مستشار/ أحمد عبده ماهر يصوِّر لنا الفقهاء بأن الله يتربص بنا في كل حركة وسكنة وقول، وكأن دنيانا ليس بها إلا الحرام والحلال فقط، فأين المباح أيها المشايخ. وإذا كنا سنتعذب على كل سيئة بقبورنا... فمتى سيبدل الله سيئاتنا حسنات....هل بعد أن يعذبنا؟؟؟..وما فائدة تبديل السيئات بحسنات طالما تم فعلا تعذيبنا على كل صغيرة وكبيرة بقبورنا، وأين هي رحمانية الله في هذه الفكرة النكدة التي يحملها لنا الفقهاء. ويقولون بأن الله سيجامل كل من قال لا إله إلا الله فيدخله الجنة، وسيحطم ويعذب كل من لا يقولها حتى لو كان سببا في رحمة كل عباد الله من الأمراض والأوجاع، أو كان سببا في راحة البشرية جمعاء بما قدمه من علوم ...بينما يدخل رجل منهم الجنة في كلب سقاه ...لأنه سقى ذلك الكلب. وهم يعتقدون بأن الله يعفو عن من تم بتر يده في جريمة السرقة لأنه تطهر بهذا البتر وأن من تم رجمها قد تطهرت بهذا الرجم. فلماذا لا يتطهر من تم الحكم عليهم بالإعدام بجريمة قتل مؤمنا عمدا. ولماذا أباح الله فروج النساء للرجال فجعل لهم من الزوجات أربعة بالإضافة إلى استحلال فروج ملك اليمين والجواري والأسيرات ونساء للتسري ليطأ الرجل منهن ما يشاء....بينما ممنوع على الأنثى إلا ذكر واحد، .....ألهذه الدرجة كان الله يجب الذكور ويفضلهم على الإناث؟. لقد سبق وذكرنا بأن تعدد الزوجات أو إباحة تزوج ملك اليمين إنما لأجل إصلاح المجتمعات وليست لتفضيل الذكورة على الأنوثة، وأنه لا يوجد استحلال لفرج أنثى إلا بالزواج سواء أكانت من الجواري أو ملك اليمين ...لكن فقهاء عصور الإسلام جميعا لا يفهمون ولا يسمعون. وسبق وذكرنا بأن الله يمحو السيئات أولا بأول حتى لمن لم يستغفر من الذين اجتنبوا الكبائر، ويمحو السيئة بالحسنة للجميع بما في ذلك من ارتكبوا الكبائر، ويبدل السيئات حسنات أولا بأول... وليس بعد أن يعذبنا كما يقول فقهاء البداوة وفقدان الإدراك. وذكرنا بأن المسيحي سيدخل الجنة واليهودي سيدخل الجنة طالما آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا....لكن فقهاء النرجسية كفروا بقول ربنا تبارك وتعالى في قرءان نتلوه إلى اليوم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69. فالفقهاء يجعلون من هذه الآيات حكرا على من كانوا قبل إرسال نبينا محمد للبشرية، فهم يعطلون أحكامها حاليا لأنه لا يروق لهم أن يدخل أحد غيرهم إلى الجنة....تماما كما فعلت اليهود والنصارى حين قالوا : {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة111 مع أن الله قال بأنه سيفصل بيننا يوم القيامة إلا ان الفقهاء فصلوا وحددوا المصائر للناس جميعا...لذلك فهم تعجلوا الحكم بهواهم مع أن الله تعالى قال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17... وترانا مع كل هذا نلهث خلف هذا الفكر الفقهي المأفون ونتوارثه أجيالا وراء أجيال وكأن الله يحابي المسلمين فقط ويحابي الرجال من بين الذكور والإناث، وكأنه جعل تبديل السيئات بحسنات بعد العذاب ....إنه فكر الفقهاء الضحل لفهم كتاب الله. مستشار/ أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي