أحكمت أمريكا مؤامرتها..فى اليمن..بإستدراج أطراف الأزمة..الى الخلاف والتعنت والاستمرار فى الخلافات الواهية..والوقوف عندها وعدم تجاوزها..لتجعل من اليمن شركا كبيرا..تسوق اليه دول الخليج ..فى معركة..لا معنى لها..سوى أنها..اكثر شبها بمعركة الخليج الأولى ما بين العراق وايران..التى إستمرت عدة سنوات..وهذه الحرب أيضا مرشحة لأن..تستمر بدون وعى..أطول فترة ممكنة..طالما لن يكون هناك منتصر...فالولاياتالمتحدة لن تسمح لأى طرف عربى..بأن ينتصر فى أى حرب..ولو حتى على..نفسه.. الحرب على اليمن..من..أمريكا.. أعلن السفير السعودى..عادل الجبير..لدى واشنطن ومن واشنطن فى 26 مارس الماضى أعلن..عن بدء الحملة العسكرية ضد الحوثين فى اليمن بقيادة بلاده المملكة العربية السعودية..والدول المتحالفة معها.. بحجة الدفاع عن الشرعية..التى يمثلها فى نظرهم .الرئيس عبدربه منصورهادى..الرئيس المستقيل..والذى استطاع الفرار من بلاده..الى المملكة العربية السعودية..وقدم لها طلبا بالتدخل العسكرى فى بلاده..لاعادته بالقوة العسكرية لكرسى الحكم الذى فشل فى إدارته..وقدم عنه استقالته..وفر هاربا منه للخارج..رغم أنه كان جزءا هاما من نظام الرئيس على عبدالله صالح..الذى عزلته ثورة 2011 إذ كان الرجل الثانى فى النظام بشغله منصب نائب رئيس الجمهورية..الأمر الذى يجعله ليس فقط محلا للشبهات..بل ومحلا للإتهامات.. اعلان السفير السعودى فى واشنطن ومن واشنطن..فى 26/3 عن بدء الحملة العسكرية على اليمن..لا يعنى فقط موافقة الولاياتالمتحدةالامريكية ..ودعمها لهذا التحالف العربى العسكرى..وان كانت هذه الرسالة قد وصلت لجميع الدول..والتى بادرت بدعم التحالف..أو التزمت تقريبا بالصمت..حتى الدول الكبرى التى ينظر لها على انها دول عظمى..لا يمكن تفسير صمتهم.. تجاه الحرب على اليمن.. سوى انه صمت مدفوع الثمن..تم قبض المقابل المادى عنه..مسبقا على الأرجح..وربما كاش منى وبالدولار.. انما المعنى الاقرب فى نظرى.. الى فهم..إعلان الحرب من واشنطن...أن هذه الحرب هى حرب أمريكية..تدار هذه المرة بواسطة القوات العربية..وضد إحدى الدول العربية الفقيرة..فى سلسلة حروب الخليج التى بدأت منذ عدة عقود ومازالت مستمرة ومفردات تبعاتها لم تنتهى أمريكا..من تحديدها.. بعد.. بالاضافة الى أن اعلان الحرب.. وبدء العمليات العسكرية..لم ينتظر انعقاد القمة العربية..التى عقدت فى 28/3 بشرم الشيخ .. بما يؤكد ان هذه الحرب ليست فى حاجة الى غطاء سياسى.. من جامعة الدول العربية..كما حدث ..فى حالة العراق وليبيا.. وسوريا.. بما يعنى تجاوزها لهذه الحاجة.. ليس فقط بسبب تأيد الولاياتالمتحدةالامريكية..وعدم اعتراض الدول الكبرى علي هذه الحرب..بل لأنها حرب الولاياتالمتحدة بالفعل..وانها..من خلالها ستقوم بتحجيم..ما تبقى من قوى إقليمية..فى منطقة الشرق الأوسط..لتصير هذه الدول بين أصابعها..كحبات المسبحة..تفعل كل شيئ تريده أمريكا.. بدون تفكير..أو.. تردد.. كان..أسوأ خبر يمكن سماعه..هو أن توافق مصر على التدخل ..بأى شكل فى شئون اليمن الداخلية..بإستثناء التوسط بين الأطراف للصلح وإعادة التوافق..بينهما .. فالشعب المصرى لم ينسى بعد....الألاف من خيرة شبابه الذين استشهدوا فى اليمن فى بداية الستينات من القرن الماضى.. ومازال الوقت يسمح لتغير مصر موقفها حيال التحالف ليقتصر..فقط دورها على المساعدات اللوجستية والسياسية.. بعيدا عن الاشتراك فى التدخل العسكرى..حتى لا تتكرر نفس الأخطاء..بدون..سبب..فمصر فى غنى عن الدخول فى اى حرب..سوى دفاعا عن نفسها وضد الإرهاب فقط.. وأى محاولة لإقحامها ..فى حرب خارج حدودها لأى سبب ..سواء لضمان سير الملاحة الدولية فى البحر الأحمر وباب المندب ..ومنع أطراف أخرى أقليمية من السيطرة على باب المندب.. وبالتالى عدم التأثير على الملاحة فى قناة السويس..هى جميعها إدعاءات كاذبة..لأن الملاحة الحرة فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب تحكمها.. المعاهدات الدولية.. كما أن القوى العالمية تتولى مراقبة الممرات الملاحية..فى جميع البحار والمحيطات ..فيوجد فى جيبوتى.. قبالة المضيق ..قاعدة جوية فرنسية.. والاسطول الأمريكى فى خليج عدن ليس ببعيد عنها... وكذلك توجد قوات بحرية روسية وصينية وهندية..قبالة القرن الافريقى منذ سنوات..عندما ظهرت أعمال القرصنة.. ولذا فان التدخل العسكرى ضد اليمن بحجة حماية مضيق باب المندب تعد حجة واهية وغير مقبولة..لأن أحدا لم يدعى تهديد سلامة الملاحة فيه.. إذا ما يجرى فى اليمن ليس إلا مؤامرة غربية..تنفذها الأيادى العربية ..ليس فقط لتدمير اليمن وإعادة تقسيمه الى عدة دويلات طائفية صغيرة بل وأيضا تمهيدا لإعادة تقسيم شبه الجزيرة العربية كلها فيما بعد بذات القدر...خاصة بعد أن تم تحطيم القوى الرئيسية فى شمالها سواء فى العراق أو سوريا..وتم الشروع فى تقسيمها..ونشر المليشيات والجماعات الارهابية..من الحدود الإيرانية شرقا الى سواحل البحر الأبيض غربا..بحيث ..لا يوجود أى قوة عربية..توقف هذه الفوضى أو..تفرض النظام..وبالتالى فلا شيئ..مستقبلا..يمكن أن يهدد أمن اسرائيل ..ولو نظريا.. ولذا من المنتظر ان تتدخل القوات الأمريكية المرابضة فى البحر الأحمر لا لإنهاء الحرب القائمة الان..وأنما لإطالتها..لأطول مدة ممكنة..لإستنزاف قوى التحالف..المالية والإقتصادية..ولخلخلة جنوب الجزيرة العربية..ونشر الفوضى..والجماعات المتطرفة..أسوة بما تم..عمله.. فى..شمالها.. وإستعدادا لفتح الستار عن البروفة جنرال..لمسرحية ..إنفراد..اسرائيل..بالقوة الإقليمية..فى المنطقة..وتوليها القيام بمهامها.. لحساب امريكا أولا.. ثم لحسابها.. فيما.. بعد.. وهكذا تضرب العرب..نفسها.. ليتولى غيرها.. أمرها.. فى يوم الجمعة 10/4 قرر البرلمان الباكستانى رفض المشاركة فى عاصفة الحزم..ردا على طلب المملكة العربية السعودية لباكستان للإنضمام الى الحلف..بقوات برية وبحرية وجوية.. وبالرغم من العلاقات الوثيقة بين كبار المسئولين فى باكستان والنظام السعودى.. إلا أن المسئولين فى باكستان تصرفوا ..كرجال دولة..محترمة..وعرضوا طلب المملكة العربية السعودية ..على مؤسسات الدولة.. التى أصدرت..قرارها المؤسسى..الملزم لكل سلطات الدولة.. فى حين أن دول التحالف العربى.. أعلنت الحرب على اليمن..بدون أن تعرض قرار الحرب.. أو قرار الإنضمام الى التحالف..على المؤسسات القانونية والدستورية..لديها..سواء كانت مجالس للأمة ..أو مجالس للشورى.. بما يعنى أن المؤسسات..العربية.. وإن كانت موجودة..فى معظم الدول العربية..إلا أنها بالتأكيد مؤسسات..شكلية.. كلماتى وبقلمى محمد جادالله محمد الفحل