شهدت العاصمة الأردنية عمان وعدد من المحافظات، اليوم الجمعة، مسيرات واعتصامات بعد صلاة الجمعة اليوم للمطالبة بتسريع وتيرة الإصلاح الشامل في البلاد ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين. تأتي تلك المسيرات والاعتصامات تحت شعار "جمعة الإرادة الشعبية" في ذكرى مرور عام على انطلاق الحركات الاحتجاجية السلمية المنادية بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد في الأردن وهي الشعارات التي كانت قاسما مشتركا لكافة الفعاليات التي شهدتها المملكة منذ انطلاقها في يناير الماضي. وشهدت "ساحة النخيل" في وسط عمان اعتصاما حاشدا بمشاركة آلاف الأردنيين نظمته الحركة الإسلامية في الأردن والحراك الشبابي في لواء ذيبان في الذكرى الأولى لانطلاق الحراك تحت مسمى "أحرار الأردن" شارك فيه ممثلون عن القوى السياسية والحزبية والشعبية، وذلك وسط تواجد أمني كثيف وغير مسبوق، حيث شوهدت مدرعات قوات الدرك الأردنية تحيط بالساحة وقوات كبيرة من عناصر الأمن العام والدرك والقوات الخاصة. كما تم إغلاق الطرق المؤدية لمنطقة وسط المدينة في وقت أعلن المنظمون للفعالية أن اعتصامهم لن يكون مفتوحا وسيكون ضمن الفعاليات الاعتيادية المطالبة بالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد على مدار عام مضى. ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات تتضمن شعارات منها "لا للماطلة وشراء الوقت على حساب الاصلاح الشامل"، و"الشعب مصدر السلطات" و"الشعب يريد اصلاح النظام"، و"الحرية لجميع السجناء السياسين". وطالب المشاركون في اعتصام "ساحة النخيل " بوسط عمان بالإصلاح السياسي ومحاربة كل اشكال الفساد وتقديم الذين تسببوا فيه للعدالة محذرين الحكومة من المماطلة والتأخر في تنفيذ المطالب الشبابية العادلة المطالبة بالإصلاح. وأكدوا في كلماتهم أن الوطن وأمنه خط أحمر، مشددين على المحافظة على الوحدة الوطنية وتحقيق مطالبهم بالطرق السملية. كما طالبوا بالغاء اتفاقية وادي عربة وطرد السفير الاسرائيلي من عمان .. مؤكدين أن مسيرة الاصلاح دائمة ومستمرة حتى تتحقق جميع المطالب العادلة. وأكد المتحدث باسم حراك ذيبان عادل الجنادبة في خطبة الجمعة التي أقامها المعتصمون في ساحة النخيل على استمرارية الحراك الاصلاحي وسلميته مقارنة مع الحراكات الشعبية في دول عربية أخرى. وأشار إلى أن الحراك ومنذ انطلاق الحراك تعاطى بصبر وحكمة فيما يتعلق ببعض ما وصفها بتجاوزات بحق المعتصمين منها تعرضهم للضرب على دوار الداخلية وفي ذات الساحة مسبقا. وشدد الجنادبة على ضرورة وحدة الصف العربي ، مؤكدا أن العدو الأول والأخير هو الكيان الصهيوني. بدوره، أكد القيادي في الحركة الاسلامية في الأردن المهندس علي أبو السكر على استمرار الحراك السلمي حتى يتحقق الاصلاح ، مشددا على ضرورة اجتثاث الفساد واعادة الأجهزة الأمنية إلى دورها الدستوري والحد من تدخلها في الحياة المدنية. وانطلقت بعد صلاة الجمعة اليوم من أمام مسجد الحسيني الكبير بوسط عمان مسيرة سلمية شارك فيها العشرات من الفعاليات الشبابية والشعبية في الأردن. وطالب المشاركون بالمسيرة بالإصلاح ومحاربة الفساد وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ودعا المشاركون إلى تحقيق إصلاح دستوري شامل وإطلاق الحريات العامة واقرار قانون انتخاب ديمقراطي وحكومة برلمانية منتخبة تحقق تداول السلطة اضافة الى ترسيخ دولة القانون. وقد أعلن التجار في وسط عمان إغلاقهم لمحالهم التجارية بعد غد الأحد احتجاجا على جميع أشكال الاعتصامات والمسيرات والاحتجاجات التي من شأنها تعطيل حركة التجارة وتحقيق خسائر مادية لجميع التجار، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على النشاط السياحي لمنطقة وسط البلد وكافة المناطق السياحية في المملكة. وشهد حي "الطفايلة" في العاصمة عمان مسيرة دعا اليها تجمع الحي للإصلاح إنطلقت من أمام مسجد جعفر الطيار باتجاه جبل التاج ، وهتف المشاركون في المسيرة ببقاء الحراك السياسي في الشارع الاردني وبسلميته إلى حين تتحقق المطالب المنشودة من قبل الاردنيين .. مشددين على ضرورة أن ينزل بالفاسدين الذين سرقوا البلد أقسى درجات العقاب لأنهم خانوا وطنهم "على حد وصفهم". ورفض المشاركون في المسيرة الفزعات التي تحصل من قبل البعض لمنع محاكمة الفاسدين أو فرملة الوصول اليهم بطرق شتى .. داعين إلى المضي بعقاب من سولت له نفسه سرقة أموال الشعب، كما طالبوا بحكومات منتخبة. وعقب المسيرة شارك عدد من أبناء حي الطفيلة ولجنة أحرار الطفيلة بالاعتصام الذي نفذ في ساحة النخيل وسط العاصمة عمان. كما انطلقت مسيرة بعد صلاة الجمعة اليوم من أمام مسجد عمر بن الخطاب في محافظة الزرقاء (23 كيلومترا شمال شرق عمان) نظمتها جماعة الإخوان المسلمين للمطالبة بمكافحة الفساد وإصلاح النظام. وطالب القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عبدالمجيد الخوالدة في كلمة له خلال المسيرة بمكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين واصلاح النظام، مستنكرا ما وقع في محافظة "المفرق" قبل أسبوعين من حرق لمقر جماعة الاخوان المسلمين وتهجم على المسيرة. ونظمت لجنة شباب لواء ذيبان واهالي لواء ذيبان بمحافظة مأدبا (30 كيلومترا غرب عمان) مسيرة بعد صلاة الجمعة اليوم انطلقت من أمام مسجد ذيبان الكبير وصولا إلى دوار البلدة بمناسبة ذكرى انطلاق الحراك في ذيبان بداية العام الماضي. وأكد المشاركون أن الحراك الشعبي الذي بدأ العام الماضي جاء للمطالبة بمحاربة الفساد الذي خيم على البلاد ، مشددين على أن الحراك انطلق للمطالبة بلقمة العيش دون أي اجندات. وأشاروا إلى أن الحراك الشعبي لن يسمح لأحد بركوب موجته واستغلاله وحرفه عن اهدافه المطالبة بمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية. وردد المشاركون في المسيرة التي حملت شعار "جمعة الارادة الشعبية" شعارات تدعو الى محاربة الفساد الذي وصفوه بأنه سرطان العصر والمحافظة على الاردن ومكتسباته. وشهدت محافظة الطفيلة (180 كيلومترا جنوب عمان) مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة اليوم من أمام مسجد الطفيلة الكبير وسط المدينة باتجاه دار المحافظة ، حث المشاركون فيها الدولة على المضي قدما باتجاه الإصلاح السياسي ومحذرين من الإلتفاف على المطالب الشعبية، كما نددوا بالإعتداءات التي طالت المال العام خلال السنوات الماضية. وطالبوا بمحاكمة كل فاسد خان الأمانة التي اوكلت له واستعادة اموال الشعب وأراضيه وشركاته التي خصخصت ، مشيرين إلى أن الخصخصة لم تجلب للوطن إلا الدمار، حيث ضاعفت من الديون. وشددوا على أنهم باقون في حراكهم ومستمرون به حتى يتحقق الإصلاح المنشود ويروا الفاسدين خلف القضبان ، كما أكدوا رفضهم وجود برلمان مزورة انتخاباته مطالبين بحل مجلس الأمة بشقيه "النواب والأعيان" على أن ينتخب مجلس الأعيان أو يلغي. كما انطلقت مسيرتان في لواء بصيرا بمحافظة الطفيلة بعد صلاة الجمعة اليوم بين مؤيدة لاجراءات الحكومة ومعارضة لها ولم يحدث أي خلاف أو احتكاكات بين الأطراف المشاركة في المسيرتين وبعثت كل منها برسائل إصلاحية وفقا لمنظورها. ونفذت الحركة الإسلامية في محافظة إربد (90 كيلومترا شمال عمان) مسيرة انطلقت من أمام مسجد إربد الكبير حملت شعار "جمعة التجديد" شارك فيها أعضاء من الجبهة الوطنية للاصلاح والحراك الشعبي في الشمال، بالاضافة لما يسمى ب"تيار 36 " وحراك الوسطية وشهدت المسيرة ملاسنات حادة من قبل أعضاء في الحركة الاسلامية و"تيار36" بعد الاختلاف على من يتحدث أمام الجمهور، ورفض المشاركون في المسيرة استخدام الاردنيين ضد بعضهم البعض لاخماد الحراك. وأقيم مهرجان خطابي أمام مقر محافظة المفرق (75 كيلومترا شمال شرق عمان) وسط حراسة أمنية مشددة، وأكد المشاركون في المهرجان على أهمية الإصلاح في الأردن ومكافحة الفساد ، مشيرين إلى أن الخير سيعم على الجميع عند تحقيق المطالب التي لن تتأتى إلا بالتحرك الذي يتسم بالسلمية. وجاء المهرجان الذي دعت إليه تنسيقية الحراك الشبابي والشعبي في محافظة المفرق بعنوان" جمعة الارادة لا بديل عن الإصلاح ومحاربة الفساد" حيث شدد على أن الإصلاح قادم ولا بديل عنه ، مطالبين بضرورة أن يقر قانون انتخاب جيد وتجرى انتخابات نزيهة ، كما طالب المعتصمون بالغاء أي فكرة لانشاء مفاعل نووي بمنطقتهم. وقال شهود عيان إنه بالرغم من وجود عدد من المناوئين للحراك إلا أنه لم يحدث أي تصادم خاصة وأن تكثيفات أمنية وتعزيزات لوحظت في المكان خاصة بعد إحراق مقر الحركة الإسلامية في محافظة المفرق قبل أسبوعين من قبل مناوئين لحراكهم الإصلاحي. ونظمت مجموعة شبابية اعتصاما في ساحة بلدية جرش (48 كيلومترا شمال عمان) بعد صلاة الجمعة اليوم ردد خلاله المشاركون هتافات دعت الى التصدي للفساد ورموزه واستعادة ثروات الوطن ومحاكمة المسئولين عما وصفوه بتدمير مقدرات الوطن وبيعها. ورفع المشاركون شعارات طالبوا خلالها بتسريع عملية الاصلاح والانتقال من الاقوال الى الافعال وعدم المساس بحريات الافراد ،مؤكدين على سلمية حراكهم واحترام القانون وعدم التعدي بأي شكل على الدولة. ونفذ حراك الشوبك بمحافظة معان (250 كيلومترا جنوب عمان) وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة اليوم أمام مسجد التقوى في منطقة نجل تحت شعار "الربيع الاردني" أكد خلالها المشاركون أهمية تحقيق الاصلاحات السياسية. وأكد المشاركون في الوقفة على استمرارية الحراك للعبور بالوطن الى بر الامان .. داعين ابناء الوطن لمساندة الحراك الشعبي السلمي ومساندته لتحقيق مطالبه المتمثلة في تعديل باقي مواد الدستور وتأميم جميع الشركات والممتلكات الحكومية التي بيعت باسم الخصخصة للمحافظة على الهوية الاقتصادية للوطن وسيادة الدولة. وطالبوا كذلك بالاسراع في توجية الاصلاح الى قنواته الصحيحة التي ترقى الى مستوى طموح المواطن الاردني واعداد برامج وثوابت وطنية فيما يتعلق بقوانين الانتخابات والهيئة العامة للاشراف على الانتخابات وعدم تأجيل اجرائها واعادة صياغة مقدرات الوطن البشرية للارتقاء بالشباب الاردني واصدار ميثاق وطني يحافظ على الهوية الوطنية الاردنية وشموليتها بعيدا عن المكاسب السياسية. ونظمت اللجنة التحضيرية لحركة "الأردن بيتنا" اليوم عقب صلاة الجمعة وسط مدينة الكرك (130 كيلومترا جنوب عمان) وقفة ولاء وانتماء طالبت بتنظيم حوار وطني مسئول للوصول إلى رؤية وطنية جامعة تكون رافعة سياسية مهمة للأردن. وأكد المشاركون في الوقفة أن النظام الأردني يعتبر خيمة ترعى السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وأن الهاشميين يمثلون قيادة تاريخية للدولة الأردنية ، لافتين إلى رفض كل مايشاع جول فكرة الوطن البديل. وطالبوا بوجود قانون انتخاب يحفظ الهوية الأردنية، وبمحاربة الفساد وتحويل الفاسدين للقضاء وحل الأزمة الاقتصادية من خلال وضع مشروعات تعالج المشكلات الاقتصادية مثل البطالة وتنمية المحافظات. كما أكد المشاركون في الوقفة على رفض عودة حركة حماس أو أن تلعب أي دور من على الساحة الأردنية. وردد المعتصمون هتافات مناوئة للحركة الاسلامية مطالبين بضرورة تتبع الفساد ، كما ادانوا كافة التدخلات في الشأن الأردني من أي قوى خارجية. وأكدوا أنهم ليسوا ضد أي حراك اذا كان ينطلق من الثوابت الاردنية والحفاظ على مصلحة وأمن الوطن.