الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، المطلق عليه لقب "الإعلامي المثير للجدل" اتخذ من برنامجه"الصندوق الأسود" المذاع على القناة الفضائية "القاهرة والناس" سلاحاً هدَّد به العديد من الهيئات والشخصيات المعروفة في الساحة السياسية المصرية. ومما يُشهد له أنه خلال برنامجه أثبت أنه عدوٌ لدودٌ للإخوان المسلمين حيث فضح الكثير من دخائلهم وصفقاتهم ومؤامراتهم. وترجع تسريبات عبد الرحيم لطبيعة عمله ضابطاً في أمن الدولة سابقاً، ونجاحه في جمعها من وزارة الداخلية سابقاً، وربما حالياً. ومن تسريباته ما هو حقيقي فعلاً، أو هو حقيقي وله ظروفه، أو هو أنصاف حقائق، أو هو مُفَبرَك لا أساس له. ومنذ أيام معدودة خصص عبد الرحيم حلقة من برنامجه للهجوم على رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، تضمنت تهديده بفتح "الصندوق الأسود". هذا رغم أنه لم تمضِ أربعة أشهر على تأكيده خلال ذات البرنامج أن "ساويرس رجل وطني ومن المستحيل أن يشترك في مؤامرات ضد الوطن."!! تضمن هجوم عبد الرحيم على ساويرس سيلاً من اتهامات متضاربة لا تُعقَل ولا تُصدَّق ولا تُتوقع من رجل بذكاء ووطنية ساويرس. كإدعائه بأن نجيب صرح بأقوال ضد الجيش المصري، وأقوال وضد الرئيس السيسي، وأنه قام بالتخابر مع جهات أجنبية، وأنه كان على علاقات مع حبيب العادلي، ومع محمد مرسي، وأنه قام بتمويل مليشيات الإخوان بالسلاح لقتل الجنود المصريين على الحدود!! وكما قيل في الأخبار "انقلب السحر على الساحر". فقد قامت إدارة القناة كرد فعل بقطع البث على عبد الرحيم وعلى صندوقه الأسود!! كما أعلنت إدارة القناة أنه "خارج فريق عملها لأنه استغل شاشة القناة الفضائية في تصفية حسابات شخصية" ويبدو أنه باقتراب الانتخابات البرلمانية، وباحتمال أن نجيب ساويرس قد يرشح نفسه لمقعد من مقاعد البرلمان، فبدأ استعداد الجزارين في سَن السكاكين. أي استخدام الأسلحة السياسية القذرة ضد المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال الناجح والمصري المخلص. والذي لا يشك في اخلاصه ومصريته ونزاهته إلا مغرض متعصِّب وجحود. نجيب ساويرس سيحارَب من المتعصبين أعمياء الضمير، وسماسرة الدين الخالين من أبسط مباديء الدين. وسيحارَب من رجال الأعمال المتنافسين، وسيحارب حتى لو لم يدخل السياسة. سيحارَب لمجرد أنه "مسيحي ناجح". فالشجرة المثمرة هي فقط التي يلقى الناس عليها الحجارة!! خاصة إذا لم تكن الشجرة "مسلمة". فالقضية ليست قضية نجيب ساويرس. القضية قضية أي "مسيحي ناجح" ولو "وَلَّع صوابعه العشرة شمع" لن يُقدَّر ولن يُشكَر. رجل ذكي ناجح فتح العديد من بيوت المسلمين وجعل أغلبية موظفي شركاته من المسلمين. وشركاته من دعائم الاقتصاد المصري. المسألة هي التعصب الأعمي لدى مغلقو العقول والقلوب والضمائر. مثل (الدبة الغبية قتلت صاحبها) (والرجل الجشع ذبح الدجاجة التي كانت تمنحه بيضة من ذهب كل يوم). والأمثلة الواقعية كثيرة عما قد يقدمه الأقباط بصفة عامة لمصر لو أخذوا حقوقهم كمواطنين متساوين مع أخوتهم المسلمين. حيث كان من الممكن أن يكون المستفيد من هذه الكفاءات مصر وأبناءها. ولكن ليس هذا مهم لدى المتعصب الحقود. قطرات المحبة تضيع هباء في عالم لا يعرف المحبة ولا يقدر الوفاء... بل عالم لا يعرف صالحه!!! *** والتاريخ يعيد نفسه!!! ففي موقف يكاد يكون مشابهاً لما يلقاه ساويرس اليوم، في صيف 2011، وصل لساويرس في إيميل أرسله له صديق مسلم، رسمٌ للفأر الكاريكاتيري "ميكي ماوس" "منقباً". فنشره في صفحته على تويتر أو الفيسبوك. وكان ساويرس على وشك ترشيح نفسه في البرلمان حينئذ. فهاجت وماجت زعابيب الهجوم الشرس طالبين منه أن "يعتذر" عن نشر صورة ميكي ماوس المنقبة. كانت زعابيب مجنحة بجناحين: جناح التعصب الأعمى من دعاة الدين والمتطرفين وبجناح المنافسة القذرة من رجال الأعمال ومن الطامعين في كراسي البرلمان. والمشكلة في جوهرها لم تكن مشكلة ميكي ماوس المفبركة، فالكاريكاتير ذاته صَمَّمَه فنان سعودي مسلم، وكان يملأ الصحف العربية والميديا بلا صراخ أو اعتراض. الأمر واضح كالشمس، "العَيْب الوحيد" الذي رآه والذي يراه مهاجمو ساويرس فيه، هو أنه قبطي. وتحت ضغوط من أصدقائه لتهدئة الجو اعتذر الرجل!! تعليقاً على الهجوم على ساويرس ومطالبته بالاعتذار عن فعلته الشنعاء حينئذ. وبالتحديد في 9 أغسطس 2011، نشرت قصيدة بعنوان (أنكل ساويرس) أدرجها هنا: أنكِل ساويرس *** أنكل ساويرس.. ليه تعتذِر سواء تعتَذِر.. أو لا تعتَذِر دي قنبلة.. وبتنفجِر *** الميكي ماوس اِبن امريكا فار بريء.. من غير لَوَع ولا تشكيكه فيه فن وعلم وفيه مازيكا تاريخه طويل مالهوش في الدين لا في القرآن ولا في الإنجيل بَدَعُه "ديزني" أبو الإبداع وعمَل منه فنون أنواع وزنه خفيف ودمُّه خفيف فَرَّح مش بس الأطفال فَرَّح حتى نساء ورجال وشهر إسمه في كل الكون وصار محبوب منين ما يكون حَبُّه ياباني ودرزي وصيني وحَبُّه أفريقي وحَبُّه لاتيني والمسلم وابناء صهيون واللي ما حَبُّه... أكيد مجنون *** من سنتين في عام ألفين وستة دعاة الدين هاجوا وماجوا وقادوا حريق أهْدروا دَمُّه وقالوا زنديق قول على مين؟ على ميكي ماوس المسكين ناس فاضيين!! أصدروا فتوى.. كأنها لعبة ودي مش نكتة ولا هي كِذبه وروحوا اسألوا رجال الدين بعدين عفوا عنُّه بيقولوا سامحوه أقول الحق؟ غصباً عن أنفهم قَبَلوه عشان حَبّوه *** بعد شوية بالظبط في عام ألفين وتمانية الميكي ماوس اِبن امريكا هَلّ هِلاله في السعودية خده فنان مسلم... وسعودي لا هُوّا مسيحي ولا هُوّا يهودي لَبِّس له من الدين أثواب أطهر برقع وأنقى نقاب عجب الناس في السعودية في كل الشرق، حتى في مصر أم الدنيا نشروا له وفتحوا له الباب وأعجَب بيه شيوخ وشباب لا مفتي هاج.. ولا شيخ ماج *** في ألفين واحداشر جيتنا يا شاطر جيت يا ساويرس.. وانت القبطي إزاي تغلط.. وازاي تُخطي جيت وأخدته "زي ما هُوّا" من السعودية لابس البرقُع والجلابية بنفس المنظر بنفس "ال "لوك" وحطيته على "الفيس بوك" قاموا عليك غربان البين رجال أعمال متنافسين حاقدين خايبين ومعاهم دُعاة الدين وتبعهم دراويش الدين اللي هاج واللي ماج وبحر الحقد فاض أمواج *** وقالوا لازم تعتذر فلا انت غلِطت في أي كتاب ولا خربشت في حُرمة دين ناس فاضيين ناس لا بتبْدَع.. ولا هي بتصنع ولا حتي بتنتج شيء.. أو تزرع ناس... في الهايفات ماسكين سابوا حضارة وسابوا حرية ومش فاهمين معنى المدنية وبيمضغوا في لبانة الدين رافعين في ايديهم... سكاكين يدبحوا مين ويكَفَّروا مين ليه ما هاجوش ألفين وتمانية؟؟ ليه ماهاجوش على السعودية؟؟ *** التمييز واضح كالشمس رح اقولهالك من غير همس دي ألاعيب سياسية ودَس من عصابات مش قادرة تنافسك خليك انت واثق من نفسك ووراك ناس تعشق أفكارك ماشيين برضه معاك مشوارك قبطي ومسلم وناس غيرهم *** لازم تعرف انَّك جَبَل سبع وجَمَل أعمالك من أشرف عَمَل وانت تشرَّف أشرَف مصري وانت حضاري ومدني وعصري مهما اتقال ومهما اتعمَل سيبك... دي مجرد تلكيكه طالعة من ( خِيَم ) الفابريكه ومالهاش دعوة بالميكي ماوس اِبن امريكا *** مادام خطِّيت في البلوتيكا وبقيت وردة في سَبَت شيكابيكا يا ما حتشبع من دا يا ويكا راح يطلعلك ميت عفريت ويطلَّعلك... ميت تلكيكه زِد على ذلك انك... قبطي!! ويا ريت تقدر.. تقرا خطي!! *** لكن قول لي، وانت نبيه وانت تاريخك قبطي نزيه مين المفروض كان يعتَذِر؟ *** أنكل ساويرس.. ليه تعتذِر سواء تعتَذِر.. أو لا تعتَذِر دا مرض نفسي وبينفجِر ****** مهندس عزمي إبراهيم