إختيار الرئيس الذى لا يعدو كونه المقارنه بين أكثر من مرشح و إختيار البرنامج الأقرب للتطبيق و الذى يصب فى مصلحة البلاد ، ثم الذهاب إلى صناديق الإقتراع و إختيار المرشح الأفضل ؛ تحول فى مصرنا الحبيبه إلى شىء ممتنع بل مستحيل حين يكون الإختيار بين واحد من أبرز رموز النظام السابق و الذى يسعى لإحياء النظام القديم ، و بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين التى سعت منذ إسقاط النظام السابق إلى تحقيق أهدافها و مصالحها الخاصه و جمع غنائم الثوره حتى و لو كان على حساب الشعب الطيب الذى قام بالثوره على الظلم و الإستبداد ؛ فى النهايه أتت إنتخابات الرئاسه المصريه التى يراها البعض أنها خطوه على طريق الديموقراطيه ، و يراها البعض الأخر أنها أول إنتخابات حقيقيه فى حياة المواطن المصرى ، و غيرها من الرؤى من الداخل و الخارج مع إختلاف وجهات النظر التى تنم جميعها عن التفاؤل .. إلا أن هؤلاء جميعا لا يرون الكواليس التى لا تنبىء بخير أبداً منذ اللحظة الأولى و التى تمثلت فى ما حدث من هراء قام به عدد من الفلول أمثال عمر سليمان و أحمد شفيق و عمرو موسى من ترشحهم للرئاسه و تبجحهم و محاولة تزوير الحقائق و التنصل من النظام البائد الذى هو فى الأساس سبب رئيسى لترشحهم لإعادة إنتاجه و البناء على أنقاضه و إحياؤه من جديد ، على الجانب الآخر ظهر من هم أسوأ منهم و الذين تشبهوا باليهود فى نقضهم العهد فلقد أخذوا على أنفسهم العهد بأنهم لن يتقدموا بمرشح منهم للرئاسه ؛ على الرغم تقدموا بأكثر من مرشح و شقوا طريقهم محاولين التلاعب على الناس و إستخدام أساليب ملتويه كعادتهم لإقناع الناس أنهم يعملون لصالحهم فى مواجهة المجلس العسكرى الذى إختلفوا معه بسبب الصفقات المشبوهه التى دأبوا على عقدها معه على حساب الشعب لصالح الجماعه فهم أساتذة صفقات منذ العهد البائد ، أما الطرف الثالث و الذى لم يمكث طويلاً فى هذا السباق لعدم خبرته بأصول اللعبه و تعامله بغباء سياسى مع اللاعبيين الكبار - السلفيين- و خوض مباراة الرئاسه بحازم صلاح أبو إسماعيل الذى إلتف حوله التيار السلفى و مؤيديه حتى أراد الكبار طرده من المباره ليس لقوته ؛ إنما رغبة فى اللعب بهدوء بعيداًعن غوغائية أنصاره التى إشتهروا بها منذ نزولهم لجمع غنائم الثوره كغيرهم ممن لم يشاركوا فيها ، هناك طرف أخير مناضل ثائر عاش طول حياته فى مواجهة النظام ثم القيام بالثوره و النضال من أجل إستكمال مطالبها و تحقيق أهدافها و رغم نزاهة هذا التيار و داعميه و هو الأولى بقيادة السفينه إلى بر الأمان إلا أنهم و للأسف إنقسموا و جعلوا من أنفسهم شيعاً و فرقاً حتى آلت بهم و بالشعب المصرى الأمور فى النهايه إلى مسرحيه هزليه أثناء الإنتخابات بدأت بالرشاوى الإنتخابيه من أموال الفلول الذين يسعون لإعادة إنتاج النظام إلى التلاعب بظروف البسطاء من قبل الإخوان من خلال توزيع بعض السلع الإستهلاكيه اليوميه التى تمثل حلما فى بعض الأحيان بالنسبه للفئات الأكثر فقراً فضلا عن إستخدام الأساليب المختلفه للتأثير على الناخبين المشروعه منها و الغير مشروعه فى سبيل حصد أكبر عدد من الأصوات ، كما سمعنا عن طرف آخر يلعب لصالح أحد الأطراف من خلال تصويت أفراد الشرطه و المجندين و الموتى و غيرها من أساليب الحزب الوطنى المنحل أدت كل هذه التصرفات فى النهايه إلى أن من صعدوا للتصفيه الآن فى الإعاده لم يحصلوا على أى قبول لدى الشارع أو الناخبين و لم يتوقع أحداً حصولهم على هذه الأصوات التى لا يعلم أحدا من أين أتوا بها ؟ !! و بات قريباً خروج التيار الثورى من المباره مخيباً كل الآمال تاركاً الساحه للفول و الإخوان يتنافسون على مقعد الرئيس و على الشعب المصرى أن يختار بين خيارين أحلاهما مر . هنا يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات هل ما حدث شىء طبيعى ليس لأحد دخل فيه ؟ أم أن شفيق فوق القانون و العزل لم يعرف له طريق ؟ أم أن جنرالات الجيش لا يمكن أن يؤدوا التحيه إلا لواحد من داخل المؤسسه العسكريه ؟؟ وهل سيضطر الجميع قبول هذه النتائج و محاولة التيار الثورى الحصول على بعض الضمانات من جماعة الإخوان مقابل أصواتهم ؟؟ كلها تساؤلات تتبادر إلى أذهان الكثيريين ممكن يراقبون المشهد من أقرب زواياه و التى ستجيب عنها الأيام القليله المقبله .