حيث يعلم جميعنا أن المخ هو الذى يعطى الأمر لجميع أعضاء جسدنا فنشعر بالعطش ، بالجوع ، بالشبع ، بالخوف ، بالفرح ، بالسعادة ، بالحزن ... و غيرها من الأحاسيس الإدراكية و اللغة , إذاً فالمخ هو الجانب المادى و المصدر للأوامر أما العقل فهو الجانب المعنوى و التنفيذى أيضاً فالعقل هو المسؤول عن جميع أفعالنا حيث يوجهنا فى الأتجاه الصحيح و الفعل الذى يجب أن يكون ......... !!! هذة المقدمة لها علاقة بهذه القصة يحكي أن هناك بلدة عتيقة يوجد بها شئ غريب !!! فيوجد بها بحيرة عسل كبيرة و جميلة حين تتساقط الشمس عليها يتلئلئ عسلها كالذهب الخام و حين يتجلى القمر لهذه البحيرة تتراقص أمواجها كالفضة , و لكن و للأسف فهذه البحيرة من سيئ لأسوأ و هذا سببه غباء و خيبة سكان المدينة العتيقة حيث تركوا بحيرتها للرياح و الأتربة و الحشائش المتسلقة و الطيور الجارحة و الحيونات المتطفلة . و عن سكان المدينة العتيقة فيسكنها إناس اجسادهم غير مكتملة الاعضاء و أجسادهم تحمل شكل غريب , مقسمون خمسة أقسام أو مجموعات حيث ، أن أجسادهم عبارة عن رأس كبير و المجموعة الخمسة مشتركون فى شكل الرأس الكبير , لكن يختلف شكل التركيبة لكل مجموعة منهم الجموعة الأولي يخرج من رأسها أرجل و لا يوجد في رأسهم مخ و بالطبع فهم لا يملكون عقل فدائما تأخذهم أقدامهم إلي السير مسافات و مسافات طويلة و لا يستطيعون السيطرة علي أقدامهم بالتوقف حتي يسيطر عليهم التعب و يتساقطون علي الأرض مغشياً عليهم من التعب ثم بعد أن يستردون قوتهم يعودون و يفعلون نفس الفعلة و هي المشي دون السيطرة عل أقدامهم بالوقوف . ثم نأتى للمجموعة الثانية من سكان المدينة العتيقة العريقة و هم مجموعة لا يملكون من أعضاء جسامينهم إلا رأس كبير يخرج منها آيادي و لا يملكون مخ و هؤلاء المجموعة من الخلوقات البشرية كل ما يستطيعون فعله هو أن آياديهم تغرف دون توقف من كل ما حولهم و لايستطيعون السيطرة علي أياديهم يالتوقف أو أخذ ما يحتاجون فهم لا يملكون العقل الذي يعطيهم أمر بالتوقف ، و يستمرون في الغرف المستمر لما يحتاجون و ما لا يحتاجون حتي تثقل أوزانهم فيتساقطون ثم يعودون ويفعلون ما كانو يفعلون فور أن تأتيهم الفرصة مرة اخري ، أما عن الجموعة الثالثة من البشر الذين يعيشون في نفس المدينة العريقة هؤلاء الإناس جسدهم عبارة عن راس كبير يخرج منه ألسنة و لا عقل لديهم و بالطبع لا يتذوقون و مع ذلك يأكلون و لا يملكون حتي السيطرة علي انفسهم من الامتناع عن اكل الاشياء التي تقابلهم من كل ما يأكل . ثم لنأتي للمجموعة الرابعة و هم لايملكون في رأسهم إلا عيون و هم لايفعلون سوي انهم يحملقون و ينظرون فقط . و أخيراً أصحاب المخ و هم أصحاب العقول إنهم المجموعة الخامسة فبحثوا عن كيفية الاستفادة من بحيرة العسل , و حيبث أنهم . . يريدون ان يعرفوا هل البحيرة عميقة فتغرق من يدخلها و ايضاً يرغبون في معرفة ان كان عسل البحيرة صالح للاكل أم هو مسموم و هل هو صالح الغرف منه ام هو شئ صلب و غير صالح الغرف و هل السير في البحيرة سالك أم بطريقه مهالك فهداهم عقلهم إلي الإستفادة من البحيرة عن طريق سكان المدينة العتيقة ففكر اصحاب العقل بان يجعلوا اصحاب الارجل يحملون فوق اكتافهم اصحاب الايادي و يعلوهم اصحاب الالسن ثم يحمل اخيراً اصحاب العيون حتي يصبحوا مثل العقار المكون من أربعة طوابق . و بعد ان فكر اصحاب العقول في هذا الحل لكيفية الإستفادة من البحيرة و الاستفادة من عسلها و عن طريق سكان المدينة العتيقة . حيث اتجه اصحاب الارجل الي البحيرة في سير بلا توقف و يحملون عل اكتافهم اصحاب الايادي ويغرفون من العسل دون اكتفاء و يعلو اكتافهم اصحاب الالسنة و هم يأكلون العسل دون شبع و يعلو اكتافهم اصحاب الاعيون فهم ينظرون دون جدوى واستمروا داخل بحيرة العسل من غير توقف عن المشي او الغرف او الاكل بشراهة أو النطق بأنهم سيهلكون . فثقل وزنهم و تراخت اقدامهم و غرقوا جميعاً في بحيرة العسل بلا رجعة . و كانت بحيرة العسل فوز لأصحاب العقول و هم يستحقون لأنهم هم يملكون العقل الذى ينجى بحيرة العسل من الكائنات المتطفلة بقلم إنتصارحمدان