يتجه العالم اتجاهاَ كبيراَ الى انشاء مراكز التفكير الاستراتيجي لتطيور الانظمة السياسية لبلدانها وتنمية السياسة الخارجية لها باتخاذ القرارت المناسبة وتقديم النصائح والارشادات لتقويم العملية السياسية التي ترسم خارطة الطريق المستقبلي للدولة فأن تطور البلدان وقوة قرارها السياسي جاء بالاعتماد على نتائج الابحاث والدراسات المعمقة من قبل المعاهد والمراكز متخصصة في صنع القرار نتج ذلك عن دعم متلازم المركز يدعم الدولة والدولة تدعم المركز ففي الولاياتالمتحدة تجاوزت مراكز التفكير المستقلة في أمريكا عام 1988 ألف مركز نصفها تقريباً ارتبط بالجامعات والنصف الآخر كان يعمل كمؤسسات خاصة ومستقلة، حوالي 25% من هذه المراكز المستقلة أي حوالي100 مركز كان في ولاية واشنطن العاصمة. فلا يوجد تعريف خاص لمراكز الفكر الاستراتيجي يحدد مسارها ومدى اتساع نقطة حدودها فمن الصعب جدا ايجاد تعريف معين لها عادةً ما تعلن عن نفسها بانها منظمات غير حكومية او غير ربحية فتعرفها الموسوعة المجانية بأنها "أيّة منظمة أو مؤسسة تدعي بأنها مركز للأبحاث والدراسات أو كمركز للتحليلات حول المسائل العامة والمهمة" كما تعرف بانها "تلك الجماعات أو المعاهد المنظمة بهدف إجراء بحوث مركزة ومكثفة وتقدم الحلول والمقترحات للمشاكل بصورة عامة وخاصة في المجالات التكنولوجية والاجتماعية والسياسية والإستراتيجية أو ما يتعلق بالتسلح" وتعريف اخر لها من قبل بعض الكتاب بأنها "أي منظمة تقوم بأنشطة بحثية سياسية تحت مظلة تثقيف وتنوير المجتمع المدني بشكل عام، وتقديم النصيحة لصناع القرار بشكل خاص " ومن هنا يتضح لنا اهمية تلك المراكز في تقديم الابحاث ولدراسات في القضاء على العصابات الارهابية داعش وان محور الحكمة السياسية في القضاء على الارهاب بشكل عام يقدم من قبل سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله الظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) وما نصح به على الية مواجهة داعش في حوار له مع صحيفة الوطن اذ اكد سماحته قائلا "هنا لا بد من القراءة الصحيحة الموضوعية الواقعية للأحداث، فإذا أخطأنا القراءة فإننا بكل تأكيد سنخطئ في تشخيص العلاج، ومن هنا أقول إن "داعش" صارت واقعًا مفروضًا وليست ظاهرة طارئة عابرة فلا يصح المراهنة على الوقت لإزالتها، ويجب علينا ألا نجازف أكثر وأكثر بدماء وأرواح أبنائنا فنزجهم في معارك خاسرة ومهالك محققة لأننا لم نشخص الواقع بصورة صحيحة موضوعية أو لأننا نعرف الواقع لكن لا يهمنا دماء وأرواح الناس ولا نعترف بالآخرة والثواب والعقاب. "وأضاف سماحته " ومن هنا أدعو إلى دراسات معمقة علمية مستقلة غير متأثرة بهذا الطرف أو ذاك فتشخص لنا الواقع كما هو وبدون زيف أو انحراف فتضع لنا الحل والعلاج المناسب وبأقل الخسائر، فالضرر والهلاك والدمار كله على العراق وأهل العراق، فقللوا سفك الدماء وأوقفوه الدماء وامنعوا تدمير العراق