«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المحطة الثانية
نشر في شباب مصر يوم 09 - 05 - 2015

لنمضِ في المشوار ونرى هل سيكون العبادي رجلا ويستقيل من منصبه بعد ثبات فشله في ترويض ميليشيات الولي الفقيه؟
4. دعا حيدر العبادي في كلمة له خلال مؤتمر دافوس" دول الجوار الى منع تدفق المقاتلين الى العراق"، واشاد بدور ايران في دعم العراق، مؤكدا "عدم وجود أي جندي ايراني على الاراضي العراقية لعدم الحاجة اليهم". إن ما يزيد هذا الأمر غموضا إن البرلمان لا يعرف هل يوجد جنود إيرانيين في العراق من عدمه لعدم إعلامه من قبل الحكومة كما صرح عدد من النواب! فعلا حكومة توافق وشراكة وطنية على أعلى المستويات الرسمية! لكن لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية أعلنت فيما بعد بتأريخ 23/3/2015، أن لديها العديد من الوثائق التي تؤكد وجود 30 ألف عسكري إيراني في العراق يشاركون في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية. وقال مقرر اللجنة، (شاخوان عبد الله) بأن " هناك حوالي 30 ألف جندي وضابط ومستشار عسكري إيراني موجودون بشكل غير قانوني في العراق، ويشاركون في المواجهات ضد تنظيم الدولة الاسلامية، فيما تغض الحكومة العراقية الطرف عن الموضوع". لاحظ التعارض في تصريحات النواب! بدورنا نسأل العبادي: وماذا بشأن الطوابير من فطائس أحفاد أبي فيروز في مطار النجف؟ وماذا عن تشيع نظام الملالي فطائسه كما تنقله وسائل الإعلام الإيرانية؟ اليس هذا الكذب فضيحة للعبادي نفسه وحكومته؟
5. قال العبادي في مؤتمر صحفي عقده عقب اللقاء الذي جرى في بيت السيستاني في النجف " جرى الاتفاق على عدم حاجة العراق إلى وجود قوات برية أجنبية على الأرض، فالعاصمة بغداد آمنة كما هي أغلب المحافظات العراقية، رغم الشائعات التي ينشرها العدو". كما صرح أيضا" العراق لا يحتاج الى قوات برية أجنبية، وفواته مدعومة بالحشد الشعبي وأبناء العشائر قادرة على انجاز المهمات دون تدخل خارجي".
سنترك موضوع الإنتصارات الباهرة لأن الواقع ينفيها! وتسأل كيف ان العراق هي الدولة الوحيدة التي تحارب الإرهاب وان قوات التحالف الأمريكي شنت آلاف الغارات غارة على التنظيم؟ ناهيك عن مشاركة إيران الفعلية في الحرب بإعتراف القادة العراقيين والإيرانيين. صرح محمد باقر قاليباف أحد قواد الحرس الثوري" لم أكن أتصور أنه يأتي يوماً من الأيام واللواء قاسم سليماني يقود المجاهدين العراقيين في الحرب ضد داعش". (القدس العربي6/12/20014). علاوة على وجود حوالي(3000) مستشار وجندي أجنبي في القواعد العسكرية العراقية، ومشاركة مرتزقة من لبنان والباكستان وافغانستان مع الحشد الشعبي. ولماذا إستجدى العبادي قوات التحالف بشن الغارات بعد فشل الجنرال سليماني في إستعادة تكريت وإنسحابه المذل؟ ولماذا حمل العبادي قائمة إحتياجاته التسليحية وتوسلاته للرئيس أوباما طالبا نجدته في هجومه المرتقب على الأنبار؟
6. نتيجة لسقوط الألاف من الأبرياء قتلى وجرحى بسبب القصف العشوائي بالطائرات والمدافع الثقيلة والراجمات للمدن في الأنبار والموصل وديالى، قرر العبادي وقف القصف على المدن التي يتواجد فيها تنظيم الدولة الاسلامية، تفاديا لسقوط ضحايا مدنيين. وقال العبادي في كلمة خلال مؤتمر النازحين برعاية عمار الحكيم "اصدرت أوامر بإيقاف القصف على المدن التي يتواجد فيها المدنيون حتى التي يتواجد فيها داعش لاننا لا نريد المزيد من الضحايا الأبرياء الذين يستخدموهم دروعا بشرية". وإستبشر المدنيين خيرا من تصريحه الورقي،علما إن حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي رفض وقف قصف المدنيين الأبرياء بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، والنتيجة إن القصف لم يتوقف يوما واحدا منذ إعلان العبادي ولحد اليوم، لأن العبادي لا يختلف عن بقية أعضاء حزبه من العملاء، نمور على شعوبهم وفئران مع نظام الملالي. فإن زر الضوء الأخضر لسياسة العبادي يضغطه نظام الملالي ولا حول له ولا قوة، إنه أداة تفيذ وليس تشريع وتخطيط.
7. أشار العبادي خلال مؤتمر دافوس" العراق يواجه العام الحالي صعوبة حقيقية في توفير النقد للموازنة السنوية، ونحتاج دعما". وسبق ان تظاهر عناصر الحشد الطائفي بسبب عدم تسلمهم الرواتب لعدة شهور، لأن الخزينة خاوية. لكن العبادي صرح في كملة القاها بمناسبة يوم السيادة في 27/12/2014 إن "العراق ليس دولة مفلسة لان فيه الكثير من الخيرات والطاقات والامكانات"! إن كنت في كلامك جدي، فلماذا إذن تستجدي؟
8. عند تشكيلته الوزارة وتوزيع الحقائب الوزارية أكد العبادي بأنه سيعين وزراء مهنيين كفوئين للدفاع والداخلية دون الإلتزام بمبدأ المحاصصة الطائفية، مستفيدا من التجربة الفاشلة لسلفه جودي المالكي، كما إن التدهور الأمني والتناحر الطائفي يقتضي تعيين وزيرين من خارج المحاصصة. وفي الوقت الذي طالبت فيه ميليشيا بدر بحقيبة الداخلية إعتذر العبادي عن الطلب مبررا أن " منظمة بدر قد استوفت نقاطها". بمعنى أن الوزارة لن تكن من حصتها. وكنا نتوقع إن هذا الأمر يصعب تحقيقه من قبل العبادي المعروف بضعفه، وفي في ظل المشادات الداخلية بين الأحزاب الحاكمة التي تغلب مصلحتها الحزبية على المصلحة الوطنية، علاوة على التأثير الإيراني في صنع القرار العراقي.
الذي حدث هو العكس تماما. فقد رفضت الأحزاب الحاكمة تسمية العبادي للوزارتين (رياض غريب وجابر الجابري). وأنيطت بوزيرين غير كفوئين عُينا بموجب المحاصصة الطائفية رغم أنفه. فكانت حصة الداخلية لميليشيا بدر تسلمها محمد سالم الغبان (بواب العامري) الذي جعلها وزارة خاصة بعناصر بدر. وصارت وزارة الدفاع من حصة إتحاد القوى العراقية تسلمها خالد العبيدي، وهو من كبار جحوش أهل السنة في الحكومة وينطبق عليه المثل" إسمه بالحصاد ومنجله مكسور"! يعني وزير فضائي حسب التسميات الجديدة لا يحل ولا يربط.
9. صرح العبادي اكثر من مرة بأن" إيران ساعدت الحكومة العراقية وقدمت لها اسلحة دون مقابل". وهذا الأمر بالطبع لا يمكن تصديقة في ظل المأزق الإقتصادي الذي تمر به إيران بسبب الحصار المفروض عليها. وبعد فترة كُشفت الكذبة من خلال الصفقة المشبوهة بشراء العراق اسلحة خردة من ايران ب ما قيمته 10 عشرة مليار دولار. عبارة عن أسلحة خفيفة ومتوسطة وراجمات صواريخ وذخيرة. معظمها أسلحة عراقية هربها فيلق بدر لإيران في بداية الغزو. وقد قدر الخبراء المختصون قيمة الصفقة الحقيقية بأنه لا يتجاوز (50) مليون دولار! وفضح الكذبة وزير الدفاع العراقي خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن في 18/4/2015 موفدا مع حيدر العبادي، عندما أجاب على سؤال حول طبيعة الإسلحة الإيرانية المصدرة للعراق بقوله" يستورد العراق معدات لوجستية لجيشه من إيران، ويدفع أثمانها كاملة".
10. صرح العبادي بانه" سيعيد العراق الى عالمه العربي ويحسن العلاقات مع دول الخليج وتركيا، وبحركة استفزازية اعلن بأن اول زيارة له ستكون طهران! وعاهد خلال لقائه الخامنئي بأنه سيلتزم بتوجيهاته السديدة! أما تطوير علاقاته مع تركيا والدول العربية، فهذا ما يمكن أن نستشفه من تصريحاته، سيما ان الدول العربية إستبشرت خيرا بوزارته الجديدة، وأرسل الحكام العرب التهاني بمناسبة تسنمه الحكم. تهجم العبادي أولا على الإمارات والسعودية وتركيا متهما أياهم بدعم الإرهاب، مما حدا بوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية (أنور قرقاش) التصريح أمام ملتقى أبوظبي الاستراتيجي إن " تصريح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قوَّض رغبة كثير من بلدان الخليج في طي صفحة الماضي بعد حكومة المالكي الطائفية والإقصائية". وطالب العبادي السعودية بأن " يكون تحركها سريعاً وفعالاً، معتبراً ذلك شرطاً لفتح صفحة إيجابية جديدة بين العراق والسعودية"، لكنه تهجم على السعودية بعد عاصفة الحزم. ووسع العبادي هجومة على دول الخليج كلها بتوجيه من نظام الملالي الحاكم في إيران بقوله" العديد من المحرضين على الإرهاب يوجدون في داخل السعودية وبعض مناطق الخليج، وهم يتبنون نفس الخطاب التكفيري لداعش". يمكن الجزم بأن علاقة العراق مع دول العالم أما جامدة أو سيئة، وله علاقات جيدة مع إيران، ودمشق، ودويلة حسن نصر الله ودويلة الحوثي فقط.
11 أكد العبادي في أكثر من تصريح حرصه الشديد على سيادة العراق وعدم السماح لأية دولة في التدخل في شؤونه الداخلية، وإن إستقلاله السياسي والإقتصادي أمر مفروغ منه. أشار نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي(بريت ماكغورك) في 24/4/2015 : عندما كان رئيس الوزراء العراقي في امريكا الاسبوع السابق، تحدث بحزم عن إقدتم إيران على تشكيل قوة تابعة لها في العراق، وهذا تصرفا عدائيا".
الحقيقة إن الدستور فرض هذا الأمر على السلطات الثلاث، كما إن رئيس الوزاء نفسه أقسم خلال إدائه اليمين الدستوري على أن يحافظ على سيادة العراق وأمنه الداخلي وإستقلاله. لكن كما هو معروف ان السيادة الجوية العراقية كالمبغى العام مفتوحة أمام الجميع! والسيادة البحرية لا وجود لها البته، في كثير من الأحيان يلقى الصيادون العراقيون مشاكل خلال عملهم في مياهنا الإقليمية علاوة الى تعرضهم للقتل او الإعتقال او الطرد على أقل تقدير من قبل حرس دول الجوار.
اما السيادة البرية فقد عبر عنها قائد القوة البرية للجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان في 8/1/2015 خير تعبير" إن خط إيران الأحمر مع تنظيم الدولة الإسلامية علي مسافة 40 کيلومترا داخل الأراضي العراقية". (وكالة أنباء إيران الرسمية). ولنستمع لقول نائب كردي عن التحالف الكردستاني هو محمود عثمان حول السيادة المزعومة" أصبحت إيران مهيمنة على البلاد أكثر من قبل، وأصبح العراق وكأنه بلدهم"، محذرا من أن " إطلاق يد إيران في العراق سيكون له ردود فعل إقليمية ودولية، فضلاً عن ردود فعل داخلية من قبل المكون السني الذي يرفض ذلك التدخل بشكل قاطع، الأمر الذي قد يكون له تداعيات سلبية على الوضع العراقي". وحذر عثمان من نفوذ سليماني المتزايد في العراق. أما من هو الجنرال سليماني؟ هو من وصفه (جون بيرد) وزير الخارجية الكندي أفضل وصف" إنه وكيل الإرهاب في المنطقة، متنكرًا في زي بطل".
12. من جملة الإتفاقات التي تمت بين جحوش أهل السنة والعبادي هي الموافقة على تشكيل ما يسمى بالحرس الوطني، وهو ميليشيا كالحشد الطائفي لكن بغطاء رسمي، الغرض منها بعث الحياة في العظام الرميم لما يسمى ب (رجال الصحوة) الذين لم يصحوا بعد من غفوتهم كما يبدو! علاوة على إيجاد ميليشيا لأهل السنة موازية لميليشيا الحشد الشيعي، طالما إن العراق صار بلد الميليشيات(40) منها تابعة لنظام الملالي في إيران.
يقتصر عمل الحرس الوطني في حفظ الأمن الداخلي للمحافظات ذات الأكثرية السنية التي لاقت الأمرين من الجيش والشرطة الطائفيين. ولا نفهم لماذا يسمى بالحرس الوطني وليس الطائفي، طالما هو حشد طائفي مثل الحشد الشيعي؟ المهم وعد حيدر العبادي بتشكيل الحرس الوطني خلال مدة اسبوعين فقط! وستمضي سنة على وزارته دون أن يحقق وعده. فما زال الملف مرهونا في أدراج مجلس النواب يُقرأ بين آونة وأخرى ويرجع ثانية إلى الأدراج، تحت مسمى القراءات الأولية. لذا ذكرت لجنة الأمن الدفاع البرلمانية في 21/4/2015 بأن" التصويت على مشروع القرار أجل الى أجل غير مسمى"
الحقيقة إن لا حرس وطني إلا بعد موافقة الولي الفقيه، والولي الذي رفض تسليح عشائر أهل السنة، هل يعقل أن يوافق على ما يسمى بالحرس الوطني؟ حدث العاقل بما لا يعقل.
13. أعلن حيدر العبادي بأن سبعية بالمائة من حربه مع داعش هي نفسية. مؤكدا ان الوضع العسكري والأمني حاليا أفضل من السايق، محذرا من الكذب على المواطنين لأنه سيؤدي الى إنهيار كبير. وذكر " لا استبعد القضاء على داعش في فترة قياسية".
يلاحظ ان بإستثناء ما حصل في تكريت من دحر تنظيم الدولة الإسلامية، فإنها عوضت عن ذلك من خلال التوسع في الأنبار، وإستعادة منطقة حمرين، واجزاء مهمة من مصفى بيجي، مع بقاء الوضع في الموصل على حاله، في حين إن الإعلام الحكومي ما يزال يبوق لإنتصارات وهمية لا وجود لها على الأرض، وهو ما حذر منه العبادي نفسه. أما زعمه بأنه لا يستبعد القضاء على التنظيم بفترة قياسية! فالواقع يقول خلاف ذلك، ولولا غارات التحالف لكانت النكبات تتوالى على الحكومة وجيشها المهزوم وحشدها الطائفي.
14. هناك إجماع داخل مجلس النواب والحكومة وحتى الكتل والأحزاب السياسية الحاكمة بأن حكم المالكي قد أرسى ووطد أركان الفساد بكل أنواعه في جميع الوزارات ومؤسسات الدولة، وقد وعد العبادي بأن من أول مهام حكومته هو إستئصال أذرع الفساد الحكومي، وإتخذ خطوة واحد لم يكملها ولم يتخذ خطوة غيرها، وهي معالجة وليس إنهاء ظاهرة الفضائيين في وزارتي الدفاع والداخلية. بل اعقبها بخطوة معاكسة عندما اصدر قرارا بتعيين عضو التيار الصدري المتهم بالفساد والتزوير جواد الشهيلي مستشارا له، فقد سبق أن أصدرت محكمة النزاهة العام الماضي اقرارابالقاء القبض على النائب جواد الشهيلي " بتهمة الاختلاس وفق المادة 316 من قانون العقوبات المعدل والمتعلقة بسرقة اموال الدولة". إنها حالة غريبة فعلا كأن العبادي يريد نصائحه في إحضار فرقته الشعبية الموسيقية لعقد قران حكومته مع حكومة ولايه الفقيه، أو نصائح في شؤون الطبل والمزمار ليساهم مع الناطق بإسمه (مطرب سابق) لعمل فني جديد! السهلاني كما هو معروف صاحب فرقة موسيقية شعبية في منطقة الزعفرانية.
من جهة أخرى ما يزال العمل بالوكالة يجري على قدم وساق أسوه بسلفه المالكي، فقد عين علاء الموسوي رئيسا للوقف الشيعي بالوكالة، وحسن الياسري رئيسا لهيئة النزاهة بالوكالة، والشيخ خالد العطية رئيسا لهيئة الحج والعمرة بالوكالة وغيرها، وجميعهم فشلوا في مهامهم السابقة.
ولم يحاسب العبادي لحد الآن أي قطب من أقطاب الفساد لا في حزبه ولا في بقية الأحزاب الحاكمة. ولا يزال كبار اللصوص أما في مناصبهم، أو خارج العراق حيث تمهد لهم الحكومة الفرار من المساءلة القانونية، ولا تسمح للنزاهة أن تصدر أوامر إلقاء قبض عليهم إلا غيابيا، أي بعد وصولهم مرفأ الأمان، سيما علما ان معظمهم يمتلكون جنسيات أجنبية، مما يؤمن لهم الحصانة والحماية في دولهم.
15. قال العبادي في كلمة له خلال احتفالية الشهيد العراقي" إن السلاح محصور بيد الدولة وليس هناك أية جهة تدعو لخلاف ذلك، وأن الحكومة حريصة جداً على حصر السلاح بيد الدولة فقط"، مبدياً امتعاضه من "الأصوات النشاز والصيحات التي تتكلم عن وجود ميليشيات في العراق". لنسمع رأي واحد من النشاز النيابي (شعلان الكريم) عن تحالف القوى العراقية، حيث علق بالقول" إن حديث رئيس الوزراء بعدم وجود ميليشيات عار عن الصحة".
علي الكاش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.