مصطفي عبدالناصر المراغي متحديا المسافات للحصول علي شرف طلب العلم و سالك الطريق وكأنني أسير في جنة أنهل منها علوم شتي و قطوف جميلة . مرتديا ثيابي علي وضوء مقبلا رؤوس والديا مستلهما بدعائهم لي بالنجاح و الفلاح و برب راضي غير غضبان أصل محطة القطار المتجهه إلي محافظة جامعتي منتظر بيأس أن يصل في موعده كما هو الروتين _أن يصل متأخرا_ و بعد طول انتظار يأتي مترنحا و كأنه لا يريد الذهاب و كأنه يعلم الرحلة التي سأغوص فيها صادما بما رأته عينى و هز كياني و بعد عدة دقائق تحرك متجه في طريقه أتمتع بروعة و تجلي الخالق سبحانه في خلقه كالسماء و الجبال و الأشجار والطيور فهي لوحة طبيعية أقرب ما أقول أن خالقها قوي بيده مقاليد الأمور و حين يري فيلسوف ذاك المنظر الرائع يشهد بأن للكون إله واحد هو الله . أخذت اتأمل وأسبح كما تسبح الطيور بصوتها الشجي قال تعالي{ و إن من شئ إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } حينها أخذتني سنة من النوم فسبحان من لا ينام ولا ينبغي له أن ينام استيقظت بعدها علي حرارة الشمس الدافئه . نعم أنها هي المحافظة و هممت بترتيب نفسي و أزلت أثار النوم من وجهي و أتجهت إلي باب الخروج من المحطة و إذ برجل من الأمن يحملق في ذهابا و إيابا رأسيا و أفقيا و لسان حاله ( مين الأرهابي ده ) فصرفت نظري عنه و ذهبت إلي جامعتي و بعد عناء من طول المحاضرات و عرق الصيف أنتهينا . الساعة الآن قاربت آذان الظهر و هرولت سريعا إلي عربة خارج الجامعة باحثا عن مسجد أؤدي فيه الفريضة حيث أن هناك وقت لا بأس به قبل وصول القطار المتجه إلي سكني في محافظة أخري و نزلت قرب المحطة أتتبع أصوات أقرب الآذان حتي لا ابتعد عن المحطه و بالفعل وجدته مسجد ما شاء الله كقلعة صلاح الدين فأنه كبير جدا و به حديقة رائعة يتوسطها نافورة مياه خلابه تريح العين من منظرها و ذهبت في طريقي . و وقتها اصبحث قدماي متثاقله من ما رأيته فوقفت اتأمل ما أري . سأئلا عقلي أما أراه حقيقة أم أنه هزيان حرارة الشمس _اللهم هون علينا يوم تدنوا الشمس فوق الرؤوس _ نعم أنه حقيقة و ما أكد رؤيتي سوى شيخ أزهري أسمر اللون به لحية خفيفه بيضاء يرتدي قفطان و عمامة الأزهر التي أشعر حين آراها أن الفتاواي تخرج منها _إلا من رحم ربي_ يدخل المسجد بدون أن يلقي لهؤلاء بالا كأنه ضرب بأوامر الدعوة إلي الله عرض الحائط و ماذا رأيت ؟ رأيت نساء عليهن من الزينة التي كانت في أيام الجاهلية يجلسون في حوض المسجد أمام المصلين مباشرة و رأيت نساء أخر يرتدون من الملابس الضيقة ما تشاء له النفس الأمارة بالسوء و أطفال صغار يجرون و يلعبون عرايا من الثياب و الإقامة تشرع في البدأ و رجال يجلسون في ركن الحوض يأكلون و لا يسارعوا للصلاة ؟؟ ما هذا المسجد ؟؟ أهذا مسجد أم حديقة ؟؟ أم منتزه ؟ دخلت إلي الصلاة مبهت التفكير أجاهد نفسي للخشوع في الصلاة و لكن كيف أخشع و إماما يصلي كنقر الغراب لا يعطي لأركان الصلاة حقوقها و لأول مرة أتمني أن تنتهي هذه الصلاة التي لم أجد فيها خشوع ولا طمأنينة لا كالتي أجدها في باقي المساجد التي أسست علي التقوي و العمل الصالح و حين أنتهت الصلاة و فرغت من قراءة أذكار الصلاة و هممت بالخروج لو أنني رأيت مكان مزدحما بالناس آخر المسجد فذهبت حتي أري ماذا يحدث ؟ إذ بي أري رجال و نساء يزاحمون بعضهم ؟؟ هذه المزاحمه اراها في أداة مناسك الحج حتي ان سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام نهي عنها . و اقتربت من ذاك المكان و الشكوك تلاحقني حتي أدركت أنه ضريح الشيخ فلاني بن علاني و لنسأل بعض الأسئلة و ارجوا الإجابه يا عقلي ؟ أهذا ضريح ؟ نعم أبه ميت ؟ نعم فارق الحياه و صار غظاما متهالكه؟ نعم هل ينفع ؟ لا هل يضر ؟ لا هل يشفي و يرحم و يستجيب الدعاء ؟ بالطبع لا لا لا هل يجوز أن أتوسط به عند ربي خالقي و خالقه ؟ لا لا لا _ إذا لماذا هذا الرجل العجوز يتبرك بالضريح و يقبله ؟ و لما هذه تتوسل إليه و تتشفع به ؟ لما يبكي و يأن هذا الرجل ؟ دخلت إلي عالم غريب شعرت بأنني وحدي في الدنيا شعرت بأن القيامة علي وشك البدأ شعرت و كأنني الوحيد الذي أعبد ربي في عالم الضريح و التفت عن يميني وجدت شاب يجلس يمسك كتابا صغيرا لونه أبيض و عليه صوره فأقتربت منه و حييته بتحية الإسلام . _ السلام عليكم ورحمة الله فلم يرد الشاب و بعدها بوقت رد السلام و قال لي آسف يا أستاذ كنت بخلص قراءة الورد النورانى فبادرته ع الفور ما شاء الله و أي ورد أخي بعد الصلاة غير أذكار و تسابيح تعلمناها من سنة حبيبنا محمد عليه الصلاة و السلام فقال نعم هناك ورد الشيخ فلانى بن علانى فقلت : كيف ، أو له ورد ؟؟ رافعا حاجبي من التعجب !! فقال نعم ، و أخذ يسترسل انه ورد يعصمني من كذا و كذا وكذا و كذا و أخذ يعدد لي فقلت مقاطعا اسمح لي اقرأ بعض من ما في الكتاب فأبتسم و أعطاه لي ! و هذا ما قرأته بالنص في الكتاب _ مدد يا سيدي يا شيخ فلان يا ابن علان يا ابن ترتان حليج حليج حليج طجيج طجيج فليج فليج فليج فقرأتها أمامه بصوت عالي و لم أكمل و قلت له أسمح لي إن علمي بسيط للغاية فأشرح لي هذه الألفاظ فنظر إلي تارة وإلي الكتاب تارة أخري و قال إننا نقرأها هكذا ولا يحق لنا أن نعرف ما هذه الألفاظ ؟ و علي الفور تذكر وصايا النبي الكريم بأن لا أخاطب الجهلاء فأستاذنت منه و قومت علي صوت شرخ أعماق أذني مدد يا شيخ فلانى مدد مدد ؟؟ _ و بسرعة ركضت نحو حذائي و حقيبتي أركض من هذا المكان الذي يشرك فيه بالله و أسرعت نحو القطار أنتهي