تشاغلنا في مايحدث بمصر بعد الثورة عن شؤوننا العربية .أضعنا وقتا طويلا في محاكمة الرئيس مبارك ومازلنا . وحجبت مطرقة قاضي المحكمة عنا صوت المدافع في الدول الشقيقة لنا مصر لها ثقلها التاريخي وكلمتها المسموعة بين دول العالم وبالذات الدول العربية .تعدت حدود الألم وتخطت المخاض الأليم بعون الله تعالى .يجب عليها الآن أن تنفض عن جسدها غبار الأحداث وتلتفت ولو قليلا لاخوة لها في الدم والتاريخ والعروبة ما زالوا بين مطرقة الثورة وسندان الحّكام يسحق الشعب في ليبيا .يغدو كالعهن المنفوش شعب اليمن . يكاد يغدو شعب سوريا ( كفتة وشاوارما ) على مائدة الحكّام !!! من إبتدأ المشوار الدموي الأليم ؟؟هذا ليس وقته الآن .من على حق الحاكم أم الشعب ؟؟ هذا لايعنينا اليوم ؟؟ هناك يامصر يا أم العروبة شلالات دماء تسيل بإستمرار. أهكذا تكون الثورات في وطننا العربي ؟؟ هناك حرب ضروس يقتل فيها الأخ أخاه .هناك أرامل يزداد عددها يوميا بإزدياد القمع القابع تحت جلود شعب ليبيا واليمن وسوريا الصريعة . هناك ألم يخترقنا من الوريد إلى الوريد .لم تنتهي بعد الحكاية .مصر آن الآوان أن تنهضي بكل ثقلك الذي عهدناه ولو بكلمة حق تشّق دياجير هذا الظلم المستباح دمه .آن الآوان أن تتحاملي وتتماسكي وتأتي على نفسك وتميلي قليلا فلا تخافي أنت محروسة بإذن الله تعالى وتقمعي هذا الصمت اللعين الذي تجاوز كل الحدود .أريد أن أسمع صوتك في أوطان لم تعد تأّمن لشعبها مجرد الحياة . أنا أعرف أن الأحداث فيك قد شاغلتك كثيرا عن أخوة لك ولكنه يا مصرنا العظيمة قد آن الآوان أن تنطقي بالحق كعادتك .هذا يومك .فأنت الكبيرة .والأولى والأخيرة .ليس تدخلا بالشئوون الداخلية كما يدعّون !! إنها النخوة العربية الأصيلة والواجب المفروض علينا لنصرة الحق ونجدة المظلوم بوقف شلالات الدماء التي تراق على عتبات أمتي العربية .لقد شاغلتنا الأحداث فيك ونسينا أن لنا أخوة محاصرون ومطاردون ومقيدون ومقاتلون يسكن الموت بين أنفاسهم كل يوم . لم تحتملي الجراح إلا أيام معدودة كانت بالعمر كله .لم نرى فيه ما يراه الأخوة في ليبيا واليمن وسوريا وهي الأهم الآن .هي مصابنا الأليم .سوريا ورائحة الموت التي تزكّم منذ إندلاع الثورة أنوفنا .آن الآوان أن نسعى لوقف هذه المهازل التاريخية والمجازر اليومية .وطننا العربي اليوم يأن من تخثن الجراح وكثرة السكاكين المغروسة بين جنباته هنا وهناك . من المستفيد الأول يامصر غير ( الشيطان الأكبر ) ( والطفل المدلل له ) ؟؟ من يستطيع أن يريح تلك الروح المتعبة والنظرة المترقبة في عيون وطن شقيق يواجه الموت كل يوم لنا غيرك يا مصر ؟؟ ذهبت ( عصا موسى السحرية ) في جامعتنا وذهب بريقها دون فائدة تذكر منذ إندلاع الثورات . نعم لقد تفجرت شلالات الدماء وينابع التفرقة .نعم من غيرك لها يامصرنا العظيمة اليوم .بت أشك أننا نعيش التاريخ المظلم في نفق أشد ضيقا وحلكة من العصور الحجرية ومازلنا نقول ( ثورات ) بل غدا الشك يقينا أننا لم نخلق لنرفع رؤوسنا بوجه حكامنا وأن الإستعباد هو الأقوم والأنجا لنا من مهالك الثورات . مصر آن الآوان رغم جراحاتك النّدية أن تتركي إنشاغلاتك الامتناهية اليوم وتلقي نظرة ولفتة إنسانية بكلمة منك لسوريا بالذات ولكن من سيلقيها وقد فقدنا كذلك التي كنا نتكأ عليها ونتعكز ونتمخطر في كل الطرقات .لا .لن أقول بعدك ياحما وحمص سوى لك الله تعالى ...وليبا واليمن لكما الله .