شايف الأشكال اللى فى التحرير دلوقتى ؟!! عاجبك كده؟؟" بادرنى صديقى بهذا السؤال و هو يدفع فى وجهى جريده بها صوره لشاب يرتدى "فانله داخليه" و يقف على أحد منصات الميدان.. نظرت للصوره لحظات و تداعت فى ذهنى صوراً أخرى.. صوره لشاب مصرى يرتدى فانله يملأ "جراكن" الماء النظيف بعد أن دفع ثمنها و عاد بها لأمه و أخوته فى تلك الغرفه الضيقه الكئيبه التى تضمهم بالكاد.. و أخرى لشاب بنفس الفانله يقضى يومه فى ذلك الحى العشوائى مع رفاقه يتبادل معهم الدعابات و السباب بعد يأسه من العثور على عمل يؤمن له معيشه كريمه.. و صوره لشاب بفانله يقف فى حاله جنونيه أمام أحد الأقسام و قد علم للتو أن أخاه قد تم القبض عليه للتحر فى أحد الأقسام و أنه قد يموت فى أى لحظه بعد أن عذبه الضباط.. وأخرى لشاب بسيط إرتدى الفانله فقط لإن قميصه الوحيد قد تمزق و هو حالياً لا يملك فى جيبه ما يكفى لشراء قميص أخر.. و صورة فتى إرتدى فانله لأنه ببساطه لم يرتدى غيرها طوال حياته منذ كان طفل يهيم فى الشوارع و يتدثر فى البرد بالجرائد و البطاطين الممزقه.. و أخرى لشاب بفانله يعمل صبى منجد يصفع على وجهه كل يوم و ترى فى عينيه ذكاء و طاقه قد يجعلونه من علماء وطنه لو أن فقط أباه لم يخرجه من المدرسه لمساعدته فى مصاريف المنزل.. و صوره تعايشتها عندما رأيت شاب مصرى بسيط "بفانله".. و لكن السبب هذه المره لأننا خلعنا عنه رداءه لمدواة جروح الطلقات التى تلقاها يوم 28 يناير.. "هاه..ما بتردش ليه؟ عاجبك كده ؟؟" تنبهت فجأه و نظرت له للحظات.. ثم قلت مبتسماً: "طبعاً عاجبنى..أنا رايح له التحرير.."