقول الله تعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) ويقول النبي صلي الله عليه وسلم في حديث يتفق مع أيات الله تعالي (إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها ) إن الإسلام الصحيح هو انك لا تعادى اى إنسان على الأرض بسبب خلاف ديني أو عقائدي أو مذهبي أو بسبب جنسه أو عرقه أو لونه أو انتمائه بل الفقه الحقيقي للحياة هو انك تعادى اى شخص عدواني شرير سفاح مجرم بلطجي حتى لو كان اقرب الناس إليك ان الغاية من خلق الانسان هو عمارة الأرض وتنميتها والإيمان بالله لم يقل لك النبي ص صلى ركعتين أو استغفر الله أو ارجع أو توب إلى الله تعالي برغم أهمية ذلك ولكنه قال لك ازرع الشتلة وابني وعمر إلى آخر نفس في الحياة ان اختلاف العقائد واللسان والجذور والمذاهب ليس للعداء ولا للكراهية ولا للحقد والبغضاء وإنما للتعاون والتعايش والتعارف والتكامل الانسان وقد بينها القران في آياته (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان عليم خبير ) لكن المتطرفين من كل الأديان افسدوا الحياة وأججوا الصراعات وتسببوا في بحار من الدماء والتاريخ خير شاهد على ذلك انه مليء بالمذابح ان فقه الحياة يعطينا دروسا وعبر ودعونا نعرج على بلادنا الإسلامية التي وصل العداء والبغضاء والكراهية فيها إلى التراجع الحضاري الشديد - ان المأساة أننا وصلنا إلى العداء البينى والفتن المذهبية بل العداء والكراهية وصلت لأهل المذهب الواحد كأشبه بحروب العرب الداخلية كحرب البسوس أو حرب داحس والغبراء وحروب الكنعانيين والقحطانيين والحروب العربية العربية لدى مثال من التاريخ أوربا التي حاربت بعض وارتكبت اكبر مذبحة في العصر الحديث في حربين عالميتين قتل فيهما عشرات الملايين من البشر وتدمير شبه كامل للبلاد وتم تدمير الحجر والشجر وحروب الكاثوليك والبروتسانت قتل فيها الملايين أيضا ولكنهم أدركوا هذا العداء واستطاعوا ان يحققوا المعجزة وتغلبوا على الفتن الداخلية وأمراضهم القديمة وبالفعل فعلوها وتناسوا العداء وأدركوا المأساة وأصبحوا الآن امة واحدة برغم اختلاف اللسان والجذور والعقائد والأيدلوجيات والمذاهب والألوان والعرقيات أصبحوا الاتحاد الاوربى سوق أوربية مشتركة وعملة واحدة (يورو) تأشيرة واحدة تكتل عسكري واقتصادي وقوة حقيقية على سطح الأرض أما نحن فيا حسرة على أحوالنا قبلة واحدة ورسول واحد وقران واحد ولغة واحدة ولكننا اختلفت بيننا العقول والقلوب وأصبحنا في تراجع حضاري مهين نتسول غذائنا وسلاحنا ودوائنا من الأخر وأصبحنا عالة على العالم ونأكل في بعض وانتشر الخلاف والاختلاف والعداء والكراهية والمؤامرات والدسائس وأصبحنا في وضع لا نحسد عليه مهددين بالانقراض من على كوكب الأرض هب ان مقارنة عالمية اليوم تعقد بين أمم الأرض لتقول كل امة ماذا قدمت للبشرية فبأي شيء نقدمه للعالم ونفخر به أمام الأمم ربما تفخر امة وتقول نحن قدمنا للعالم العلاج لكثير من الأمراض التي كانت تفتك بالإنسان وأخرى تقول نحن قدمنا الإنتاج الزراعي الذي استفادت منه البشرية وآخرون يقولون ونحن قدمنا ثورة الاتصالات والمعلومات من نت وموبايل وفاكس وفضائيات وجعلنا العالم قرية واحدة متقاربة وخدمنا البشرية بذلك وآخرون يقولون نحن على وشك ثورة الطب القادمة والعلاج بالخلية الجذعية التي تنفع البشرية بأكملها حيث نتغلب على كثير من الأمراض المستعصية مع ملاحظة ان عالم امريكى هو الذي اكتشف علاج لفيرس سي ونحن فى مصر من اكبر الدول المستفيدة منه لأن لدينا ملايين المرضي بفيرس سي . اما نحن ماذا قدمنا للبشرية لذلك وقف احد الغربيين في مؤتمر في إحدى الدول الأوربية وقدم اقتراحا قال فيه نحن نصنع ونخترع ونعطى منتجاتنا لدول العالم الثالث وهم لم ينفعوا البشرية ولم يقدموا شيئا وأرى إننا نمنع منتجاتنا عنهم ونقاطعهم لكي يعتمدوا على أنفسهم وينفعوا البشرية للأسف الشديد ان فقه الحياة غير فقه الآخرة وهناك من يحاسب غيره بفقه الآخرة الدنيا دار عمل بدون جزاء ديني فيها، وأما الآخرة فهي دار جزاء ديني بدون عمل بشرى فيها. قال تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون» وأخيرا افترض معي سكان عمارة يعيش فيها مسلم ويهودي ومسيحي وبوذي وشيعي وبهائي وكل الملل هل من الممكن ان يتعايشوا مع بعض فيها ما هو المطلوب منهم لكي يتعاونوا مع بعض هل مطلوب منهم ان يفتشوا في عقائد بعض أم مطلوب منهم يتعاونوا في الكهرباء والماء والغاز والمصعد والصرف وكل ما يصلح من شأن العمارة وليس مطلوب منهم ان يحاسبوا بعض على اختلاف عقائدهم لان الحساب على العقائد يوم الحساب (فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) ونحن سكان الكرة الأرضية أيضا سكان عمارة الحياة أو قل ركاب سفينة ينبغي التعاون لكي تظل السفينة تسير في وسط الأمواج بسلام ان فقه الحياة يقول ان لا نعادى بعض من اجل اختلاف العقائد وإنما نتعاون ونتعايش لكي تسير السفينة بسلام --------------------------------- بقلم / نشأت عبد السميع زارع إمام وخطيب مسجد بوزارة الأوقاف بمصر