عندما شاركنا فى ثورة يناير العظيمه كان يضيق صدرى كثيرا عندما أسمع بعض المحللين السياسيين يقولون : النظام لم يسقط بعد ، و كنت أتعجب كثيراً لما يقولون ، و يتبادر إلى ذهنى أن هؤلاء يريدون أن يشحنوا الناس بالإحباط و أن الثوره لم تحقق سوى القليل - إسقاط رأس النظام - لكن و بعد مرور عام على ثورتنا العظيمه أيقنت أنهم كانوا على حق و أننا كنا مخطئين لأننا لا نريد أن نسمع سوى كلمات عن التباهى بالثورة و الحديث عن النهوض و الإستقرار و غيرها من الأشياء التى تطرب الأسماع ، زاد يقينى عندما رأيت ما حدث فى بورسعيد و فى الذكرى التى توافق الأربعاء الأسود و المعروف إعلاميا "بموقعة الجمل" لأن هذا لا يعنى سوى أن الفلول مازلوا ينظمون صفوفهم للتخريب و التدمير و القتل و إجهاض الثوره بالتعاون مع بعض العناصر التى مازالت قابعه على مناصب هامه فى الدوله يسخرونها فى تنفيذ مخططاتهم الشيطانيه التى تخدم العديد من المصالح و تنفذ العديد من الأجندات الداخليه و الخارجيه ، فى حين أن المجلس العسكرى الحاكم يعيش فى ثبات عميق أو يحاول أن يكون هكذا لحين تسليم السلطه ، فهو يعرف جيدا مطالب الشارع المصرى و مطالب كل المصريين و التى راح من أجلها أكثر من ألف شهيد و أكثر من ستة الاف جريح ، بالرغم لا يسعى إلى تحقيق و لو القليل منها إلا إذا سبقتها كارثه يروح ضحيتها المزيد من الشهداء و الجرحى ، فليس ببعيد ما حدث أمام مجلس الوزراء ، و شارع محمد محمود ، و أخيرا و أعتقد أنه ليس آخرا ما حدث فى بورسعيد من كارثه مدبره تدبير محكم و منظمه ، و تسفرالإستنتاجات الأوليه للحادث عن تورط بعض الجهات السياديه فى هذا الحادث المؤسف .. بالطبع و حفاظاً على ماء وجه المجلس العسكرى ؛ لابد من تنفيذ أحد المطالب التى نادى بها الشارع المصرى لأكثر من عام تقريبا و هى معاملة سجناء " بورتو طره " معاملة السجناء الطبيعيين و ليس معاملة كبار الزوار ؛ فقد ترددت مؤخراً أحاديث عن نقل المخلوع المتمارض إلى طره و إيداع باقى السجناء فى سجون مختلفه و معاملتهم معامله طبيعيه ، الغريب فى الأمر أننا لا نرى أى تحرك فى الإتجاه الصحيح نحو تحقيق المطالب إلا بعد أن تحدث مصيبه و تكون كبيره كأحداث مجلس الوزراء أو محمد محمود أو بورسعيد على الرغم من المناداه بهذه المطالب مراراً و تكراراً و لا حياة لمن تنادى حتى و لو مر من العمر عام كامل على محاكمة قتلة الثوار الذين ما زالوا يعاملون معاملة لا تختلف عن ذى قبل . الأغرب فى ما يحدث فى مصر الأن أن الأمور تسير فى إتجاه غير الذى راح من أجله الآف الشهداء إنتخابات أجريت و عادت بنا إلى حزب وطنى جديد إسمه " الإخوان المسلمون " أو " الحريه و العداله " إن صح التعبير لم يصدقنا الكثيريين عندما قلنا هذا الكلام ، لكن لم يمضى طويلا و ظهر جلياً ما تحدثنا عنه من قبل ، فاليوم و بعد أن جمع الإخوان الغنائم بمشاركة غيرهم ممن كانوا ضد الثوره يوما ما ؛ بدأ نشاط أنصارهم ممن يسمونهم "شباب الإخوان فى التصرف بطريقه مشابهه تماماً لطريقة الحزب الوطنى المنحل فهم لا ينزلون إلى الشارع إلا خوفا على مصالح الجماعه فقط كما حدث من نزولهم لتأمين البرلمان فقط ؛ لأن نوابهم أغلبيه به ، لكنهم لم ينزلوا لتأمين أى مكان ليس للإخوان مصلحه في تأمينه . ليس البرلمان فقط فى الإتجاه غير الصحيح، لكن تصرفات المجلس العسكرى من تكاسل و تباطؤ فى تنفيذ مطالب الثوره و الثوار على الرغم من أنها مشروعه و ليست بالشىء الصعب ، هذا ما يدعونا للتساؤل عن أسباب ما يحدث ؟؟ !! هل أخطئنا فى المطالبه بحقنا فى الحريه و العداله الإجتماعيه ؟؟ !!