تعدد نموذج الخوارج فى السنيما ، وأختلف مقهوم المعانى ، والألفاظ، ، والمسميات ، ووقع أسم الرحالة فى سابقة لم تكرر جاء كلقب يعبر عن فئة المتطرفين ، حيث دائما ما يطلق هذا المسمى ، على مجموعة المجرمين من قتلا وتجار مخدرات ، وسلاح هاربين من أحكام يتعرفون ببعضهم بالسجون ومن خلال إنتمائتهم للعصابات ، يسكن الجبال وينتقلون حسب دواعيهم الأمنية ، ومادى مطاردة الشرطة ، وبرغم إشتراكهم بصفة الجريمة ، والعنف مع المتطرفين إلا أن الأخير صنع من جهات لأهداف ويتم تمويله وركيزة العمل الفنى تسلط الضوء على تلك النوايا ، ومن أهمها أستهداف أقسام ورجال الشرطة ، وسفك الدماء بند فى قانونهم وبأسم الدين يباح التكفير للأخرين وتحلل دمائهم ، واوضح كتاب السيناريو ذلك بدأ من مشهد إستهداف المتطرفين لقسم الشرطة ، لأحداث فراغ أمنى ، وهروب المساجيين ، وإنتقل لاظاهر كيف تنشئ الرحالة بمفهوم التقليدى المتعارف عليه ؟ واوضح ذلك بهروب منصور قام بالدور أحمد السقا المحكوم عليه بالاعدام فى ثأر ، لم اتناول حياة الصعيد التى طلما اوضحت فى العديد من الأعمال الفنية بقدر ما اوضح الفارق بينه وبين المتطرفين الذين أطلق عليهم رحالة فى هذا المسلسل والتى ذكرتها فى السطور سالفة الذكر والذين ينتقلا للعيش فى الجبال . وانتقل الكاتب لتوضيح صورة المتطرفين ونهجهم عندما حاول أحد الشباب الإنضمام اليهم منذ بداية الفيلم مقتنع بإنهم فئة دعاوية ويقومون بفعل الخير لأناس وفوجئ برئيسهم قام بالدور خالد صلاح يطلب منه قتل أحد الأعضاء كشف الشاب أمرهم ورفض واوضح الكاتب بان دعوتهم هى قتل النفس بغير حق بطلبهم منه قتل عضو بينهم وظهرت حقيقتهم وشريعتهم القائمة على إستحلال دماء الأبرياء وجاءت شخصية على قام بالدور أحمد مالك نجل منصور لتعكس حالة المجتمع والجيل الرافض للعنف والإرهاب فى المجتمع واوضح الكاتب رفض على الدائم لتصرف والده منصور الإجرامى والحياة القائمة على الأخذ بالثأر ‘ وتجارة السلاح ‘ وذلك عندما رفض العودة معه إلى الجزيرة بعد هروبه ، واوضح قلة حيلته وأنه مغلوب على أمره فى طاعة والده ؛ وكأن هذه الرؤية صورة لحالة الشباب فى المجتمع الرافض للإرهاب ويبحث عن السلم والحياة هادئة ؛ ولكن الظروف المحيطة به المليئة بالعنف لا تساعده على ذلك ، ومن أهم المشاهد المعبرة عن هذه الرؤية كتابة على لاسمه هو وحبيبته على صخرة أمام البحر، وكلمات الحب ، ومياة البحر النقية ، جاءت لترمز لرغبة على وشباب جيله فى حياة جديدة تعطى صورة لرخاء بالمجتمع ، صافية مثل صفاء البحر والسماء ممزوجه بهمسات الحب من شاب وفتاة يرموزان لحياة مشرقة فى المستقبل القريب بعيد عن ، الجرمية ، والإرهاب ، والثأر المنتشر بالصعيد و الخوض فى هذه الجزئية والمقدمة فى العديد من الأفلام والدراما وضعنا صوب أعيننا على علاقة الضابط بالمجرم والمتطرفين ، واوضحها الضابط عندما قال لرئيسه فى العمل هؤلاء المتطرفين أنتم طلبته منى أن أتركهم يفعلون تصرفهم الإجرامي دون محاسبة وقدموا لى الترقيات مقابل ذلك ، والأن تطلبون منى محاربتهم ، وتطلبته منى ذاتى ووجبى ، وكرامتى عندما هدروا دم زوجتى وأولادى ، فماذا أضف لى المنصب وهم أفقدونى أغلى ما أملك ؟ فخلع رداء الضابط وذهب يحارب هؤلاء بزى المواطن عرض على منصور المجرم الهارب المحكوم عليه بالإعدام والذى طارده هو العديد من المرات بسبب الثأر ، واوقفنا هنا الكتاب أمام مفارقة حقيقة تطرح عديد من التسأولات هل هذه الجماعات المتطرفة أخطر على البلد من المجرمين سكان الجبال والقتلا وتجار السلاح لكى يحاول الضابط الحصول على معاونتهم والإتفاق معهم للوصول لهؤلاء ؟ واليس هؤلاء مثلهم مثل أى مجرم يستحق العقاب ؟ وهل بالفعل أصبح الشعب بمختلف فئاته كما وضح الكتاب فى مواجهة ومحاربة هؤلاء وكإنهم هم ركيزة فساد المجتمع لكى يتحالف الضابط والمجرم لكى يحارب المتطرف ؟ أعتبرها رسالة أو صورة مصغرة لما يحدث على أرض الواقع ولكن من على صوب ومن خطئ ؟ هل المتطرفين وحدهم أم منصور الصورة المصغرة للفساد وعنف المجتمع على الرغم من تعاطف الكتاب والمخرج معه حيث جاء بشخصية تتميز بالبراءة والوصول لحقة فقط دون تعدى على حق الأخر أم الضابط الذى تساهل مع الفساد بعلم رؤسائه كما قال وحصوله على المناصب مقابل التخلى عن ضميره ؟! وأعتقد الإجابة كانت هى رد أحمد السقا فى نهاية الفيلم بعد حواره مع الضابط وخالد صالح والذى اوضح أن الجميع أخطئ بدأ منه الذى مثل العنف بسعيه وراء أخذ ثأره بيده دون الرجوع لشرطة ، ودور الضابط الذى تقاعس عن أداء عمل وتخلا عن ضميرة إلى أن لحق به الضرر وبالمجتمع واوقعهم فى بئر العنف والفساد وسفك الدماء ندم الضابط وقال أحمد السقا فلنذهب جميعا لإننا أخطائنا وفجر المكان رسالة ومغزى يعطى دلالة للعمل الفنى فنذهب نحن مقابل إنتهاء الإرهاب ويبقا الوطن لأجيال الصاعدة التى تملؤها البراءة متمثلا فى نجله على وحبيبت عمره هند صبرى والتى عشنا معها أروع قصة حب لم تكتمل من أجل الثأر والدماء بين العائلتين وللذلك المشهد الأخير وجود هند صبرى وابنه على رسالة لزوال العنف والجرمية وباقئ الحب الطاهر التى دائما كانت توجه له هند النصيحة بتخليه عن الثأر وعلى ابنه الذى كان رافض لسلوك والده الإجرامى وعلى مستوى الإخراج وفق المخرج شريف عرفة فى إختيار الأبطال ، وبصفة خاصة الفنان خالد الصاوى الذى دائما يتميز بأتقان الدور الذى يجسده ؛ ودائما يكون مختلف عن السابق وشاهدنه فى متألق بتمثيل شخصية الشاعر أحمد فؤاد نجم فى فيلم الفاجومى ، أم هذا العمل الفنى قدم شخصية ضابط فاسد وإتقانها بشكل ليس عليه أى مآخذ بالنسبة الأداء وجوهر الشخصية ، ومن أهم أدوره المختلفة شخصية الكاتب الصحفى الشاذ فى فيلم عمارة يعقوبيان وأعتقد أن خالد الصاوى حالة فنية فريدة من نوعها ؛ لإنه ليس مؤدى فقط ولكنه يتقمص الشخصية ومما يجعلها تخرج بشكل جيد وكأنها شخصيته الحقيقية ، وأعتقد أن المخرج له دور كبير فى أبراز موهبة خالد الصاوى وأستطاع توظيفها ، وعن شخصية أحمد السقا فى دور منصور الحفنى تعمد الكتاب هنا عرض الشخصية فيها مساحة كبيرة من البراءة ؛ وذلك لظهور أن الإجرام الحقيقى يكمن فى المتطرفين وليس فى الجرمية المتعددة فى المجتمع وعلى الرغم من المآخذ على هذه الفكرة لكن أحمد السقا أصلح فنان لهذا الدور لامتلكه مقومات براءة الوجه والروح الفطرية وهذا ساعد المخرج شريف عرفة توظيف تلك الصفات ليصل لنتيجة التى شاهدنها وكان يريدها كلتا الطرفين المؤلف ، والمخرج والتى تعتمد على إبراز الروح الطيبة فى المجرم و ليس سهل إشتراك ثلاث شباب فى كتابة السيناريو وهم محمد وخالد وياسمين دياب ، ويخرج بتوفاق بين صناع العمل ، و المخرج ، وهذا توضحه الصور ة الذى خرج بها الفيلم ؛ ليس فيه أى نوع من الإرتباك ، وينقلنى أحمد السقا لموهبه يبدو إنها تسير على نفس دربه وهو الفنان والوجه الجديد أحمد مالك يتميز ببراءة وجهه ويمكن أعمل أخرى تقيم مادى موهبته وقدرته على تجسيد الشخصيات وعلى مستوى الإضاءة والديكور والألوان المستخدمة والتصوير الذى تفاوت بين إستخدام لقطات المتوسطة والطويلة ليوضح الرؤية وجعلك تعيش داخل الفيلم وبصفة خاصة اللقطة العامة للجزيرة وعلى ما أعتقد أستخدام مدير التصوير أيمن أبو المكارم فى تصوير مشهد أقتحام قسم الشرطة لقطة والحركة الاهتزازية ؛ التى تجعلك ترى الشاشة تهتز أمامك وتعتقد أن ذلك نتاج العنف الشديد ، وهى من أهم اللقطات تستخدم فى مشاهد العنف وكان أخرجها على المستوى الذى يحاكى أهداف السيناريو وأداء الممثلين ووجه نظر المخرج شريف عرفة ونتمنى أن يمتعنا بالمزيد من هذه الأفلام المتميزة على مستوى النص والإخراج والاداء .