زيف وإفتراء لو قلنا إن المرأة يقع عليها التأثير الأكبر من جراء "الانفصال"، الطلاق ليس كلمة مجردة بل "طلقة طائشة" تكسر وأحياناً تُميت. الزواج "الميثاق الغليظ" والذي يتحمل بموجبه الزوج والزوجة المسؤولية- هو عقد لا يخلو من الأساس الروحي والبدني والعاطفي تلك الأسس تمثل حصناً للأسرة وللبشرية،والتعدي علي إحدي بنود "الميثاق" من أحد الطرفين هو الطريق إلى "الطلاق". ولكي نكون منصفين بعيدين عن الزيف، يجب الاعتراف بأن الزوج، الأهل، المجتمع، والإقتصاد أيضا تُصيبهم تلك الطلقة، كما الأبناء والزوجة والذي كثر الحديث عنهم. علينا أيضاً تجنب القول السائد بأن "الرجل من بيده الطلاق"، فغالبا "المرأة هي من تطلب". ولا أحرم عليها حقها في ذلك فقد منحها الله كامل الحق، كما منحه للرجل. ويرجع ذلك لعدة أسباب، وبالتدقيق في هذه الأسباب نجد منها ما يستحق وما لا يستحق أن يكون سببب في دمار أسرة. التعمق فى أسباب هذه المسببات سيُنير ما أخفته الكلمات. هيا معاً نعود اإلى الخلف قليلاً حيث كانت عشرات الآلاف من السيدات تُطلقن سنوياً بعلة إنجاب الإناث، وبالإضافة إلى أسباب الزوجة ووأحياناً ما يكون لها الحق فى طلب فسخ الميثاق. مثل أن يكون الزوج ثقيل اليد واللسان، "يضربها، يهينها" فضلا عن البخل المادي والعاطفي والمعنوي والجسدي والذي يعاني منه الزوجين. وبمرور الوقت وأساليب التوعية وحقوق المرأة والخلع، تضاءلت الأسباب المؤديه لإرتفاع معدلات الطلاق، والتي من المفترض أن يتبعها تناقص في أعداد الطلاق، والكارثة أن ما حدث هو العكس، ففي عام 1997اكدت الأبحاث أن معدل الطلاق في مصر 2%. وبحلول عام 2000 وصل إلى 11%، وفي 2006 بلغت النسب 13%، والآن وما ينُم عن ظاهرة تثير التساؤل هو وقوع حالة طلاق من بين ثلاث زيجات والغالبية تكون للفئة العمرية ما بين 20و30عام، وبالنظر لهذه الفئة نجد أبصارنا تتجه مباشرة للتقدم والفضائيا والثورات الشعبية، الصناعية.. نعم هذا ما أُعنيه.. التطور سلاح ذو حدين يستخدمه الرجل والمرأة فقد للتذمُر والتكبُر على ما بين أيديهم. الشاب يبحث عن الجمال والمتعة والخُلق ليبني حياة جميلة وعائلة مميزة مثلما يراها عبر الفضائيات دون مصاعب أو مشاكل فهو في أي حال يُريد راحة البال. الفتاة تبحث عن لقب متزوجة أفضل من عانس، فرغم إندلاع تلك الثورات لم نصل لثورة فكرية حقيقية . فمازال الفكر الإجتماعي الخاطيء قابعاً في عقول البعض من الجنسين حول العنوسة وغيرها. الزوجة وبعد تخطيها محطة العنوسة بسلام _ تبحث عن محطة أخري وهي إثبات الذات سواء بالعمل، تربية الأطفال، إدراة البيت ووضع نُظمه، وكأن الرجل ما هو إلا مورد مالي، فالتطور أول ثماره القضاء علي مكانة الزوج كرجل له حق الطاعة، والاحترام وإبداء رأيه في كل زوايا بيت الزوجية، "الويل لبيت تصيح فيه الدجاجة بدلا من الديك"! ولتصل الزوجة بصياحيها إلى محطة الآنا (تفضيل النفس) والترفية عنها بشتى السبُل مثل المصروف الزائد، الطلبات التي لا معني لها، التنزة المستمر، الأصدقاء والعمل المرفوض من قبل الزوج. لتُحمل الرجل فوق طاقته.. متناسية أولاد وأهل ورجل يُريد البناء وإن كان مُقصراً، فهي أبداً لم تري عورا فى تسلطها وصياحيها! ولتشتعل المشاكل من هذا وذاك، ويصل الزوج إلى إطلاق "طلقته الطائشة" للتخلص من تلك الضغوط، أو تطلب هي الطلاق لأن طلباتها غير مُجابة. وفى الحالتين هي من ضغطت علي الزناد لتخرج طلقة غائرة فى قلوب الأبناء، ناكسة للأهل، مدمرة للرجل، عبئاً علي الاقتصاد، وفي النهاية تدَعي بأنها مظلومة قائلة: "الطلقة قتلتنى أنا" أين نحن من عقيدتنا؟! من تقاليدنا؟! نساء الماضي كن أكثر طاعة وصبر ومشاركة، كانت الزوجة تأتمر لأمر زوجها، تُلبي إن نادي، تُطيع إن نهي، وإن نصح إستجابت. وهذا ما أقره الإسلام. قال الله تعالي"فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"، وقال رسول الله(ص) "لو كنت أمر أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" ربما تكون الطاعة ثقيلة علي النفس، ولكن بقدر ما تُريد ربة المنزل من الحفاظ على بيتها وإستمراره، بقدر تحملها وطاعتها طاعة مشروطة، ليست عمياء، طاعة الزوجة الصبورة للزوج الصالح. ولحين إدراك كلا الطرفين أنهم أعمدة الحياة، وإدراك الزوجة أنها غالبا من تُطلق الرصاصة، دعونا نقول لكلاهما: رفقاً بالقوارير أيها الرجل، كُن لها رفيقاً للعمر، رؤفاً فى العلن والسر، ولا تسلبها حقها، كان رسولنا الكريم(ص) يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن. وتيقن أن أخلاقك سترفع من خُلق زوجتك، قال أحد السلف: "أري أثر معصيتي فى خُلق زوجتي وتعثر دابتى". صبرا جميلاً أيتها المرأة، كوني عوناً له، تحملي المسؤولية كما يجب ودعكِ من التفاهات، سينشأ علي يداكِ جيل يحمل معني الرجولة والأنوثة، فما وضع الله في جوفك من قلبين (قلبك وقلب جنينك) إلا لأن رب العزة خلقك أكثر تحملاً من الرجل.