تناقض كبير نعيش فيه الان داخل مصر بين نظرة ورؤية الكبار وتهور وعنف الثوار ، فأصبحت مصر ضائعه بين ما يسمي بالاستقرار والفوضى ، فمن يمتلك لا يتساوى فكريا وعقائديا فيما لا يمتلك ، من يمتلك مستقبلا ومن لا مستقبل له ، من يخشي الفقر ومن يقتله الفقر، فمن المؤكد بان يحدث تناقض بين توجهات كلا الفريقين ، فالكبار يتمنون الاستقرار والثوار لهم توجه اخر وهو الهدم ثم البناء من جديد . اتذكر فيلم السفاره في العماره عندما كان عادل الامام عندما كان يشاهد التلفزيون وكلما انتقل من قناة الي اخرى وكان يستمع الي المتحدثين فيبادر بالقول ( الراجل ده بيقول كلام زى الفل ) بالرغم من التناقض في الحديث المطروح بين الجميع . هذا هو حالنا الان ، فجميعنا علي حق فيما نقول سواء كبار او ثوار حسب وجهة النظر والخبره والمعايشة . الكبار او الحكماء ارتضوا بما حققوه وتحقق لهم في حياتهم بالرغم أنه اقل من القليل الذين يستحقونه ، اما شباب الثوار فهم يريدون مستقبل افضل مما كان لاهاليهم فهم يريدون المزيد من المزيد ولن يرتضوا باقل القليل نظرا لوعيهم ومعرفتهم وعلمهم بما تمتلكه من مقدرات وثورات حجبت بفعل فاعل عن ابائهم . الكبار مازالوا في قرارتهم يسيرون بسرعة السلحفاء وشباب يريد ان يقفز ويسير بسرعة الصاروخ في ادارة البلاد وهو مايناقض بعضه البعض . وعذر كلا منهم ان الكبار تعودوا منذ سنين وفي ظل نظام حكم جامد متحجر ساكن , وشباب يسعي الي التغيير من الجمود الي الحركة. فأصبحت معركة ليس فقط في النظرة الي كيفية ادارة الحكم ولكن في تحسين جودة هذا الحكم لتلبية متطلبات الشباب الذى يشكل 60% من جموع الشعب المصرى ، بين شباب يعاني البطاله وفتيات تعاني العنوسه وازمة اقتصاديه مصطنعه واساليب مازالت تكرس للفساد وتزيد من مساحاته , وبين المناداة بعداله اجتماعيه لم يتحقق منها شيء بالرغم من مرور ثلاثة اعوام علي الثورة ، بين توريث مازال قائما في جميع اجهزة الدولة دون النظر الي الكفاءه ، بين تفاوت في المرتبات واصبح الحديث عن الحد الادنى والحد الاقصى حديث الطرشان حيث اصبح اصحاب المصلحه يقومون بتفيتت الجهاز الادارى والتنفيذى للدولة بوضع حد اقصي بما لا يؤثر ذلك علي مردود الدخل والا ينازعهم احد فيما يحصلون عليه او يتكسبون منه . وشباب لا يجد الفتات وفئات من الشعب تبحث في صناديق القمامه بحثا عما يسدون به رمقهم . ترى كم من الكبار ينحاز الي الشباب وتهورة وعنفه ورغبته في تغيير تلك المنظومة الغبيه التي تزيد المجتمع قبحا وتشتتآ ، كم منهم يريد ان يجعل ابنائه الثوار يسير كما تسير السلحفاء وكم منهم يريدون ان يركبوا معهم صاروخ الحياه كي يقفزوا علي القديم بسرعه ليصلوا بوطنهم الي الاعلى . د / مصطفى خميس السيد كاتب سياسى