ان ماحدث خلال يوم ( جمعة تصحيح المسار ) أكد بما لايدع مجالا للشك أن هناك أيادى خبيثة ومأجورة تحاول العبث بمقدرات هذا الوطن وصولا الى اسقاط الدولة المصرية بحجة تصحيح مسار الثورة ، وهنا يثور التساؤل .. هل تصحيح مسار الثورة يتفق مع عمليات الهدم المتعمدة من خلال صبية صغار ينتشرون فى كل مكان كالجراد بهدف الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ، هل من أهداف الثورة التى يدعون تصحيح مسارها هذا التخريب المتعمد لمبنى وزارة الداخلية ومديرية الأمن .. وهل من هذه الأهداف هدم السور المحيط بمبنى السفارة الاسرائيلية الذى تم بناؤه بأموال مصرية تطبيقا لمبدأ دولى متعارف عليه فى مسئولية الدولة – أى دولة – عن حماية مقار البعثات الدبلوماسية وأفراد هذه البعثات مما تسبب فى حرج كبير للحكومة المصرية على المستوى الدولى وأعطى الفرصة للحكومة الأمريكية على لسان " أوباما " للمطالبة بتوفير الحماية لهذه المنشآت . أعتقد أننا جميعا متفقون على كراهية اسرائيل ورفضنا لوجود ممثلين لها على ارضنا ولكن هذا لايشفع لنا أن نضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية ، ولدينا اساليب أخرى للتعبير عن هذا الرفض لا تضر بسمعة مصر الدولية . ويثور هنا تساؤل آخر ، ما العلاقة بين هدم سور السفارة ومحاولة اقتحام مبنى وزارة الداخلية واشعال الحرائق بمديرية أمن الجيزة ، هل وزارة الداخلية هى المسئولة عن وجود السفارة الاسرائيلية على أرض مصر ، وما علاقة مديرية أمن الجيزة بهذا الأمر بالرغم من أن الشرطة لم تتدخل في منع هؤلاء الصبية أثناء أعمالهم التخريبية . اذن الموضوع أكبر من هدم سور أو اقتحام مبنى واحراق آخر .. انه تخطيط ماكر خبيث يستهدف اسقاط هيبة الدولة ونشر الفوضى فى جميع انحاء البلاد مستغلا اصرار المجلس العسكرى والشرطة على ضبط النفس الى أقصى درجة وعدم الاحتكاك بهؤلاء المخربين حتى لاتخرج علينا أكشاك الفضائيات المأجورة وأبطالها الذين يرتدون ثياب الوطنية والثورية بخطبهم العنترية التى تهاجم المجلس العسكرى والشرطة بحجة الاعتداء على المتظاهرين . ان مصر ذات جذور حضارية عميقة ويجب علينا أن نتعامل مع الأحداث بالأسلوب الحضارى الذى توارثناه عن أجدادنا بما يحقق أهدافنا ويحفظ لمصر مكانتها على المستويين العربى والدولى . عاطف على عبد الحافظ