... ماذا يحدث في هذه البلد الغالي علينا مصر ، في جنبات الطرق وفي كل وسائل الاعلام المسموعة والمقرؤة ضجيج وصراخ وعويل ، من المستفيد في النهاية ؟ ! ... بقيام الثورة وسقوط النظام السابق ، ظن الجميع أن القادم أجمل وأحسن ولكن الصورة الآن قاتمة من كل النواحي على غير الموقع والمأمول فبعد أن هتف ثوار مصر في ميدان التحرير للجيش أن يقف بجوراهم ويساندهم نرى الوضع قد تبدل اليوم فالشعب اليوم ينادي بأن يبعد المجلس العسكري يده عن إدارة البلد وأن يسلم الراية لقيادة مدنية من أبناء مصر المخلصين . ... المجلس العسكري يصرح مرارا وتكرارا بأنه ليريد ان يترشح احد من القيادات العسكرية انتخابات الرئاسة وانهم سوف يسلمونها لقيادة مدنية أمينة من أبناء مصر الاوفياء ، ويصرح بعض قيادته بأن نقدم لهم العذر فهم فجأة وجدوا أنفسهم يديرون بلد بحجم مصر ، ولكن الواقع يقول غير ذلك فلا يوجد حتى الان موعد ثابت للانتخابات ( الرئاسية والبرلمانية ) ولا حتى موعد لوضع الدستور ، فتلك متاهات يدور فيه فلكها المواطنون الابرياء والاحزاب بمختلف توجهاتها .. ... الأحزاب القديمة والاحزاب حديثة المنشأ ومختلف التيارات ( الإسلامية و الليبرالية ) كل طرف من الأطراف يجد في نفسه المنفذ لهذا الوطن من الوضع القائم وأنه الملاذ الأخير لشعب مصر ، فترى هذا التيار ينتقد ذاك التيار باسم مصر وهذا يسب ذاك وذاك يخون ذاك ، دون أن يفكروا للحظة أنهم هم نسيج الوطن وأنهم بمختلف توجهاتهم أبناء وطن واحد ، فمن الممكن أن يخدموا بلدهم كل في مكانه فالاتحاد قوة والفرقة ضعف والخاسر الوحيد في هذا الموقف هي بالتأكيد مصر لا محالة . ... كل تيار أي كان توجهه وكل حزب سياسي معارض دفع ثمن معارضته من النظام السابق فالاخوان والجماعات الاسلامية ذاقوا الامرين من سجن وتعذيب بلا حتى محاكمات باسم قانون الطوارئ وكذا الاحزاب المعارضة دفعت الثمن غاليا من سجن لبعض القيادات وغلق مقار لبعض الاحزاب .. ... إن كنا حقا نريد مصر في أفضل صورة يجب أن نترفع عن الصغائر ونتوحد فعليا من أجل مصر ومن أجل رفعة هذا الوطن الغالي علينا جميعا يجب أن نتكاتف لا ان يعمل كل منا في وادي ، ويجب أيضا على المجلس العسكري أن يكون واضحا في تصريحاته وان يكون ملتزما بكل توقيت يضعه من أجل مصر ، وأن يدرك أن كل هذه الاطياف تعمل من أجل خدمة مصر لا يخون فرقة ولا يتحالف مع فرقة من أجل وضع معين يضمن له استمرار الوضع في البلاد على حالة معينة ، فليعمل الجميع من اجل مصر افضل . بقلم : الحسين عبدالوهاب عبدالصبور [email protected]