كن مؤمناً بالله واثقاً به موقناً بأن الكون جميعاً قبضته يسيره كيف يشاء ، وان كل ما يعرض لك من عوارض إنما هو من تدبير المولى واختياره والأهم أن تثق بأن الله يختار لك الأصلح والأنفع ويدخر لك ما يناسبك ويصلح به أمرك ولا تتعجل الفرج فهو قادم شريطة الرضا . وإذا ما فعلت ذلك نلت من الله الرضا لرضاك بما قسم لك وكان لك من الله ما قسمه لك وهو الخير وإلا فإنك ستكون من الساخطين المستحقين لسخط الله ولن يكون لك إلا ما قسم الله لك واعلم أن الأمور تجري بالمقادير . لا تعمل فكرك كثيراً فيما وقع وحدث لك من أحداث واحمدالله على حالك يصلح الله لك أمرك ويهنأ بالك ولا تجهد النفس أكثر مما يجب في التفكير في المستقبل فهو غيب لا يعلمه إلا الله واصرف جهدك وطاقتك للعمل فيما أنت فيه وما هو بين يديك يُشرق بذلك مستقبلك . دوماً كن متفائلاً وتحلى بالأمل تفتح لك الحياة ذراعيها وتتحطم أمامك أعتى الصعاب وكما قالوا لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة والتفاؤل بالخير يبهج النفس ويحفزها ويدفعها إلى الأمام دوماً ويجعل الإنسان لا يبالي إن أخفق مرة أو مرات بل كل مرة يزيدك إصراراً على الوصول إلى غايتك . وابتعد أصلحك الله عن التعلق بالخلق وتملق العباد فإن أحدهم لا يملك لنفسه شيئاً ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه ضراً أو يجلب لها نفعاً فمن كان هذا حاله فهو أضعف من أن يضر أو ينفع واعلم أنه لا حيلة في الرزق وأن الله كفل أرزاق الخلق قبل أن يخلقهم وانظر إلى العصافير تغدو خماصاً وتعود بطاناً شبعة ممتلئةٌ حواصلها دون حيلة منها أو ذكاء اللهم إلا أنها فقط تسعى لتحصل على ما كفله الله لها . واحفظ النفس عن الوقوع في أعراض العباد ونبش سير الخلق وتتبع عورات الناس فإنها آفة الحسنات تلتهمها التهاماً كما تلتهم النار الهشيم وعاقبتها الخسران المبين واعلم أن للناس عيون وأنك مليء بالعورات والعيوب فاربأ بنفسك عن الوقوع في هذا الفخ الذي يقع فيه خلق كثير وهم لا يدركون خطورة الأمر وربما ينزلقون في هذا المنزلق عن طريق المزاح . واحرص يرحمك الله على شغل أوقات الفراغ فيما يعود بالنفع عليك وعلى المجتمع وإلا فلا تشغل وقت فراغك فيما يضر بك وبالآخرين فإن لم تستطع النفع فاحرص ألا تكون مصدراً للضرر وكما أن الغيبة والنميمة هما آفتي العمل والحسنات فإن آفة الوقت الفراغ فهو جالب للهم وأرض خصبة لكل ما هو سيء إن لم يُحْسَن استغلاله وشغله بالنافع المفيد من الأعمال .