تواجه المصالحة الفلسطينية خلافا حادا بين حركتي فتح وحماس, وصلت إلى حد التراشق الاعلامى بينهما على منصب رئيس حكومة الكفاءات التي تم الاتفاق عليها عند توقيع ورقة المصالحة في القاهرة, بعد رفض حماس سلام فياض ورفض فتح جمال الخضري لتكون المصالحة في مهب الريح0ويبدوان قيادات الفيصلين لاتوجد لديهم النية في تنفيذ الاتفاق وإنهاء الانقسام, حرصا على مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية, وليصلوا به إلى شاطئ الأمان0 فبعد انقضاء شهرين على إعلان الاتفاق في القاهرة ما زالت الأمور محلك سر, ومازال فريقي الاتفاق مختلفين تحت عنوان رئيس الحكومة الانتقالية رغم أن الفترة الزمنية للحكومة مؤقتة ومحدودة, وستعمل وفق برنامج محدد وهو اعمار غزة, ورفع الحصار عنها, والتحضير للانتخابات ,ولهذا ليس من السهل أن نصدق أن يظل الخلاف قائم على شخص رئيس الوزراء فقط, وأن يرتبط مصير شعب وقضيته به, لذلك بات واضحا للجميع إن الخلاف ليس على برنامج الحكومة ,أو التصدي للانتهاكات الاسرائلية, بل على رئيس الوزراء , وعلى تقسيم التركة بينهم ومن سيفوز بنصيب الأسد وتكون كلمته هي العليا, بالإضافة إلى أن هناك من لايريد أن تتم المصالحة لأسبابه الخاصة لذلك لم يتم الاتفاق على تشكيل الحكومة حتى الآن وظل كل فريق متمترس على مواقفه, متناسين مصلحة الشعب ومشروعه الوطني, وممارسات العدو الإسرائيلي اليومية, رغم وجود الكثير من الخيارات التي نستطيع أن نجتاز بها هذه الفترة الانتقالية0 لقد مل شعبنا من مسرحية الحوار والمصالحة، فكم مرة اتفق الطرفان على المصالحة وإنهاء الانقسام, ولكن قياداتنا تتناسى ذلك وتبقى مصرة على المماحكة والانقسام الذي يدمر القضية الوطنية, وذلك لعدم التنازل والتضحية ,وبسبب بروز المشاكل بين مؤيد ومعارض للمصالحة, نتيجة الخوف من اختفاء المكاسب والمصالح الخاصة وعدم الاحتفاظ بالمناصب, مع إدراكهم الكامل بان هذا ينسجم مع مصلحة العدو الاسرائيلى ويسهل له الطريق في تنفيذ مخططاته العدوانية التي تستهدف شطب القضية الفلسطينية, لهذا كان من الأجدر أن يتم الاتفاق على حكومة مقبولة دولياً, وقادرة على تنفيذ برنامجها, وان نبتعد عن المحاصصة والمصلحة الشخصية والمماحكة, واضعين مشروعنا الوطني على رأس الأولويات, ونبدأ بتشكيل الحكومة وبدون عقبات حتى تتم الانتخابات, وبعدها يشكل الفائز حكومته التي ستتحمل مسؤولياتها أمام الشعب 0 إن القضية الفلسطينية تمر الآن بمرحلة خطيرة تتطلب إنهاء الانقسام على مبدأ الشراكة الوطنية للكل الفلسطيني, والتفاف كافة الفصائل الفلسطينية حول برنامج نضالي موحد متفق عليه من قبل الجميع, مع الاتفاق على خطاب سياسي موحد حتى نتمكن من استغلال الأجواء الدولية المناصرة والداعمة للقضية الفلسطينية, من اجل التحرك للأمم المتحدة بشكل قوى من اجل استحقاق سبتمبر القادم في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, لأننا سنواجه معركة سياسية صعبة مع العدو الإسرائيلي وحلفاؤه 0 إننا نطالب كافة فصائل العمل الوطني والاسلامى أن تتحمل مسؤولياتها لتنفيذ اتفاق المصالحة, ونطالب منظمات المجتمع المدني والنقابات وكافة التكتلات الوطنية وجماهير الشعب التحرك والضغط لتنفيذ اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام الذي اضر بالقضية الوطنية, والذي لا يخدم سوى مصالح شخصية وتنظيمية وأطراف خارجية, والاحتلال الاسرائيلى0