البنك المركزي المصري: ارتفاع طفيف في معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي ليسجل 5.2% في الربع الثالث    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإماراتي أوضاع السودان في إطار جهود الرباعية الدولية    رسميا.. أبو ظبي تعلن نقل مباريات كأس العرب    مستشفى الناس تحتفل بتدشين أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط وتعلن تحولها لمدينة طبية    الاتحاد الأوروبى: فرض عقوبات على شقيق قائد الدعم السريع على عبد الرحيم دقلو    سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار في بنك الخرطوم المركزي (آخر تحديث)    القبض على صاحب فيديو البلطجة يكشف ملابسات الواقعة في الجيزة    الأعلى للإعلام منع ظهور بسمة وهبة وياسمين الخطيب لمدة ثلاثة أشهر    «سمات روايات الأطفال.. مؤتمر مركز بحوث أدب الطفل تناقش آفاق فهم البنية السردية وصور الفقد والبطل والفتاة في أدب اليافع    عضو الحزب الجمهورى: إسرائيل لا تعترف بأى قرار ولا تحترم أى قرار دولى    تعيين عبد الناصر عبد الحميد عميدًا لكلية التربية بجامعة المنوفية    في اليوم العالمي للطفل، تعلمي طرق دعم ثقة طفلك بنفسه    محافظة الجيزة: غلق كلي بطريق امتداد محور 26 يوليو أمام جامعة النيل غدا الجمعة    رئيس كوريا الجنوبية: أحب الحضارة المصرية وشعبنا يحبكم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    الشيخ رمضان عبد المعز: العمل الصالح هو قرين الإيمان وبرهان صدقه    جينارو جاتوزو: منتخب إيطاليا لا يزال هشا    وكالة الطاقة الذرية تدعو إلى مزيد من عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب.. الأعلى للإعلام يقرر    شركة مياه القليوبية ترفع درجة الاستعداد للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    الموسيقار عمر خيرت يتعافى ويغادر المستشفى    ارتفاع أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 20 نوفمبر 2025    وزير الرياضة: نمتلك 55 محترفاً في دوري كرة السلة الأمريكي NBA    «الزراعة»: تحصين 6.5 مليون جرعة ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات النواب وعدد المرشحين بها    وزير الصحة يبحث مع سفير المملكة المتحدة تعزيز السياحة العلاجية بمصر    من زيورخ إلى المكسيك.. ملحق مونديال 2026 على الأبواب    الإثنين المقبل.. انطلاق القمة السابعة للاتحاد الأوروبي و الإفريقي في أنجولا    دوري أبطال أفريقيا.. تغيير حكام مباراة الأهلي والجيش الملكي المغربي    دوري أبطال إفريقيا.. توروب والشناوي يحضران المؤتمر الصحفي لمباراة شبيبة القبائل غدا    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    يوم الطفل العالمى.. كتب عن الطفولة الإيجابية    حل الأحزاب السياسية في مصر.. نظرة تاريخية    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    إيمان كريم: المجلس يضع حقوق الطفل ذوي الإعاقة في قلب برامجه وخطط عمله    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    جنايات سوهاج تقضى بإعدام قاتل شقيقه بمركز البلينا بسبب خلافات بينهما    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات في مجال التأمين    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة.. والعظمى 27 درجة مئوية    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    د. شريف حلمى رئيس هيئة المحطات النووية فى حوار ل«روزاليوسف»: الضبعة توفر 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا والمحطة تنتقل إلى أهم مرحلة فى تاريخها    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان و المسلسلات !

الأجهزة الحديثة مثل التلفاز و الكمبيوتر و النقال و غيرها من الأجهزة , الأصل فيها الاباحة حتى يجىء صارف الاباحة , مع ان هذه الأجهزة نافعة و لكن قد يستغله البعض في افساد دينه و دنياه و لذلك قال العلامة ابن القيم – رحمه الله - : ( العلم ان لم ينفعك ضرك ). و ما دام اننا داخلون – ان شاء الله – في شهر رمضان الكريم , أردت ان اتكلم عن ظاهرة المسلسلات و التمثيليات لأن هذا الشهر المبارك قد ينقلب عند البعض من شهر للعبادة و الطاعة الى شهر متابعة المسلسلات و العورات ! و ظاهر لدى الكل ان أعداء المسلمين يخترعون هذه الأجهزة للانتفاع منها و من وراءها و بالأخص بث سمومهم للمسلمين من الشبه سواء كانت عقدية و دينية أو شهوات و ملذات. فان كان المسلم عاقلا فطنا يدرك هذا و يحذر و يحتاط و يتابع و يراقب أهله و أحبائه مخافة أن يقعوا في هذا الفخ , و أما المسلم الغافل الذي لا يبالي من السهل أن يصطاد في هذا الفخ. و مع الأسف كثير من المسلمين لا يستخدمون هذه الأجهزة استخاداما نافعا بل يستخدمونها فيما يضرهم و أهليهم و عامة الناس ( و بالأخص المسلمين ) , و هذا نتيجة اتباع الغرب في كل صغيرة و كبيرة و تقليدهم. و قد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا فقال : (لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ) صحيح البخاري . و معرفة هؤلاء المتبعون لسنن اليهود و النصارى قد تكون معرفتهم واضحا لدى البعض , و لكن لدى الآخرين قد لا يكون كذلك بحيث قد يغترون بهم و سبب ذلك أنهم مسلمون و من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا و ظاهرهم السلامة , و لكن لتراكم هذه الأخطاء و تجديد اتباعهم لسنن اليهود و النصارى في كل صغيرة و كبيرة سرعان ما ينكشف أمرهم و يتضح حقيقتهم.
و ان سلمنا و رضينا لبعض القنوات أو بعض البرامج على الكمبيوتر أو الجوال , فلا نعجب أو ننبهر بقوة الغرب و بضعف المسلمين. و في الآونة الأخيرة كثر عدد سكان الأرض بشكل رهيب و من ثم كثرت المشاغل و كثر المعمرون في الأرض , فكانت هناك قبل عشرين سنة أراض صحراوية كثيرة و الآن لو نظرت في نفس المكان لوجدت العمارات و البيوت ملأت تلك الأماكن , و هذا لم ينتج خلال يوم و ليلة و لكن من خلال الدراسة و العمل من النهار الى الليل فكثرت الشركات و المقاولات و غيرها من الأعمال المتعددة الجديدة. و بالتالي يريد كل واحد منا أن يستجمم و يرتاح و ينشط لأنه في غالب وقته و طول يومه في الدوام و في العمل , ثم يرجع الى المنزل ليأكل وجبة الغداء و يشاهد التلفاز على سبيل المثال و هذا حال الإغلب. و لأن بعض البلدان أو بعض المناطق في بلدة معينة , البيئة لم تترب أو تنشأ انشاء حسنا صحيحا , بالتالي كثر الفساد و الافساد في المجتمع و أسبابه كثيرة و من أبرزها السلاح الفتاك الذي نتكلم عنه في هذا الموضوع و هو التلفاز! يرجع الموظف من العمل متعبا مرهقا و لم يتفقه في دينه تفقها بقدر المطلوب بحيث يستطيع ان يميز الخبيث من الطيب , فيصبح أهم شيء لديه أن يفرح و يمرح سواء كان ذلك مباحا أو محرما. بل ربما تجده يشاهد برنامجا يسخر و يستهزئ بالدين و تجده ما زال يشاهد و يضحك , و ذلك من خلال تزين الشيطان له من باب الاستجمام و الترفيه و الاستمتاع. و قديما كنا نقول لا يوجد بيت الا و قد دخلت فيها فتنة التلفاز و اليوم نقول لا يوجد (جيب) الا و قد دخلت فيها فتنة الجوال و ال(twitter) و ال(what's app) و نحوهما !
و لو سألنا أحد مشاهدي التلفاز و قد بلغ 50 أو 60 عاما من عمره : ( ماذا استفدت من تلك المسلسلات و التلفاز بشكل عام ؟ و كيف أثره في حياتك ؟ أو اذكر لنا فائدة واحدة من هذه المسلسلات ؟ ). الجواب المعروف و المتعاهد عليه (لا أدري !). و اذا كان معاندا قال أستفدت قصصا كثيرة ! فنقول له الله تعالى يقول (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) و هذه القصص التي تشاهدها في التلفاز اليوم تتذكرها و غدا تنساها, أما القرآن فليس كذلك مع مداومة القراءة و تمعن معانيه. ثم على سبيل المثال : كلنا نقرأ يوم الجمعة سورة الكهف, و كل جمعة نستذكر القصص و العبر التي فيها و ربما كل جمعة نستخرج فوائد و عبر جديدة تطري على الأذهان ! و أنا لا أقول لا تشاهد التلفاز مطلقا, و لكن أقول كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك و استعن بالله ). و سبب ذلك ان غدا حساب بلا عمل. فهناك قنوات طيبة في بث برامج نافعة متعددة سواء كانت قنوات تعلم الناس القرآن و السنة و المحاضرات النافعة أو حلقات في افتاء كبار العلماء و برماج أخرى تبث مخلوقات الله في البر و البحر و الغابات و غيرها كثير من البرامج النفاعة , فاستفد من هذه البرامج و في نفس وقت ستجد نفسك انك ازددت ايمانا. فلماذا لا تستقل هذا الجهاز بما ينفعك ؟ فان لم تفعل فستترتب عليه أمور : أولا - تضييع الوقت. ثانيا - تنفق أموالك في غير محلها. ثالثا - اسراف في الكهرباء. رابعا - عدم الانقياد لأوامر الله (و هذا أهمها و هو الأصل). خامسا - تتأثر و تتغير سلبيا لا ايجابيا. سادسا - تحث الناس على هذا التأثير السلبي و هذا يتم من خلال مدحك الى تلك البرامج للناس و التكلم عنها. سابعا : هذا سبب رئيسي في تسلط الغرب علينا .و تشجيعهم فيزيادة قوتهم و سنضرب مثالا. للنظر ما يقوم به المتظاهرون اليوم أفلم يتأثروا من الأفلام العربية القديمة ؟. أصبحوا يطبقون كما في الأفلام العربية ( الشعب يريد اسقاط الرئيس ) و ( الشعب يريد اسقاط النظام ) و لا يبالون الى ( ما يريده الله) !
و أجلبت هذه الأفلام و المسلسلات سلبيات عميقة و غزيرة لا يحصيها الا الله سبحانه , فأصبح المسلم المكلف يقلد البطل في المسلسلات و الأفلام بدلا من أن يقلد نبيه صلى الله عليه وسلم. و بعض المسلمين هداهم الله ( و نحن نحسن الظن بكل مسلم الا اذا اظهر لنا خلاف ذلك ) يبثون المسلسلات و الأفلام و يسعون في نشرها و توصية بعضهم بعضا في المتابعة لهذا المسلسل الفلاني أو لهذا الفلم و قد يكون فيه ما فيه من مشاهد مخالف للعقيدة الاسلامية و مشاهد مخلة للآداب و مشاهد اجرامية مثل شرب للخمر و اغتصاب النساء و تعليم الناس كيف تسرق بنكا أو منزلا , و كثيرا من الأمور المخالفة للشرع , و أهمهما على الاطلاق عرض أمور شركية و كفرية و المسلمون يعتقدون انها صحيحة أو لا شيء فيها ! مثال مشهور لدى الكثير : ان الشخص اذا مات تنتقل روحه الى روح عصفور أو حيوان و هذا ما يسمى بتناسخ الأرواح ! و أيضا أثر هذه المسلسلات انها تضعف عقيدة الولاء و البراء فيصبح المسلم يعجبه الكفار و يتشبه بهم شيئا فشيئا , و منها تشويه الأحكام الشرعية و بيان ان الديمقراطية جميلة و حكم حضاري , و منها تشويه سير الأنبياء و الصالحين , و لا نعجب اذا رأينا قلة من المسلمين يرتدون عن دينهم و يسخرون من دين الاسلامي و يصفونه بالتخلف سواء في المنتديات و الجرائد و غيرها , فان لم يجدوا لهذه المشكلة العلاج , فعن قريب سيزداد العدد وو يزداد الفساد ! و أيضا من آثارها انها تجعل المسلم يتأخر عن الصلاة و ان لم يتدارك نفسه و لم يبالي و استهان يتركها بالكلية ! و بعد هذا كله نسأل عن سبب انحراف الشباب و الفساد الأخلاقي في المجتمع من مخدرات و سرقات و اغتصاب و تدنيس الأعراض و القضاء على مفهوم انكار المنكر و القضاء على الآداب الشرعية! و لكن مع الأسف البعض يزين له الشيطان و يزين لهم اعمال المجرمين في الأفلام و يصور لهم أنهم حقا أبطالا و بعد ذلك يقلدونهم تقليدا أعمى , و الشيطان يستدرج الناس استدراجا و صدق الله (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ*إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ). و صدق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حين قال : ( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فان ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ).
و بيان الخير و الأمر به أمر طيب و مطلوب و كذلك بيان الشر للوقاية و التحذير منه أمر مطلوب , لكن البيان و الأمر و التحذير لا يتم على أكمل وجه الا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. و أخبرنا الله تعالى عن خير القرون (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ). فهل كان خير القرون الذي أثنى عليهم الله و رسوله صلى الله عليه وسلم اتخذوا التمثيل من وسائل الدعوة ؟ لا , بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة يبين للصحابة الأحكام و المسائل و يفصلها تفصيلا و يرشدهم الى الأفضل و لم يترك شيئا الا و قد علمهم اياه , فأنزل الله ( اليوم الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). و بعد ذلك عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة قدوة واقعية عملية للتاعبين و كان التابعون يتعلمون من الصحابة أمور دينهم و مع هذا كله لم يستخدموا هذه الوسيلة. مع العلم قد يقول قائل : لماذا تستخدمون الميكروفونات و السجاد و غيرها سواء في المساجد أو في الدعوة ؟ فالجواب ان هذه الأجهزة الحديثة لم تكن موجودة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أما التمثيل كان بوسعهم أن يستخدمونها في ابلاغ الناس و أبناءهم الرسالة التي هم يريدون أن يوصلوها اليهم لكن لم يفعلوا ! بل أقول ان التمثيل لم يدخل في ديار المسلمين حتى استعمار الغرب لبلاد المسلمين , فاستغلوا الفرصة و بثوا سمومهم التي تلقتها بعض المغترين بالقبول ! و أي خير يريده الغرب في بث مثل هذه الأشياء في بلاد المسلمين ؟! طبعا لن يبتغى الخير من ورائهم ! و حتى لو سلمنا و قلنا هؤلاء المسلمين يريدون الخير و يحسبون ان المسلسلات حسنة و نافعة , فالجواب كم من مريد للخير لم يبلغه و لم يدركه كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
ابطال الأفلام و المسلسلات من عدة أوجه و ذكر المفاسد باختصار لما سبق :
أولا : لم يكن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم و لا سلف الأمة مع أن الله قد أثنى عليهم و مع العلم كان بامكانهم و بوسعهم يستخدمون وسيلة التمثيل في زمانهم و لكن لم يستخدومها بعكس الأجهزة الحديثة مثل الميكرفون و غيرها.
ثانيا : التشبه بالكفار و قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود و صححه الألباني. فالتمثيل أتى الى بلاد المسلمين من خلال الاستعمار !
ثالثا : التمثيل ليس مشروعا حتى نفعله. قال العلامة السعدي : ( و ليس مشروعا من الأمور – غير الذي في شرعنا مذكور ).
رابعا : الاختلاط و التبرج و ظهور المرأة لمفاتنها و عورتها و الله يقول ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) , و قال صلى الله عليه وسلم (المرأة عورة , فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) رواه الترمذي و حسنه و صححه الألباني. فدل ان المرأة كلها عورة !
خامسا : تعليم الناس الجرائم و الأخلاق السيئة من باب التحذير و لكن الناس يتخذونها من باب التقليد و الاعجاب, و أمثلة ذلك : شرب الخمر و بيان انه ينشط الذهن و يسمونه بالشراب الحيوي أو الروحي ! ثانيا : ايذاء الناس بالطرق و المعاكسات و من ثم يتزوج البطل و يصبح مليونير ! ثالثا : كيفية التمكن من السرقات . رابعا : كيف يتخذ المراهق خليلة و يقيم علاقة معها. و الأساليب متنوعة في كل شي , كيف تتعروف و تحب شريكة الحياة ؟ و كيف تقود سيارتك بسرعة هائلة و تؤذي الناس ؟ و مع الأسف أصبحت بعض الشوارع في دول اسلامية صغيرة من أخطر الشوارع في العالم بسبب هذا التهور و عدم المبالاة !
سادسا : الأغاني - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) صحيح البخاري.
سابعا : تشبه الرجال بالنساء و تشبه النساء بالرجال - قال عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - : (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء ، والمتشبهين بالنساء من الرجال ) رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و صححه الألباني.
ثامنا : نقص للايمان – هل من يذكر الله و يقرأ القرآن كمن يشاهد التلفاز ؟ فالله سبحانه و تعالى أمر بالمسارعة في الخيرات , قال تعالى : (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ) , و قال : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) , و قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - : ( السابقون في الخيرات هم السابقون الى دخول الجنات ).
تاسعا : تضييع الوقت - قال صلى الله عليه وسلم : (احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز)صحيح مسلم, و قال تعالى : (وَالْعَصْرِ*إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
عاشرا : فساد العقيدة و تقليل من أهمية الولاءو البراء - و هذه من أهم النقاط و أساس الموضوع و لكن جعلتها آخر نقطة لبيان ان تراكم الأمور السابقة اذا حصلت للشخص المسلم و مع الاستمرار و الاعتياد تتغير عقيدته و الولاء و البراء و و لو كانت هذه النقطة السبب الوحيد لكفت أن تبطل مبادئ المسلسلات و التمثيليات لأنه يتعلق بأساس الدين و قوامه, لا سيما بث العقائد الفاسدة في الأفلام و غيرها و اظهار ان المسلمين هم الارهابين و انهم هم المسالمون و يحبون الخير للجميع و انهم رحماء و كرماء.
و أخيرا , لو عدينا النقاط و فصلنا لما انتهينا من هذه المشلكة , فالله المستعان عما يفعله أعداء المسلمين و الله المستعان على غفلة اخواننا الأحباء !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.