تجددت اليوم الخميس، المواجهات بين قوات الجيش والشرطة العراقية وأتباع المرجع الشيعي محمود حسن الصرخي في كربلاء، مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم وسط العراق، بحسب شهود عيان. فيما قال مصدر أمني إن الاشتباكات جاءت بعد محاولة القوات العراقية اعتقال الصرخي واتباعه، وسط حظرا للتجوال في المدينة. وقال عبدالله جاسم أحد سكان مدينة كربلاء لوكالة "الأناضول" إن "المواجهات والاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة تجددت منذ فجر اليوم وحتى الآن بين القوات الحكومية من الجيش والشرطة وأتباع رجل الدين الشيعي الصرخي في مناطق سيف سعد والملحق، جنوبي مدينة كربلاء". وأضاف جاسم أن "طائرات الجيش العراقي شاركت في هذه المواجهات لضرب مواقع عديدة لاتباع الصرخي في مدينة كربلاء". من جانبه، قال مصدر أمني في كربلاء إن "القوات الامنية من الجيش والشرطة وبمساندة الطيران مازالت حتى الآن تحاصر أتباع الصرخي في مدينتي سيف سعد والمحلق في محاولة لاعتقال الصرخي واتباعه وسط المدينة". وأضاف المصدر الأمني أن "الحديث عن تجدد الاشتباكات في كربلاء هو ناتج عن تبادل لإطلاق النار بين القوات الحكومية وأتباع الصرخي المحاصرين في وسط مدينة كربلاء". وفرضت القوات الأمنية حظراً للتجوال وطوقا أمنيا على مدينة كربلاء ومن أربعة محاور وتفرض سيطرتها على غالبية مناطق المنطقة عدا المنطقتين التي تم حصار فيها الصرخي وأتباعه، بحسب المصدر ذاته. وشهدت مدينة كربلاء أمس مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية من الجيش والشرطة ضد أتباع الصرخي ، أسفرت بحسب مصدر أمني تحدث للأناضول، عن مقتل أكثر من 30 شخصا واعتقال أكثر من 100 آخرين من أتباع الصرخي، فيما قتل اثنان من أفراد الأمن العراقي وأصيب 30 آخرين نتيجة هذه المواجهات". وبحسب شهود العيان لم تتمكن قوات الأمن من اعتقال الصرخي، الذي تمكن من الفرار، في حين نقل شهود عيان قول عدد من أنصار الصرخي عن تمكنهم من إحراق عربة تابعة لقوات الجيش. ولم تعرف بعد دوافع توجه قوات الأمن لاعتقال الصرخي، لكن الأخير من المعارضين للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، ودائما ما ينتقدها في تصريحاته ولديه عدد من الأنصار خاصة في بعض المحافظات الجنوبية والوسطى. وكان الصرخي أبدى دعمه للتظاهرات التي جرت المحافظات والمناطق السنية بعد انطلاقها عام 2012، وبين أنها تنطلق "من الحيف والظلم" الذي يتعرض له الإنسان في العراق بمختلف طوائفه، كما عارض الصرخي فتوى آية الله علي السيستاني، أكبر المرجع الشيعية في العراق، بالقتال إلى جانب قوات الأمن في مواجهة المجموعات السنية المسلحة التي سيطرة الأسابيع الماضية على مناطق بشمال وغرب العراق. وكان السيستاني أصدر هذه الفتوى في محاولة لمواجهة المجموعات السنية المسلحة التي يتصدرها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم "داعش" واجتاحت أجزاء من شمال وغرب العراق. والصرخي من مواليد 1964 وبدء دراسته الدينية في الحوزة العلمية في النجف عام 1993، ويعرف بعلاقاته المتوترة مع علماء الدين الشيعة، حتى أنه أعلن مرجعيته الدينية عام 2003 بمعزل عن المرجعية الدينية العليا بالنجف.