مستشار / أحمد عبده ماهر ما أندهش له كل الاندهاش هو ذلك الزخم وتلك البرامج وهؤلاء المتحدثون الناقدون للمناهج الدينية والذين يتقاطرون بكل قطر من الأقطار بعد أن قدمت أنا حلقاتي التليفزيونية بهذا الشأن. فأين كان هؤلاء من الدرس والاستذكار؟....أين كانوا من استنفار العقل؟. لقد استنامت هذه الأمة أكثر من ألف سنة وهي لا تأبه لهذا الفقه ولا لأصحابه.....بل قامت بتعظيم أصحاب تلك العقول التي خرج منها هذا الخبل المسمى بالفقه الإسلامي. ثم ها هم ذا يتسورون جهدي في قراءة تلك الكتب ...وبعد أن عرضت عوارها بالتلفاز....راح الجميع يتكلم عن تنقية كتب التراث والمناهج الدينية، وكأنما هي موضة القرن. كنت أتصور أن يقوم من يريد الإصلاح بتشكيل اللجان التربوية المتخصصة لمساعدة الأزهر وليدلي كل منهم بمعلوماته ومقترحاته حول مناهج الإصلاح والتقويم التربوي وإعادة تشكيل العقل المسلم ليكون متناغما مع القرءان والحضارة في آن واحد. ولن يكون ذلك إلا بأن نضع أيدينا على بيت الداء وهو كتب التراث بكافة أشكالها ودروبها، وأنها سبب ما نحن فيه من تخلف، وأن قدامى الفقهاء أصحاب عقول بدائية بذلت جهدا وفق طاقتها المتواضعة لهذا فهي ليست جديرة بأن تقود بفكرها أمة القرن الحادي والعشرين. وأنه من دروب ممارسة خيانة الله ورسوله وجماعة المسلمين أن تحترف الأمة منهج النقل عن الأقدمين، وألا تنتبه لفقه القرءان باعتبار أن فقه السنة هو الأظهر في منهاجها...فكل ذلك خيانة لدين الله. ولابد أن تكون قواعد المعرفة هي الأساس الذي ينبني عليه العلم الديني، فلا يجب أن تخالف علوم الدين سوية الفطرة وأسس المعرفة البديهية المتعارف عليها بشريا منذ قديم الأزل..بل وتخالف قواعد الأخلاق كاجتماع الأئمة الأربعة على عدم مسئولية الزوج علاج زوجته المريضة. كل هذا كان يجب أن يكون الشغل الشاغل لمن يريد الظهور بالإعلام ليتكلم بشأن المناهج الدينية الدراسية والخطاب الديني...لا أن يتصور كل منهم بأنه مصلح بينما لا يدري أنه جاء بعدي بسنوات ....وبعد أن لاحت بوادر انتصاري ...ظهر بالتلفاز دون أن يكن معه كتاب ليبرهن به على أنه بذل جهدا بشأن هذه المناهج. مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي