حين يذكر إسم القضاء المصرى فلابد من وقفة إجلال وتقدير وإعلاء لأعظم وأقدم وأسمى صرح أسست عليه نظم وقوانين وأحكام المحاكم فى كل أرجاء الدنيا منذ عرفه وميزه التاريخ بقضية سيدنا يوسف عليه السلام . . ومنذ هذا الأجل الطويل والأمد البعيد مازال عند حسن ظنننا به كما عاهدنا دوماً . . يقف شامخاً –––– مهاباً –––– لا يبالى لومة لائم ولا يخشى بطش طاغى ولا مقت ظالم مستبد . . هذا هو القضاء المصرى العظيم بإستقلاله وهيبته عبر العصور والأزمان. وحين تطالعنا الأنباء أن القضية المصيرية للعالم الإسلامى برمته . . وهى قضية فلسطين الحرة . . قد وقعت فى نهاية المطاف بين براثن الأسد العادل لمحاكمة رئيس الوزراء البريطانى بسبب "وعد بولفور" المنكوب والذى على أثره شرد وأستشهد ودحرت أجيال تلو الأجيال كفاحاً ونضالاً من أجل إستقلالهم وتحرير مصيرهم . . فهذا أمر ذو شأن عظيم سيسطره التاريخ بحروف من نور وهاج فى سجلاته المضيئة بالعدل والحكمة . . وبالطبع قراره ببطلان وإدانة "وعد بولفور" لم ولن يكون سراً غامضاً أو سوف يأتى بمفجأة لصغير أو كبير فى هذا الكون . . فبطش إسرائيل وعربدتها البربرية المتعجرفة وردمها المنازل فوق روؤس الأطفال والرضع الأبرياء فى كل بقاع فلسطين (المحتلة) لن ينساه أو يغفره لها أحد وعلى الخصوص مؤسسيها وداعميها بريطانياوأمريكا. فقرار القضاء المصرى المرتقب حتماً سيقابل بنفس الفتور والإنتقادات الهزلية من هؤلاء الذين ينتقدون قراراته اليوم . . لقد تمادى إنتقادهم الباطل لقراراته العادلة بحكم الإعدام على هؤلاء الإرهابيين الذين أسفكوا الدماء وأذهقوا أرواح الأبرياء بدون وجه حق ليطالبوا بإلغاء حكم الإعدام فى (مصر) ظنناً بجهالة أن الأممالمتحدة التى أصبحت لعبة أو بالأحرى (شخشيخة) فى يداهم (ربما) تملك السطوة والنفاذ على القضاء المصرى . . على النمط الآخر . . لقد تبنى الجميع الآن "لغة الصمت" تجاه حكم الإعدام الذى صدر مؤخراً فى أمريكا ضد إرهابى الماراثون . . لا نعرف إذن أين ذهبت قلوب الرحمة الرهيفة أو أصوات الرحماء الشفقاء بيننا المدافعون والمترافعون عن حقوق البطيخ (الإنسان) . . لا حياة لمن تنادى لأولئك أو لهؤلاء. *فلسطين ليست بحاجة إلى حكم قضائى لتعويض ما هو محال تعويضه بأى شكل مادى أو معنوى . . فلسطين بآمس الحاجة لرجل من أهلها يعرف لغة القوة التى يعرفها ويفهمها ويدركها ويطاع لها العالم ليعلن ويحدد يوم إستقلال فلسطين فى الأممالمتحدة ويصدر قرار تاريخى بشأنه ولا رجعة فيه . . فى نفس الوقت . . إصدار قرار من جامعة الدول العربية وإخطار سفارات أمريكا مسبقاً فى كل أنحاء الدول العربية والإسلامية . . بأنه فى حالة إستخدام حق الفيتو من قبل أمريكا أو حلفائها ستغلق سفاراتها وقنصلياتها ومنشأتها التعليمية ومعها بريطانيا بالمثل فى تلك الدول فى غضون أربعة وعشرين (۲4) ساعة وستصادر كل ممتمكاتها على الفور . . وفى عاقبته . . التوقف الفورى لكل صادرات البترول لأمريكا وحلفائها فى أوروبا ومنع سفنهم الحربية والتجارية من المرور فى قناة السويس (المصرية) وبالطبع إسرائيل فى الرحاب –––– هذا وحده كفيل بتركيع العالم كله وليس أمريكا فحسب لتلبية نداء وحق فلسطين الشرعى –––– أرضيت القوى الورق "(العظمى)" بهذا الحديث أو لم ترض –––– شائت أو لم تشاء [.] حينئذ سترى تماماً حجم أمريكا الحقيقى وقوتها اللتان على نقيض ما يبالغ فيه المنافقون والجهلاء –––– الطفل الوديع والمطيع ذو حسن الصغى والمصاع للأوامر –––– وعندئذ سيتوقف إرهاب سيناء وغير سيناء لزوال الحجة والأسباب ناهيك عن المتاجرة بالدين والمزايدة بالقضية . . هذا هو القضاء العادل والعاجل الذى تنشده وتتطلع إليه فلسطين وليس قضاء المحاكم . . قضاء لغة القوة [.] فلحين أن يأتى هذا الرجل ومعه لغة القوة المنشودة ستظل فلسطين تنزف وتتألم بجراحها العميقة وسنظل معها بقلوبنا نتحسر حزناً عليها إلى أن يأتيها ويأتينا الفرج . . عسى أن يكون قريباً . . اللهم أنىّ قد بلغت . . اللهم فأشهد . . أمريكا فى الأحد الموافق 3 مايو سنة 2015