م. محمد رجب عبدالرحمن بسم الله الرحمن الرحيم يعد الازهر الشريف فى بلاد المسلمين قلعة السنة, وقبلة العلم ومنارته , ومصدر الاعتدال والوسطية، وجامعاً يتعبد الناس فيه لربهم , وجامعة يتخرج منها حملة الشرع لمنهاج الحق ويعلم القاصى والدانى ما للأزهر من قوة وقدرة على تحريك الشعوب الإسلامية، فهو المرجعية الأشهر للمسلمين في مختلف أنحاء العالم، وكان كلام علمائه وقود الثورات، وكانت خطبهم بداية الانتصارات بفضل الله ومما لا يخفى على الجميع الحرب التى تدار فى عمل دؤوب ضد الاسلام , وتُشن لأجل إسقاطه وعزله من صدور وعقول المسلمين متمثلة تلك الحرب على رموز الدين الاسلامى أو على مؤسساته العريقة كالأزهر الشريف , فحاول المغرضون جاهداً التشكيك في الأزهر تارة واختراقه تارة أخرى، فبدأ بإضعاف هيبة علمائه عن طريق إعلام يصور علماءه على أنهم يبحثون عن الطعام، أو يتنطعون في الكلام كما شاهدنا في الأفلام والمسلسلات، ثم قاموا بتوكيل من يتحدث باسمه وهو منه براء فيخرج فتاوى لا تمتّ للدين بصله بحجة الاجتهاد , وهذا أخطر ما يمكن أن يفعله أولئك, أن يزرعوا من أبناء جلدتنا من يحاولون أن يهدموا الأزهر الشريف باسم حرية التعبير والديمقراطية تارة، والتفريط في تعاليم الدين تارة أخرى، محاولين أن يحاكموا الأزهر بذنب أديان أخرى ! مما خلف لنا مؤخراً ويلات الإلحاد وشؤم انتزاع القوامة الاخلاقية للمجتمعات الراشدة . من صور ذلك ما تكلم به الصحفى إبراهيم عيسى عبر شاشة أون تى فى التابعة لرجل الاعمال المصرى " نجيب ساويرس " فى تدخله بشأن خصوصيات الازهر الشريف وطرق تداول مراكز القيادة به فى اطار الانتخابات التى تتم من خلال أساتذته الأجلاء ! وهذا ما نستنكره أن يتكلم ويعارض بعض المواطنين المصريين هذه القامة العلمية والقيمة الاسلامية بحجة حرية التعبير وكفالاتها دون توخى الحذر من مآلات ما يقول أو يبعث فى نفسه القلق من إسقاط راية الازهر الموقرة , حيث صدر بيان رسمى من مجمع البحوث الأسلامية " الازهر على قلب رجل واحد فى محاربة الأرهاب " وفي هذه اللجنة التى أصدرت البيان مجموعة علماء من الفضلاء التى تهكم على أشخاصهم المباركة ومكانتهم العلمية البعض مثل الصحفى إبراهيم عيسى بدعوى أنهم تابعين لجماعة الاخوان المسلمين وهذا ما ندينه بشدة ومن هؤلاء السادة الافاضل:- _ المستشار محمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر للشئون القانونية والتشريعية، فهو بحسب أمين مجمع البحوث الإسلامية، "أحد الشباب الذين يتمتعون بالكفاءة والعطاء المتميز ولا أدل على ذلك من ثقة الإمام الأكبر وهيئات الأزهر فيه وله جهود مشهودة في صياغة الدستور المصري واستقلال الأزهر واستقلال القضاء يعرفها القاصي والداني، فما كان جزاء نجاحه إلا أن اتهمه المتربصون بأنه إخواني، علمًا بأن صفحة الرجل بيضاء وواضحة للجميع اللهم إلا النجاح والتميز والإخلاص للوطن وللأزهر الشريف من شاب مصري يعشق الوطن وأزهره الشريف ، كما أنه يحظى بتقدير الأزهر وبيته القضائى العريق مجلس الدولة" . _ الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، لم يكن يوما من الداعمين لأى جماعات تخالف منهج الأزهر، كما يروج فى بعض وسائل الإعلام، وأنه لم يصدر منه أي تصريح أو موقف يتنافى مع سياسة الدولة ورؤية الأزهر الشريف، وأن ما يروج له من تصريحات في فترة حكم الإخوان إنما كانت عبارة عن آراء ووجهات نظر فى بداية حكم النظام السابق، شأنه فى ذلك شأن أى مواطن أبدى وجهة نظره السياسية، دون أن يقترف ما يعاقب عليه القانون. _ الدكتور محمد عمارة مفكر إسلامي، مؤلف ومحقق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر. ولد بريف مصر مركز قلين كفر الشيخ في 1931م، حفظ القرآن وجوده وهو في كتاب القرية. درس الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية كلية دار العلوم 1965م، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه أيضا في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية كلية دار العلوم _ الدكتور حسن الشافعى مستشار شيخ الازهر سابقا, وأول أزهري يعتلى منصب رئيس مجمع اللغة العربية. وهو الذى عُين مندوباً عن الأزهر في لجنة الدستور المصري عام 2012 ، ثم شارك فى مبادرة العلماء للصلح بين الجيش المصرى والاخوان فيما نشب بينهما من خلافات سياسية مازالت قائمة نسأل الله أن يصلح حالنا ويرفع عنا هذا البلاء العظيم , وفي أغسطس 2013 تلا بياناً حاداً أذاعته قناة الجزيرة في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وقد أنهاه بقوله "اللهم إني أبرأ إليك مما حدث، وأستنكره من كل قلبي. وأسأل الله لبني وطني العقل والحكمة، وأدعوهم إلى التوبة، وكلُّ الحَول والطَّول والقوة بيد الله رب العالمين _ الشيخ الدكتور محمد المختار المهدى استاذ الدراسات العليا بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بنين وعضو مجمع البحوث الاسلامية وعضو هيئة كبار علماء الازهر, والامام الحالى للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية , رئيس لجنة القرآن وعلومه والاعجاز العلمى بالمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية ... ونحن لا نبرر ما يحدث من تراجع لدور الأزهر الشريف أحياناً , وإنما ندعوكم جميعاً للوقوف مع عملية إصلاح الأزهر الداخلية، و التي يتبناها علماء أجلاء نحترمهم ونقدرهم فى مؤسسته الكبيرة، فلا إصلاح للأزهر من دون علمائه، ولا إحياء لدوره من دون دعمكم جميعا ونصيحتكم المشروعة بضوابط الشرع فهو منكم ولكم فكونوا معه . ونحذر جميع أبناء الأمة الاسلامية من الخوض فى أعراض العلماء خيار هذه الامة ونذكرهم بقوله تعالى: " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "[المجادلة: 11]، خص سبحانه رَفْعَه بالأقدار والدرجات الذين أوتوا العلم والإيمان، وهم الذين استشهد بهم في قوله تعالى: " شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ " [آل عمران: 18]. والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل . ______________________ حملة دافع Daffe3 الاعلامية للدفاع عن العلماء