إن المتأمل لما يقع فى المنطقة من تطورات وما تموج به من أحداث جسام سيدرك على الفور ان الظلم الذى حاق بهذه الشعوب هو الذى فجر أنهار الغضب ودفع الشعوب الى التصدى للفساد وأذنابه الذين تسلطوا على شعوبهم فساموهم سوء العذاب وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم فرأوها حسنة ؛ مما زاد من إستبدادهم وإحكام قبضتهم على هذه الشعوب ومقدراتها لذا حرموا الأغلبية الساحقة من أبسط حقوقها ؛ فجعلوها مسلوبة الإرادة فلا ترى إلا ما يرى الحكام كى يستمر نهبهم لثرواتها بل تواطأ البعض منهم وتعاون مع أعداء الأمة لا لشىء سوى ضمان سيطرتهم على شعوبهم ومن المؤسف أن وجدنا من يزينون لهم التمادى فى غيهم تحت زرائع واهية مما زاد من جبروت هؤلاء وظلمهم لضحاياهم ومن هنا يأتى دور الأديب الحق الذى يستخدم قلمه فى رفع الظلم والمعاناة عن الشعوب المقهورة كما يسلط الضوء على طبقات المهمشين والكادحين مثلما فعل نجيب محفوظ وديكنز وهنا أهيب بالأدباء أن يترفعوا عن المداهنات وأن يتقوا الله وهم ممسكون بالقلم فلا يخونوا أمانته ولا رسالته ، وهى رسالة التنوير وما أشرفها من رسالة وأمانة .