مستشار / أحمد عبده ماهر ولد عبد الله بن عباس قبل الهجرة بسنة أو سنتين وعندما توفى الرسول كان صبياً لم يتجاوز عمره أحد عشر ربيعاً ومع ذلك فقد روى حوالي:(1660)حديثاً(المرجع: ابن الجوزي)- أثبتها البخاري ومسلم في صحيحهما. وبالرغم مما يقال بأنه لازم رسول الله خلال تلك الفترة، فإن ذلك لا يوجد ما يثبته سوى أنه أعد ماء لوضوء النبي عليه السَّلام مرة ودخل بين صفوف المصلين خلفه وهو طفل(المرجع:صحيح البخاري كتاب الصلاة). ولعل المأخذ الأول والأهم علي ابن عباس هو صراعه الكلامي والفكري مع ابن عمه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب،وهنا نترك الكلام ونقله للطبري......(تأريخ الطبري،ج|4) & (الكامل لابن الأثير(ج|3ص:194) الذي يتحدث عن أسباب ذلك الصراع والخلاف. حيث تبدأ القضية برسالة من أبي الأسود الدُّؤلي صاحب بيت المال في البصرة تصل إلى الخليفة علي وفيه))عاملك وابن عمك قد أكل ما تحت يده بغير حقٍّ!!)). وعلى الفور يرسل الخليفة رسالة يستوضح فيها من ابن عباس صحة ما جاءه ويطالبه برفع حسابه؛ فيأتي الجواب))..........أما بعد،فأن الذي بلغك باطل، وأنا لما تحت يدي أضبط وأحفظ، فلا تصدق الأظناء،رحمك الله والسلام)). ثم يعاود الخليفة ويطالبه بكتابة موارده ومصاريفه من أموال الجزية، فيأتي الجواب هنا كما يلي:((والله لأ ألقى الله بما في بطن هذه الأرض من عقيانها ولجينها وبطلاع ما على ظهرها،أحبُّ إِليَّ من أن ألقاه وقد سفكت دماء الأمة لأنال بذلك الملك والإمارة،فابعث إلى عملك من أحببت))،.......... ثم يأتي الخبر بأن ابن عباس قد جمع أموال بيت المال ومقدارها نحو ستة ملايين درهم، واستعان بأخواله من بني هلال في البصرة الذين أجاروه بعد مناوشة مع أهل البصرة وأبلغوه مأمنه في مكة_مسقط رأسه_حيث أوسع على نفسه واشترى ثلاث جوارٍ مولدات حور بثلاثة آلاف دينار! الأمر الذي دفع الخليفة للكتابة برسالة_اكتفينا بما يلي:((فلما أمكنتك الفرة أسرعت العدوة، وغلطت الوثبة، وانتهزت الفرصة،واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الهزيلة وظالعها الكبير، فحملت أموالهم إلى الحجاز رحيب الصدر تحملها غير متأثم من أخذها،كأنك لا أبا لغيرك،إنما حزت لأهلك تراثك عن أبيك وأمك، سبحان الله!أفما تؤمن بالمعاد ولا تخاف سوء الحساب؟....أما تعلم أنك تأكل حرامًا وتشرب حراماً؟.....أوَ ما يعظم عليك وعندك أنك تستثمن الإِماء وتنكح النِّساء بأموال اليتامى والأرامل والمجاهدين الذي أفاء الله عليهم البلاد؟..... فاتق الله،وأدِّ أموال القوم فإنك والله إلَّا تفعل ذلك ثم أمكنني الله منك لأعذرن إلى الله فيك حتى آخذ الحق وأرده، وأقمع المظالم،وأنصف المظلم،والسلام)). ويأتي الرد الحاسم من ابن عباس للخليفة:((لئن لم تدعني من أساطيرك لأ حملن هذا المال إلى معاوية يقاتلك به)). بهذا الكلام أنهي تلك الفقرة متسائلاً كيف نقول عن ابن عباس:إنه حبر الأمة وربَّاني أمة محمد وبحر علمها الزاخر وترجمان القرءان؟!! وقد قال فيه من عاصره الخليفة على أمير المؤمنين)بأنه يأكل حراماً ويشرب حراماً لم يؤدِّ أمانة ربِّه))..... وكيف يكون عدل ضابط ننقل عنه 1660 حديث بكتب الصحاح عندنا ؟.....وكيف نعتبر ما بتلك الأحاديث شريعة؟.. مجرد تساؤلات لتعلموا كيف أن طفلا في العاشرة يحكي 1660 حديثا عن النبي بينما كل الأمة تستسيغ أن يكون هذا الطفل ملازما للرسول.....وكم من الوقت يستغرقه بن عباس ليمكث مع النبي ليروي 1660 حديث...وكيف يكون هذا سلوكه الثابت بكتب التراث ثم تعتبرونه عدل ضابط؟. ------------------------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي