} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) { سورة الشمس يعلم المنصفون من المصريين أن دهاليز ومؤسسات السلطة القضائية تتعاطى مع حقيقتين بارزتين: أما الأولى فهي جميلة مضيئة تسر الصادقين والمخلصين من المواطنين المصريين، وعنوان هذه الحقيقة لا يخفى على مواطن مصري يعرف من هو المستشار الغرياني أو المستشار زكريا عبد العزيز أو المستشار الخضيري أو المسشاران الأخوان الجليلان مكي أوالمستشار طعلت عبد الله الذي قدمه الرئيس مرسي هدية للمصريين نائبًا عامًا حقيقيًا عنهم، وكذلك كل من في قامتهم وقيمتهم من قضاة شرفاء لا يخافون في الحق والعدل لومة لائم. أمثال هؤلاء النجوم كثير، تجبر بهم السلطة القضائية شموخها وتُرقّع وتطهر بهم ثوبها الذي مزقه ودنسه طغيان وفساد مبارك وأذنابه من الفاسدين المفسدين الذي لا يخل منهم الآن ركن من أركان الدولة، كم وقف هؤلاء وقفات الرجال يصدعون بالحق في وجه السلطان الجائر يدفعون جوره ويكشفون تزويره وفساده. هؤلاء إذا رأيتهم تصدق قول القائل حول ذلك القاضي العادل الذي يجبر القانون الجائر، فالهيئة هيئة قاضٍ والفكر فكر قاضٍ والوجدان وجدان قاضٍ والسلوك سلوك قاضٍ، والألفاظ ألفاظ قاضٍ وحيثيات أحكامهم تنضح بعدالة غير متكلفة وتدل على ضمائر تدب فيها الحياة ولا يسعك عند معاينتهم إلا أن تردد قول الحق: ) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(، آية كاملة من ثلاث كلمات وحرفين، وهم مع عظمة سجاياهم ورفعة أخلاقهم يرون أنفسهم بشرًا من البشر يجتهدون فيصيبون ويخطئون لا يستكبرون على الناس ولا يستعلون. تلك الحقيقة التي تُبرِر سمت الشموخ لدي القضاء المصري وتجبر قدسيته، وتبعث روح الأمل في نفوس أنهكتها منظومة الفساد والاستبداد والاستباحة لكل الحرمات والمحرمات والتي طالت كل ركن من أركان) ظام مبارك العفن). أما الحقيقة الثانية فهي مظلمة قبيحة تشمئز منها قلوب الذين صدقوا، وهي من الحقيقة الأولى كالغائط يخرج من صاحبه، كائنات يحسبهم الجاهل قضاة وهم نماذج لفساد السنين يمشي على الأرض، غلاظ قساة عدالتهم قبس من جحيم الطاغية الفاسد, وضمائرهم مرآة لضمير من كانوا يجلسون عند أقدامه صفًا صفًا ينتظرون دورهم للعق حذائه، الاسم قضاة والفعل فعل لصوص والكلام كلام بلطجية وحشاشين.، الاسم اسم قضاة ومن يعاينهم عن كثب يعاين قول القائل عن القاضي الجائر يفسد القانون العادل، وقد يتذكر قول الحق: ( وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(، وهي أيضا آية كاملة من ثلاث كلمات وحرفين. كم صدّقوا على جرائم في صورة أحكام تهتز لها السماء ولم يهتز لهم جفن والاسم قضاة، كم من الآباء اختطفوا من بين أطفالهم في عتمة الليل ويلقى بهم في غيابات السجون والمعتقلات زورًا وظلمًا بمباركة منهم، كانت سماء البلاد ملبدة بغيوم الظلمات والاعقتالات والانتهاك للحرمات وقتل الأبرياء في السجون والزنازين حتى كادت الجدران أن تنطق وما نطقوا، وكاد الحجر أن يصرخ من هول البغي والتجبر والظلم الذي طال الملايين من المصريين ولم ينطق هؤلاء والاسم قضاة، بل كانوا يشرعنون الانتهاك ويبررون الامتهان، وهم مع وضاعة سجاياهم وسفالة أخلاقهم يرون أنفسهم بشرًا فوق البشر يسأل الناس عما يفعلون وهم لا يسألون. هم الآن يتعاطون حبوب الشجاعة والمروءة والوطنية أمام الرئيس مرسي لأنهم يأمنون بطشه ويعرفون خلقه، فيتطاولون بانتهازية رخيصة ويرتدون ثوب البطولة والوطنية، ويعرف العارفون أنهم لم يكونوا إلا مجموعة من القطط والأرانب أمام المخلوع، يحاكون الآن صولة الأسد أمام الرئيس الخلوق الذي يعرفون جيدًا أنه لن يمسهم بأذى وأنهم رغم وقاحتهم وقباحتهم وسفالتهم وانحطاطهم معه آمنون في أسرابهم معافون في أجسادهم، ولن يفعل بهم ومعهم مثل فعل إلههم ومعبودهم وملعقة ألسنتهم بمن فكّر أن يتطاول عليه أو يقذفه بالفاحش من الكلام مثلما يفعلون هم الآن. ومايقال عن المؤسسات والهيئات القضائية يقال عن كل مؤسسات الدولة فكم لدينا من الغريانيين والخضيريين والمكيين وكذلك لدينا من الزنديين أيضا الكثير ، فهناك زند عكشي ، زند بكري ، زند إبراشي ، زند أبو حمالات ، زند التجمع التعيس ، ونعاين أحدث إصداراته زند صباحي . وكم ذا بمصر من عظماء تتعطر بذكراهم الألسنة وتطيب برؤياهم النفوس وكم ذا بمصر من زند.. تشمئز من نفوسهم القلوب. وتتقذي من رؤيتهم العيون.. وتضطرب من ثرثرتهم العقول.. اللهم هيئ للمصريين أمر رشد يُعزُّ فيه كل غرياني ويسود فيه كل خضيري ومكي ومن على شاكلتهم، ويُذَّل فيه كل زندي ويزول معه كل إبراشي وحديدي وبحمالات ومن على شاكلتهم... قولوا آمين. [email protected]