بحوث جنوب سيناء يستقبل وفود طلابية لتعزيز التعلم التطبيقي في البيئات الصحراوية    وزير الخارجية يدعو إلى سرعة تشكيل "القوة الدولية" في غزة    وزارة الدفاع الروسية تعلن استيلاء قواتها على قريتين أخريَيْن شرقي أوكرانيا    القاهرة الإخبارية: غياب الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال يعكس عمق التحديات التي تواجه لبنان    وفاة نبيل خشبة أمين صندوق اتحاد كرة اليد    بذكريات الهاتريك.. مرموش يسعى لاستعادة تألقه في البريميرليج أمام نيوكاسل    تاريخ مواجهات الأهلي وشبيبة القبائل قبل لقاء اليوم    فريق قادرون باختلاف يتألق على مسرح وزارة الشباب والرياضة في أسيوط    إسلام سمير: طموحاتي اللعب للثلاثي الكبار.. وأتمنى استمرار عبد الرؤوف مع الزمالك    إيداع اللاعب رمضان صبحي في قفص الاتهام    "التضامن": بدء سداد قيمة رسوم اشتراك الرحلة من الحجاج بداية من غد الأحد    الزراعة تطلق حملات توعوية مكثفة لتعزيز الأمن الحيوي في قطاع الدواجن المصري    أكاديمية الشرطة تنظم دورة تدريبية عن كيفية كشف تزوير وثائق السفر    غرفة السياحة تشيد بجهود الأجهزة الأمنية في مكافحة عمل سماسرة الحج والعمرة    وزارة الصناعة: تخصيص 100 قطعة أرض لمشروعات صناعية جديدة في 16 محافظة    جهاز تنمية المشروعات يشارك في قمة المعرفة التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة    عاشور: زيارة الرئيس الكوري لجامعة القاهرة تؤكد نجاح رؤية الوزارة في تعزيز الشراكة العلمية    دعم العمالة المصرية بالخارج وتوفير وظائف.. جهود «العمل» في أسبوع    انتخابات النواب، إقبال متواصل للمصريين بالخارج في اليوم الثاني داخل 4 دول    رئيس الوزراء يشارك في فعاليات قمة مجموعة العشرين «G20» بجوهانسبرج    حملات مرورية.. الأوناش ترفع 39 سيارة ودراجة نارية متهالكة    خاص| لجنة من «تعليم القاهرة» تبدأ التحقيق في وقائع مدرسة سيدز للغات    وفاة شاب إثر اصطدام دراجته النارية بشجرة على طريق بحيرة قارون بالفيوم    مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا    سوريا.. فرق الإطفاء تكافح لإخماد حرائق غابات في اللاذقية وسط صعوبات    إنقاذ حياة مريض بعد جراحة معقدة لإزالة سدة بالشريان السباتي بمستشفى السنبلاوين    وزيرة «التخطيط» تبحث مع «بروباركو» الفرنسية خطط تمويل و تمكين القطاع الخاص    انتخابات النواب بالخارج.. إقبال كبير للمشاركة بانتخابات النواب باليوم الأخير في السعودية وسلطنة عمان |صور    إقبال المصريين على سفارة مصر بباريس في اليوم الثاني للتصويت بانتخابات مجلس النواب    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    تشيلسي في مواجهة سهلة أمام بيرنلي في البريميرليج    مخرجة لبنانية: مهرجان القاهرة منح فيلمي حياة مستقلة وفتح له أبواب العالم    بعد تصدره التريند.. موعد عرض برنامج «دولة التلاوة» والقنوات الناقلة    استخدمت لأداء المهام المنزلية، سر عرض تماثيل الخدم في المتحف المصري بالتحرير    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    فاركو يواجه سيراميكا بحثا عن استفاقة في الدوري    عاشور يناقش مع خبراء تطوير التعليم العالي بالاتحاد الأوروبي تعزيز آفاق التعاون الدولي    وصفات من مكونات طبيعية لتنظيف القولون في المنزل    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 22 نوفمبر 2025    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    موعد تطبيق منظومة السيارات الجديدة بديلة التوك توك فى الجيزة    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    شيكو بانزا يظهر فى مران الزمالك الأخير استعدادا ل زيسكو بعد وفاة شقيقه    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    سعر الجنيه الإسترلينى اليوم السبت فى البنوك 22-11-2025    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    محمد التاجي: اعتذار محمد سلام اللحظي خلق «شماتة» ويتعارض مع تقاليد المهنة    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا رابحة الحربين تبحث عن ثالثة دموية

قديما قالوا( ان تركتم الاستراتيجية فلن تترككم الاستراتيجيه).. حقا لا يمكن لدولة ما غلق حدودها عن العالم لتعيش فى رغد تملكه دون ان يتركها العالم بأطماعه تارة أو بجزبها لبؤر صراع هو خالقها ..هذه هى طبيعة الحياة السياسية ومخاطرها... لذا كان من الضرورى للدولة أيّة دولة أن تتصف بالعقلانية فى تعاملها سواء مع محيطها الاقليمى أو علاقاتها الدولية ذات الانضباط المطلوب فى تعاملها مع أطياف المجتمع الفكرية والأيدولوجية ان كانت تريد حقا العيش فى سلام دون مخاطر تهددها ..لكن هذا ليس هو الضامن الوحيد لسير الأمور لديها على نحو طبيعى فربما تحافظ على علاقات سوية مع كل محيطها وكل القوى والاستراجيات الدولية لكنها تُستقطب قسراً لبؤر صراع ومنازعات وتحالفات سواء كانت توسعية هجومية او دفاعية وهنا يجب على الدولة استخدام العقل كالشخص الطبيعى تماماً حتى فى تحالفاتها المفروضة عليها او نزاعاتها المنجذبة اليها بغير ارادتها والّا صارت ضحية لقرارات متشنجة ليست هى مُصدرتها أو الداعية اليها فتغنم ما غنمه الأخر سواء بمكاسب توسعية تحالفها مخاطر الانتقام المستقبلى أو بخسائر سيادية قد تصل بها بالتنازل عن اجزاء من اقليمها او سيادتها أحيانا سواء تم ذلك عسكريّاً أو اتفاقيّا من بعد هزيمتها وهذا هو مكمن الخطورة .
تلك دروس وعبر للناظر الى المشهد الرئيسي فى الحربين العالميتين الأولى والثانيه وسنرى قارئى كيف ؟
*الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914 الى 1918 :-
فقد بدأ سيناريو هذه الحرب العالمية المدمرة بأوروبا ليمتد لباقى دول العالم اذ غزت النمسا والمجر صربيا اثر اغتيال ولى عهد النمسا فتعاطفت روسيا مع صربيا فقامت بتعبئة قواتها استعداداً لدخول حرب ضد الدولتين الغازيتين
فقامت فرنسا بتعبئة قواتها كذلك لدخول الحرب منضمة لروسيا وصربيا فردت ألمانيا بتعبئه قواتها هى الأخرى وفوراً لتعلن انضمامها للنمسا والمجر ضد روسيا وصربيا وفرنسا لتجتاح ألمانيا فوراً بلجيكا وهنا تدخلت بريطانيا لخرق ألمانيا حياد بلجيكا فباتت الصورة واضحة بأوروبا بين معسكرين هما :-
الوفاق الثلاثى ويضم (روسيا وفرنسا وبريطانيا )
والتحالف الثلاثى ويضم (النمسا والمجر وألمانيا ) أما عن ايطاليا فانها رغم كونها عضواً فى التحالف الثلاثى الا أنها لم تدخل الحرب طوال عام 1914 بمبرر كون النمسا والمجر لم يتم الاعتداء عليهما ولم تدخلان حرباً دفاعية بل كغزاة وان التحالف هو للدفاع المشترك لا للتوسع والغزو .
فى سنه 1915 هزم دول المحور وهم الألمان يعززهم حلفهم من دول النمسا والمجر والامبراطوريهة العثمانية وبلغاريا دول الوفاق الثلاثى (الحلافاء) المكون من روسيا وفرنسا وبريطانيا
وفى سنه 1917 حاصر الوفاق الثلاثى (الحلفاء ) الذى يضم (روسيا وفرنسا وبريطانيا ) دول المحور المكون من النمسا والمجر وألمانيا وتمخض هذا الحصار البحرى أن تم اغراقهم لسفينة أمريكية فتدخلت أمريكا مجبرة ظاهريّاً الى الحرب منضمة الى دول الوفاق الثلاثى روسيا و فرنسا و بريطانيا فصارت حربا عالمية هي الأولى من نوعها لتنتصر دول التحالف المنضمة اليها أمريكا على دول المحور الثلاثى (النمسا المجر ألمانيا والامبراطورية العثمانية وبلغاريا ) وأصبحنا أمام معسكرين أولهما منتصر ويتكون من (أمريكا وبريطانيا وروسيا ) وثانيهما منهزم ويتكون من ( النمسا والمجر وألمانيا )
وهنا ومع اطلالة عام 1917 خرجت روسيا من الحرب لانشغالها بثورتها البلشفية بزعامه لينين لتنتهى الحرب مُخلّفة ثمانية عشر مليون عسكرى قتيل وواحد وعشرون مليون أخرين من غير العسكر وقد تمخضت نتائج هذه الحرب عن سقوط الامبراطورية الألمانية والنمساوية (المجرية وروسيا القيصرية ) والعثمانية كذلك وتراجع الدور الأوربى فى قيادة العالم ليثب على السطح الدور الأمريكى فى قيادة العالم لتصبح أمريكا هى الكاسب الأوحد من هذه الحرب حيث أصبحت هى الدائنه لأوروبا قبل الحرب وخلالها اذ جمعت من أوروبا 45% من احتياط الذهب لديها سداداً لديونها اليها فاصبحت بذلك أول دائن للعالم..
1- فى سنه 1919 جاء دور تقسيم الغنائم من بعد الحرب بعقد مؤتمر السلام برعاية أمريكا المنتصرة على أساس مبادىء ولسون رئيس أمريكا اّن ذاك بما تمثل من شروط المنتصر المفروضة على المهزوم وقد فرض فيه ممثلوا أمريكا وفرنسا وبريطانيا رؤاهم على كل الدول الحاضرة وكان من نتائجه :-- استعادت فرنسا الالزاس واللورين من ألمانيا بل وكذلك الضفة اليسرى لنهر الراين كما احتفظت بمستعمراتها بشمال افريقيا ووسطها وفى جنوب شرق اّسيا كما غنمت فرض انتدابها على سوريا ولبنان
2- استفادت بريطانيا بوراثة المستعمرات الألمانية بافريقيا وشرق اّسيا والانتداب على مصر والسودان وفلسطين والعراق متجاهلة بريطانيا وعدها للشريف حسين بن على باستقلال المشرق العربى نظير دخوله الحرب لجانبها ومنحه اياها امتيازات ساعدتها ابّانها
3- استفادت ايطاليا بمنطقتى ترانتان وتربستا
4- بينما أمريكا ولسون الراعى الرسمى للمؤتمر فقد انفردت بمغانم المستقبل ولم تنظر تحت أقدامها بل غنمت كل أدوات السيطرة على العالم المستقبلى وأوجدت لها موضع قدم بريادة فانفردت بتحقيق مطلبها بعصبة الأمم وأجرت تغيير على حدود أوروبا الجديدة فظهرت دول كالمجر وتشيكسلوفكيا ويوغسلافيا على الخريطة العالمية وكانت الطامة الكبرى على الألمان التوسعيين والمنهزمين أن وقّعوا عام 1919 معاهده فرساى مع الحلفاء المنتصرين وعُدّلت عام 1920 لتضمن اعتراف ألمانيا المنهزمة بمسؤولية الحرب ودفع تعويضات للأطراف المضرورة وتم اقتطاع 25000 ميل مربع من ألمانيا وضمها الى هولندا والدنمارك وتشيكسوفاكيا ومصادرة جميع المستعمرات الألمانية وتم تسريح الجيش الألمانى وفرض قيود عسكرية خانقة عليه حتى لا يمكنه اشعال حرب أخرى
الأمر الذى كان له مبلغ الأثر فى حنق الألمان ليتربصوا من بعدها متحينين الفرصة لاشعال حرب أخرى وقد حدث ذلك بالفعل فى قيام الحرب العالمية الثانية كما سنشيرفيما بعد سنه 1939
وقد كان لهذه الحرب مبلغ الأثر على بلداننا العربية بعقد اتفاقية سايكس بيكو سنه 1916 بين فرنسا وبريطانيا وبمصادقة روسيا على الاقتسام فيما بينهم الهلال الخصيب بعد تهاوى الامبراطورية العثمانية على هذا النحو :-
تختص فرنسا (بسوريا ولبنان والموصل بالعراق وبادارة ميناء حيفا بفلسطين )
تختص بريطانيا ببلاد الشام الجنوبى وهى (بغداد والبصرة والمناطق الواقعة بين الخليج العربى وبين المنطقة الفرنسية فى سوريا) وحيفا وعكا بفلسطين وكذا بميناء الاسكندرية..
بيد ان فلسطين مشروع الغدر المرتقب فقد تم الاتفاق على وضعها تحت الادارة الدولية ليأتى بعد ذلك وعد بولفور وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق بالمقولة الشهيرة ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)..
وكما نرى فقد انتهت الحرب العالمية الأولى بالكاسب الأوحد ذو النظرة المستقبلية صاحبة الدعوة الى عصبة الأمم وهى أمريكا والتى اختلقت لها دور فى هذه الحرب بسيناريو مرور السفينة الأمريكية أثناء الحظر البحرى حيث تم اغراقها فانضمت الى الحلف القوى لتصبح المنتصرة ولتغنم دور الرائد الكاسب الأوحد ..
*يجىء دور الحرب العالمية الثانيه سنه 1939 الى 1945:
وقد شارك فيها 100 مليون جندى ومات فيها 61 مليون جندى ومدنى اذ انتفض الأسد الجريح الثائر لكرامته وهو ألمانيا من بعد خسارة الحرب العالمية الأولى وتنفيذ بنود معاهدة فرساى سنه 1919 والتى طعنتها بكرامتها وسيادتها فها هي الأن وقد كانت متحينة الفرصة لاشعال الحرب تقوم بغزو بولندا وسلوفاكيا والتى سبق ان اقتطعت المعاهدة من أراضيها قبلاً 25 ألف ميل لتعطيها اليهما والدنمارك طامعة ألمانيا فى استردادها ثانية وقد قامت بالتمهيد لهذه الحرب بتوسيع معسكرها حتى أصبح بالاتفاقيات العسكرية المشتركة مع جزء كبير من أوروبا معسكراً يضم جل دول أوروبا فسيطرت عليه فى الفترة من 1939 الى 1941
وفى سنه 1941 تحديدا قامت دول المحور بأوروبا بزعامة ألمانيا هتلر وهى ( ألمانيا وايطاليا موسولينى واليابان والنمسا ) بغزو دول الحلفاء وهى الاتحاد السوفيتى ثم هاجمت اليابان خاصة من دول المحور الولايات المتحدة الأمريكية مما جرّ الأخيرة لدخول المعركة ليظهر العملاق التاريخى والمستغل دائما لأجواء المعارك الكبرى لاقتناص مغانمها حتى نكاد نشك انه المؤجج لها بالأساس لتبدأ هزائم المحور فقد هزمت أمريكا اليابان من بعد معارك بحريه شرسة ولينهزم المحور الأوروبى بشمال افريقيا وستالنجراد وينهزم الألمان فى أوروبا الشرقية وينتصر الأمريكان فى المحيط الهادى وينسحب المحور من جميع الجهات ليصل الحلفاء لفرنسا عام 1944 ليتولى شارل ديجول المقاومة الفرنسية وهو الأب الروحى للجمهورية الخامسة الفرنسية ليستقل بفرنسا عن الجيوش النازية - ليظل فى الحكم من سنه 1958 وحتى ثورة الطلاب الشهيرة سنه 1968 حيث طرح نفسه للاستفتاء عليه فحصل على 54% من أصوات الناخبين .. فرأى أنه لا يستحق حكم فرنسا لكون 46 % من الارادة الشعبية لا تريده فاستقال حيث مات سنه 1970 - ليتمكن الاتحاد السوفيتى وهو أحد دول الحلفاء من استعادة كل الأراضى المستولى عليها الألمان لتنتهى الحرب فى أوروبا بسيطرة الاتحاد السوفيتى كذلك على برلين واستسلام الألمان غير المشروط سنه 1945 ..
*وقد ترتب على هذه الحرب :-
1- هزيمة الدكتاتوريات الكبرى كايطاليا وألمانيا واليابان وغيرهم
2- تراجعت مكانة القارة الأوروبية فلم تعد بريطانيا وفرنسا تهيمنان على العالم بل برز قطبان جديدان على سطح الخريطة السياسية العالمية هما الاتحاد السوفيتى وأمريكا
3- عادت كل دول أوروبا لحدودها القديمة من قبل مكاسب الحرب العالمية الأولى
4- تأسست الأمم المتحدة على اثر انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو سنه 1945 بحضور مندوبى 50 دوله فى العالم محبة للسلام لتعود فيه أمريكا من جديد كما حدث سابقاً بمبادىء ويلسون لدى توزيع الكحكة بعد الحرب العالمية الأولى لتؤكد اليوم من جديد انفرادها وهيمنتها على العالم وعلى استحياء من الكبار المجروحين وليتم الاتفاق على اتخاذ نيويورك مقراً لمنظمة الأمم المتحدة وتتألف أجزائها من مجلس الأمن ويتكون من 11 عضواً ازدادوا من بعد ذلك الى 15 عضواً ليكون منهم 5 أعضاء دائمين هم ( فرنسا وانجلترا والصين وأمريكا والاتحاد السوفيتى ) يتمتعون بحق الفيتو النقض وكأنهم الأوصياء على العالم من بعد الحرب العالميه الثانيه تقودهم أمريكا أما باقى الأعضاء فيُنتخبون لمدة سنتين وكذلك تتاّّلف من المجلس الاقتصادى والاجتماعى وكذا محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاى ومهمتها حل النزاعات الدولية ليأتى عصر أمريكا مشروع العملاق المسيطر على العالم فيما بعد لتختلق فيما بعد وعبر العقود اللاحقة المبررات والحجج المدعومة بمهارات سياسية عالية الجودة وبامتياز تعطيها مبرر التدخل فى الخريطة العالمية حسب رؤاها ومصالحها حتى ولو كان الثمن مستقبلاً ابتكار حرب عالمية جديدة..
ومن خلال هذه الرؤية الموجزة لأعظم حربين فى التاريخ نرى كيف أن الحروب تثار شرارتها المبتدأة من قبل دولة غير متريثة وغير عاقلة سياسيا يدفعها طموحها الساياسى أو الانضمام والتحالف بلا رويّة فتدفع من تاريخها واقتصادها بل وقد يصل الحد الى اجزاء من اقليمها أحيانا ومن سيادتها أحياناً أخرى ثمناً باهظاً بالمقابل
فلقد رأينا الألمان يدفعهم الاحساس بتميز جنسهم الأرى على كافة الأجناس لدخول حروب لاستعراض قواهم برغبة فى التوسع فيقعون فى الحربين موقع جياد جريحة وأسود مكلومة خاضعة لشروط الأخر المنتصر
**علمتنا الحربان أنه لا شىء للدولة يستحق النظر ووضع الأولوية الّا مصالحها الخاصة دون مصالح الدول الأخرى
**علمتنا الحربان أن الزعامات التى تقامر ببلدانها لأجل تاريخ ترصد تحققه هى خاسرة بالأساس بخسارة بلدانها تلك فقد مات هتلر منتحراً ولم يمت قديساً وقد مات موسيلينى غير قديس كذلك وانتحرت الامبراطوريات الروسية واليابانية والبريطانية وغيرها بينما الفائز الكاسب فى كل الأدوار هى أمريكا.. ذلك الكيان الذى ظل كل شاغله مصالحه العليا بالأساس فحكمت العالم وملكته سياسياً بأثره وبذكاء ملحوظ فى استثمار العلاقات الدولية بالدرجة التى نكاد نجزم أنها من وراء جميع الحروب الحديثة لتغنم فى النهاية مكاسبها ومن لم تستطع عليه من الدول بتفتيته حرباً تفتته بسلاح السياسة الغادر فتلاشى السوفيت بهذا السلاح بأن خدعت جورباتشوف روسيا بالاعلام تارة وبالاغراءات التاريخية تارة أخرى بكونه مفكر صاحب التغيير والتجديد بمؤلفيه البروستوريكا والجلانسوسايت فأجهزت على الاتحاد السوفيتى بتفكيكه من داخله وبرؤية قيادته ذاتها.. ذلك الغريم التاريخى لها على بلاد العالم بالكلية لتظهر من جديد كفارس الفرسان وأقوى الأقوياء ولتعبث فى العالم كله كيفما تشاء بأدواتها التى ليست لها نهاية فهى لا تعترف بصداقة الى جوار مصالحها العليا ..وكم من رؤساء دول قدّمُوا اليها خدمات جليلة سواء من العرب أو غيرها من البلدان العالمية تحت مُسمى صداقة الأمريكان والدعم الأمريكى لهم لبقائهم فى السلطة رغما عن شعوبهم واذا بهم يفتقدون كل هذا الدعم اذا ما أوقعتهم الشعوب مثل شاه ايران ومبارك مصر وصاحبى تونس وليبيا فالمصالح الأمريكية العليا هى الأهم بالأساس وهى تختلق لأجلها مبررات لاعمال أدواتها فى الحفاظ عليها كضربها لبرجى التجارة العالميين مقنعةً العالم بدور تنظيم القاعدة الطليعى لتخلق لنفسها مبرر تواجدها وقواعدها الحربية بجوار الأراضى السوفيتيه وبحر قزوين تحت مبرر محاربة القاعدة فى أفغانستان لتختلق الزرائع من جديد فى الخليج العربى لتجعل لها موضع قدم بقواعدها الحربية على اّبار النفط الخليجية لتؤجج الثورات من جديد فى العالم العربى تحت مسميات الحرية والعدالة الاجتماعية وقد حرضت من قبل المستبدين المثار عليهم لخنق شعوبهم وتجويعهم ليثوروا بدورهم عليهم من جديد بدعم أمريكى بمخطط الفوضى الخلّاقة ذلك المصطلح الذى ذكرته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ابّان حكم بوش الابن بسيناريو واحد فى كل هذه الدول من ازالة هيبة رمز الدولة من حكام ومؤسسات أمنية لتحطيم صورالحُكّام وتماثيلهم بالميادين العامة وكذا كل رموز السيادة وهيبة الدولة ليثور الشعب بلا توقف عند مرحلة محددة طمعاً فى مكاسب لا تنتهى تُعزّزها أمريكا وسياستها بالخصوص طمعاً فى أنظمة جديدة تحقق على يديها مصالح أمريكية جديدة كذلك
ولن يُثنيها عن هذا الدور الشيطاني الّا نمراً جديدا وقد فهم أصول اللعبة وبمرجعيته العقائدية بالأساس وتطور ثقافى شعبى كذلك ليجعل من رغبات أمريكا المحمومة مكمن انتحار لها وهنا لن نكون بحاجة لدروس أخرى وعبر كى نواجه من يتخذون من الحربين العالمتين وحياً ملهماً ذو مرجعية من الأطماع التوسعية كالولايات المتحدة الأمريكية رابحةً الحربين والباحثة عن الثالثة ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.