إن الصانع المتمكن هو الذي يستطيع أن ينهى ما صنعه بشكل مزخرف مٌكتمل غير منقوص ، يضيف إلى إنتاجه ما يبهر الأنظار ، ذلك بما يمتلكه من قدرات وفن وإتقان وحنكه ومهارة ، وأن يكون ذلك الناظر إليه هو المعلن له ولصنعته . إن جاز لي أن أُشبه ثوره 25 يناير العظيمة بالمنتج الشبابي الوطني الخالص ........ فسؤالي هو : لماذا كل هذا الصمت من شباب الثورة عما يحدث من محاولات تشويه لهذه الصنعة الجميلة التي قام بها شباب واعي دون إيعاز من أحد أو تخطيط مسبق أو قائد واحد معروف ودون أي مساعدات خارجية . هذا العمل الذي هو فخر لنا جميعاً والذي أعاد لمصر مكانتها وهيبتها ، لماذا نرضي له أن يضيع من بين أيدينا ؟ لماذا لا ننفض الغبار والتراب الذي يعلق به من حين لأخر ، لما لا نقف لهم جميعا بالمرصاد ؟ فنحافظ على مكتسباتها حتى تبقى ثوره سلميه بيضاء ناصعة كما تمنيناها وبدأناها ؟ إن ما أظهرته هذه الثورة من تلاحم وترابط الشعب المصري بكافة طوائفه وكشفها لهذا الكم الهائل من الفساد والمفسدين لا يروق للكثيرين ممن استفادوا من النظام الفاسد الظالم ، فالثورة وقفت حائل دون تحقيق رغباتهم وعملت على فضحهم وإظهارهم على حقائقهم ، فهم يخافون على مصالحهم ، هم في الأصل ينكرون قيام ثوره ... ولا يعترفون حتى الآن بها ، هم لا يصدقون أي تغيير حقيقي تم ، ويحاربونها بكل ما يملكون من خطط شيطانيه ، وما حدث أخيرا مساء جمعة ما سُمى بجمعة " تصحيح المسار" هو دليل على ذلك ، مندسون خرًبوا وحرًقوا واستفزوا الجميع حتى تلصق كل هذه الجرائم بالثورة وبالثوار . إن أردنا لثورتنا أن تكتمل فلنعطى المجلس العسكري حقه فهو من حافظ عليها وعلينا ، لذا يجب أن نثق فيه كل الثقة ونتركه يعمل ونعمل نحن أيضا ، يجب ألا نتمسك بتوافه الأمور ونترك المهم منها ، فالمهم الآن لمصر ولنا هو أن نعيد عجلة الإنتاج كاملة وفى المسار الصحيح ، ونترك القضاء المصري النزيه يحاسب ويحكم ويكمل مهامه ولا نعلق عليه ولا يُنٍصب كل منا نفسه شيخ القضاة ، ينتقد القضاة في أحكامهم وهم فوق كل الشبهات . إذا أدى كل منا عمله الذي يتقنه على خير وجه ... وقتها سوف نكون تمسكنا بحقوقنا كاملة ووجدناها كما أردنا .