دعونا نتجول في زيارة إلى عقل الدواعشي لنرى كيف يفكر وكيف ينظر الى المجتمع والى المرأة والى البشرية بأكملها . وبداية تعالوا نتفق إلى أن الدواعش ليست جماعة متخلفة إرهابية تحارب فى العراق وسوريا فحسب ولكن الدواعش أصبح لفظ معاصر يطلق على كل جماعة متشددة تمارس العنف والقتل من اجل تطبيق فكرها البدائي السطحي . ويطلق على كل عقل سطحي عدواني الفكر ارهابى العمل كافر السلوك . الدواعشي يرى نفسه فقط وجماعته هى الفرقة الناجية وكل الآخرين في ضلال والى جهنم . الدواعشي عقله عقل تراثي يعيش بجسده فى القرن ال21 بينما يترك عقله وتفكيره البدائي السطحي فى القرن ال10 . الدواعشي ينظر إلى المجتمع انه كافر يعيش في الجاهلية والضلال يدعو الله ليل نهار أن يمكنه من رقاب العلمانيين الكفار لكي يقتلهم ويخلص البشرية منهم ومعهم كل المذاهب الاخري وأهل الأديان الاخري . الدواعشي والمرأة ثقافته ذكورية ينظر إلى المرأة على أنها وعاء لتفريخ الطاقة الجنسية وهى معمل تفريخ لإنجاب الأولاد وإسعاد فارس الفرسان هي للبيت فقط لا يعرف إلا فقه السرير لا ترى احد ولا يراها احد لأنها اذا سارت استشرفها الشيطان ولا يجب عليها أن ألا تخرج إلا إلى القبر وهي نصف إنسان عندهم وديتها نصف دية الرجل شهادتها بنصف شهادة لا علاقة له بفكرها وثقافتها وكرامتها . الدواعشي والمواطنة هو يعيش مستكين كاره خاضع للواقع يصلى ليل نهار أن يمكنه الله وجماعته من كرسي السلطة حتى يقيم شرع الله في الكفار والعلمانيين وهو لا يعرف عن شرع الله إلا تطبيق الحدود كما يفهما خطأ أولئك المخابيل الأوباش.. الدواعشي والعلم والتعليم .هذا من صنع الكفار وقد كفانا الله بالعلم الشرعي اشرف العلوم وإما الفقه فلا يعرف إلا فقه بن تيميه وعن القران لا يعرف إلا آية ((ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون )) من فهمه المغشوش فالحاكم كافر والحكومة كافرة والمؤسسات كافرة ومن لم يكفر الكافر فهو كافر .. الدواعشي ديناميت يمشي على الأرض خطرا على المجتمع وعلى البشرية والإنسانية بأكملها عقله مفيرس بفيرس الغباء الشديد لا علاج له إلا بالفرمته وعمل سوفت وير له انسانى وتنزيل نسخة خالية من فيروسات الدعوشة .. الدواعشي جاهز لتفجير نفسه في أي لحظة وسط جموع الناس الآمنة أعلى أمنياته على حد قول احدهم أن يغزو بريطانيا ويسبى مارجريت تاتشر ويرسلها كل يوم صباحا لتشترى له فول وطعمية . الدواعشي والجنة .. الدواعشي ينظر إلى الجنة كأنها بيت دعارة تنتظر الدواعشي بعد أن يفجر نفسه بالحزام الناسف ويضغط على زر التفجير ليطير إلى جنة عدن حيث سبعين من الحوريات في انتظاره ليقضى معهن ليالي ألف ليلة وليلة . هو معذور ففي إحدى التفاسير يفسر أيه (ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) هي فض الأبكار على ضفاف مع عزف الأوتار في ضيافة العزيز الجبار . فهذه العقلية البدائية التراثية والمعشش فيها هلاوس الخلافة وفقه جز الرؤؤس وتعليقها والصلب والنحر والجواري والجزية وملك اليمين والسبي والغنائم عقلية تحتار فيها كل مؤسسات الطب النفسي لا تستقر البشرية إلا بإنقاذ هؤلاء من أنفسهم وإنقاذ البشرية منهم وعلاجهم يجب أن يكون علاج نفسي بالقوة . ومن المضحكات المبكيات أن احد الدواعش تم اعتقاله قبل أن يفجر نفسه فوجدوه يضع على عضوه الذكرى سياج من حديد لكي يحفضه له بعد التفجير ويتمتع بحوريات الجنة .. أما نظرته للاقتصاد وحل مشكلة الفقر هي غزو البلاد الكافرة وسلب خيراتهم وسبى نسائهم وتفكيره ان الله سوف ينزل عليه وعلى جماعته من السماء مدرارا والأرض تكون انهارا وجنات وسوف يعيشون هو وجماعته في جنة على الأرض إذا وصلوا السلطة طالما أنهم يؤدون العبادات . هذه هي عقلية الدواعشى التراثية البدائية التي ينتظر الخلافة الموعودة والجنة التي تعشش في عقليته هو . لذلك الحل والعلاج هو الفكر المستنير وثور فكرية لإنقاذ العقل ونشر الثقافة التي تتناسب مع القرن ال21 وتنقية كتب التراث من ثقافة القرون الوسطى ونحن في القرن ال21 ------------------------------ بقلم / نشأت عبد السميع زارع إمام وخطيب بوزارة الأوقاف بمصر