قصص قصيرة جدا بقلم : أحمد عبد الهادى قبل أن تقرأ أحد هذه السطور : عبر السنوات الماضية نجحت فى إخفاء الأديب الذى يسكننى.. بأوجاعه ومشاعره وأحزانه.. لكن ما حدث هناك فى قطاع غزة كان أكبر من كل الأوجاع.. فعاد هذا الأديب يدق بقوة وخرج بعنف.. فكانت هذه الكلمات التى حاولت تجسيد محنتنا العربية التى تفجرت خلال الأيام الماضية فى غزة.. إلى أطفال فلسطين.. وجيل قادم.. وأشلاء متناثرة فى الأفق العملاق هوت الأحذية الثقيلة فوق جسدها النحيل غرقت فى بحر من الدماء فى أسى ودعت صغيرها من فراشه نهض الصغير ملابسه المبللة مزقها عن جسده من فوق سريره الصغير هبط بين كفيه الصغيرين تناول حجرًا صغيرًا فى وجوههم ألقاه دوى صوت الحجر فى كل أنحاء المدينة ومن يومها ......... والصغير لم يعد صغيرًا **** أطفال الحريق ألقوا بكل نساء المدينة الحوامل فى الحريق الكبير ضمانًا لعدم خروج مزيد من الأطفال يقاومون احتلالهم للمدينة امتزجت النيران بالدماء بالتأوهات بالصرخات بالأرض ........ أيضًا والسماء برائحة الأجساد المحترقة ومن بين ألسنة النيران العالية خرج مئات الأطفال العرايا يحملون الأحجار والمقاليع هاتفين بسقوط الاحتلال **** ميلاد جديد أبادوا كل معانى الحياة فى المدينة أحرقوا المساجد دمَّروا المدارس داسوا الأزهار قتلوا الصغار والكبار ومن بين الخراب الذى خلفوه وراءهم كان هناك غصن وليد نبت من قلب شجرة محترقة بجوار حجر صغير **** زفاف شهيد من خلف زجاج النافذة أخذت ترقب غروب شمس يومًا آخر وهى تحلم بيوم عرسها.. عندما يعود : سترتدى فستانها الأبيض وتصبغ شفتيها بالأحمر لتكون أجمل فى عينيه تدوى طلقات الرصاص يرتجف منها العقل والقلب محمولاً فوق الأكتاف محتضنًا بندقيته أعادوه إليها.. فى شوق تقدمت إليه خضبت يديها بدمائه الدافئة وذهبت لترتدى فستانها الأبيض ليزفوها إليه **** احتضان منعوه ......... من دخول وطنه وقف .......... على الحدود شامخًا فتح ........... خارطة الوطن واستطاع برغمهم احتضان ....... .......... وطنه **** موت آخر لقد مات هكذا قالوا عنى فوق أكتافهم حملونى...... بين جنبات قبر مظلم وضعونى...... ثم عادوا إلى منازلهم يضحكون بينما أنا كنت حيًا أسعى وهم ميتون....... **** ثورة العبيد تتأجج النيران عالية وسط ضحكات منتشية كلما ألقوا فيها بأحد العبيد حول النيران عرايا الأجساد يرقصون فى نشوى يصرخون يتطاوحون خلسة تراجع أحد العبيد للخلف ملوحًا لبقية العبيد فى حذر قادهم للمخبأ السرى للبنادق ......... بعد دقائق دوى صوت طلقات الرصاص **** تمزق كنا آلافا هادرة .. تكتسح أمامها كل شىء عندما جمعنا وحدة الهدف أصبحنا مائة.. ونحن ننادى باستعدادنا للموت فى سبيل هدفنا تحولنا إلى عشرة .. عندما اقتربنا من الهدف لم يبق سوى خمسة .. حينما ظهرت بنادقهم ........ عندما دوى الرصاص وبدأت المعركة كنت بمفردى وحيدًا....... **** صيد ثمين فى جهد وإرهاق رحت ألاحق العصفور الصغير بفوهة بندقيتى أمى تحب لحم العصافير الصغيرة وأنا أكره القناصين الذين يصطادون البسمة من فوق ثغر مدينتى مدينتى.. معشوقة ترغب كل الرجال وتلد كل يوم آلاف العصافير الصغيرة وآلاف القناصين أتابع العصفور أضغط على الزناد.. تصرخ بندقيتى ويسقط قناص آخر **** مقاومة حاصروا بيته الكبير فى هدوء وضع كتابه جانبًا خرجت مدافعهم من جحورها خلع نظارته آلاف الجنود المدججين بآلاف الأسلحة نهض من وراء مكتبة دبابات وطائرات وقنابل اتجه إلى النافذة تحذيرات وحظر تجول أغلقها أرخى الستارة فوقها.. أنعش نيران المدفأة ثم عاد إلى المكتب وأخذ يواصل القراءة فى هدوء **** عودة الروح مئات البنادق مئات من طلقات الرصاص مئات الجثث ضحكات منتشية بالانتصار أظافر حديدية أيدٍ ملوثة بالدماء شارع مازال نائمًا يتوقفون فجأة يظهر الرعب واضحًا فى العيون جثث تزحف على الأرض تتلوى مقتربة منهم تحاصرهم فى دائرة **** حدوتة كل يوم .. خوف طائرات طلقات رصاص صرخات.. جثث.. ملاجئ عويل.. دماء.. أشلاء.. حرائق دمار.. شهداء.. مساومات مفاوضات.. أوراق توقع أوراق تمزق.. شروط مؤتمرات صحفية قبلات.. سلام مظاهرات طائرات خوف .. **** وطن بين صفحات الكتب الصفراء وأوراق الصحف الممزقة وفوق الخرائط الممددة أشلاء وفى أعماق العيون المتحجرة قرر البحث عن وطنه التائه حزم حقائبه التى تمزقت من كثرة الترحال حمل ذكرياته فى خاطره بين يديه قبض على سنوات العمر الماضى على الصور والمرئيات أمامه ألقى بنظراته الأخيرة وودع أرض وطنه جريدة شباب مصر الأسبوعية