إن إيماننا الراسخ بأن التوجه إلى الأممالمتحدة بجميع فروعها، لهو أحد الركائز الهامة لاسترجاع الحقوق المغتصبة والمسلوبة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. لقد عانينا الأمرين منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وحتى الآن، تارةً من ظلم الاحتلال والبطش والمجازر الإسرائيلية، وتارةً أخرى من ظلم مجلس الأمن الذي يعطي لإسرائيل الغطاء اللازم للاستمرار في سياساتها العدوانية ويجهض كل المحاولات السياسية التي تهدف إلى لجم العدوان الإسرائيلي من جانب، أو تحاول إنصاف الفلسطينيين من خلال حث المجتمع الدولي على إعطائهم حقوقهم المسلوبة واسترجاع أراضيهم المغتصبة من جانب آخر . لقد آن الأوان لإنهاء حقبة مريرة من الزمن مازال يعيشها الشعب الفلسطيني، لقد آن الأوان لهذا الشعب أن يقرر مصيره بنفسه دون إملائات خارجية، لقد حانت لحظة الصعود من على أعتاب الدولة الفلسطينية إلى داخل هذه الدولة لكي تحتضن جميع أبنائها في بيتٍ فلسطيني مستقل، ذو سيادة ومعترف به، يقف على قدم المساواة مع جميع دول العالم في إطار المجتمع الدولي، ويكون له صوت حر ومستقل داخل الأممالمتحدة كباقي دول العالم . إن التوجه إلى الأممالمتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يأتي من فراغ، لقد أكملنا جميع الاستعدادات والإجراءات والأركان المطلوبة لإقامة الدولة الفلسطينية، بما يعزز المطلب الفلسطيني لقيام دولته ويلقي بالخزي والعار على كل من يقف عثرة أمام رغبة واستحقاق هذا الشعب في نيل استقلاله وحقه في تقرير المصير والذي يكفله له القانون الدولي وكل المواثيق الدولية. إن القرار السليم بالسير في هذا المسار الصحيح الذي اختارته القيادة الفلسطينية بقيادة السيد الرئيس محمود عباس لهو أنجع الحلول لحشد التضامن الدولي والدعم السياسي والدبلوماسي لقيام الدولة الفلسطينية عن طريق التوجه إلى الأممالمتحدة كأحد أقوى الحلول السلمية والدبلوماسية لقيام الدولة الفلسطينية . إن جهودكم يا سيادة الرئيس قد تكللت بالنجاح، فبات العالم أجمع على دراية تامة بالقضية الفلسطينية وبالظلم الواقع عليها، وبحتمية حل هذه القضية حلاً عادلاً ومنصفاً. لقد أثمرت جهود سيادتكم في حشد التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وبات الاتجاه العام ينحُ نحو عزل إسرائيل عن المجتمع الدولي. إن جهود سيادتكم تأتي استكمالاً لجهود الشهيد القائد ياسر عرفات لتحقيق حلمه وحلم الشعب الفلسطيني كافة بقيام الدولة الفلسطينية، بعدما استطاع الوصول بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى داخل الأممالمتحدة كمنظمة معترف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، فالفضل بعد الله يأتي لسيادتكم لعدم انقطاع هذا الحراك السياسي المستمر للوصول إلى إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية . وإننا وكل فلسطيني حر غيور على القضية الفلسطينية ومستقبلها، نقف قلباً وقالباً إلى جانب سيادتكم وندعم ونبارك بكل فخر توجه سيادتكم إلى الأممالمتحدة في أيلول / سبتمبر من هذا العام، إيماناً ويقيناً منا بصحة وجدية هذه الخطوات في سبيل الوصول إلى قيام دولتنا الفلسطينية، كما ندعوا من الله العلي القدير أن تكلل جهودكم بالنجاح في أيلول القادم وتتوج بإعلان قيام الدولة الفلسطينية كدولة معترف بها في الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، كما ندعو جميع الفصائل والقوى الفلسطينية إلى الانضمام لهذا الحراك ودعم هذا المطلب كونه من الواجبات الآمرة التي تصب في مصلحة القضية الفلسطينية والتي لا يجوز التخلي عنها. وفقكم الله لما فيه خير للوطن ولأبناء الوطن وأعانكم الله لما تبذلونه من جهد منقطع النظير في خدمة هذا الوطن وتحمل أعبائه. فلكم منا جزيل الشكر والعرفان، وأمدكم الله بموفور الصحة والعافية لاستكمال ما بدأتموه من جهود في خدمة هذا الوطن. [email protected]