سيدتي :يا أميرة الأميرات...يا تاج كل السيدات. أحمد الله وأشكره الذي بثَ روح الحياة في جسدي وأنعم عليا بنعمة الحركة والسمع والبصر والنطق, فأحسن خلقي وأبدع تكويني ,الحمد لله الذي شرفني وجعلني مسلماً عربياً وزادني شرفاً بأنني فتحاوياً فلسطيني, فأنت يا ديمومتي حلاوة الذكر على لساني , فما هَتَفَت حنجرتي ودق قلبي وانشغل ذهني يوماً باسم غير اسمكِ الذي يجري في عروقَ شَراييني , ديمومتي أنتِ أروع الكائنات التي تعشقها عيني , وأجمل الحروف التي ينطقها لساني, وأطهر الحروف التي يحفظها قلبي, وأنبل الحروف الراسخة بفكري ووجداني, وأعذب الحروف التي تحبها نفسي, وطول العمر سأبقى أُنشدها وأٌعلمها لأولادي من بعدي , فهل ؟ فهل في الدنيا أعظم من فتح التي أرضعتني بفكرها وأشبعتني بحبها وعلمتني كيف الأخوة والمحبة والتسامح والانتماء والوفاء والفداء والعطاء لوطني والتضحية بالغالي والنفيس من أجل شعبي..... سيدتي أنت مقيمة بين ضلوعي ومحاطة بغشاء التامور, فاعلمي يا ديمومتي أن حبي وعشقي لك ليس فيه غرور, فأنا وضعتك منذ طفولتي تاجاً على رأسي فكم أنا بكِ فخور , وجعلتكِ يا سيدتي شمساً مشرقة في سماء حياتي, فلن يخسفوا نور وجهك المعبق برائحة المسك والبخور , وزرعتك يا سيدتي زهرة في بستان عمري, فأنبتي منها ملايين الزهور .. فما أطيب شذا دماء الشهداء ساكنة القبور , يا مفجرة الثورة وصانعة المعجزات في كل العصور , فيكِ تعلو رايات الثورة رايات الفتح الصفراء وتشمخ هامات الصقور , يا صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات , فقد أبليتي بَلاءً حسناً, فكنتِ رائدة الحركات, أنت التي رفعتي راية الأمة في أرض الكرامة, وسطرتى أروع الصفحات, آه يا أم العظماء !! فيكِ الفقراء والنبلاء فيكِ المثقفين والأدباء والمعلمين والعلماء فيكِ ملايين وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى الأوفياء... سيدتي :يا أميرة الأميرات...يا تاج كل السيدات. يا شرارة نفق عيلبون وزهرة يناير و نواره كانون , في ذكرى ميلادكِ الخمسون,أقر وأعترف لك بكل قواميس اللغات ,إن حبي وعشقي لك أصدق من كل الكلمات , التي تقال بين تلك السطور العابرات ,وبكل ما تحوي ذاكرتي من همسات , فإن مشاعري نحوكِ تفوقَ كل العبارات , فأنت من سكن قلبي وأسر فكري وأنار بصري وهدى عقلي وطهر فؤادي ونفسي وجسدي من كل الموبقات , فيكِ والله أجد هويتي وانتمائي وكبرياء وطني ولون علمي وكفاح شعبي .. أقولها مئات بل آلاف المرات فيكِ أشعر يا سيدتي بالأمن والأمان والدفء والحنان والطيبة والإحسان والصلابة والرزانة وعظمة الإنسان , من قال إنك هرمتي وتجاوزتي سن الثامنة والأربعين عاماً ونيف من عمرك , بل تجاوزتي كل السيدات في فهمك وفكرك وذكاء عقلك , فأنت مازلتي في صبى شبابك, فكلما تقدم الزمن بسنك , ازداد تألق فكرك وذكائك وروحك الطاغي على كل الكائنات من حولك , فكم أنا فخور بك يا سيدتي رغم الهفوات التي أصابت أبنائك ... فلكل منا له هفوة ولكل جواد له كبوة, فليس العار أن يسقط الفارس عن صهوة جواده, وإنما العار أن يستمر في السقوط ولا يستطيع النهوض من مكانه ,ورغم جبروت الموت وسطوة الجلاد ,ورغم عنجهية القاتل وقسوة الأوغاد .. أقسم بالذي خلق العباد, لن تغتالوا أمة تركع لله, وتهتف أن الفتح طريق المقاومة والجهاد.. المجد كل المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .. والحرية لأسرانا وأسيراتنا الأحرار عاشت فتح ورجالها الميامين في عيدها...... اليوبيل الذهبي لإنطلاقة حركة فتح