شمس الحرية هو الإسم الذى وقع عليه الإختيار لجريدتنا الغراء متأثرين كثيراً بالمرحلة الحرجة التى كانت تمر بها مصر آن ذاك ، حيث وجود جهاز أمن الدوله الذى تدخل فى كل صغيرة و كبيرة وقيد كل الحريات ، السير بخطوات سريعه نحو مسلسل التوريث ، الإنهيار الذى تشهده كل مؤسسات الدوله ، فضلاً عن تدهور التعليم و الصحة و الخدمات و الزراعة و الصناعه و غيرها من مناحى الحياة المصرية ، يضاف إليها عمليات التزوير العلنى لإرادة الشعب فى الإنتخابات البرلمانية و فرض برلمان مزور بالقوة مستخدمين الآله الأمنية و مساعديها من البلطجية ممن صنعهم النظام على مدى ثلاثين عاماً من الظلم و الفساد المنظم مستعينين بتعطيل القوانين المدروس جيدا ؛ كان املنا وقتها مجرد الشعور بنسيم الحرية المكبوته داخلنا منذ سنوات طويلة عانى فيها هذا الشعب الطيب ألوانا من القهر و الظلم و العذاب و إهدار كرامته التى أبى على مر العصور أن يستهان بها ، من هنا كان التفكير فى إصدار شمس الحرية قبل أن تمتد يد الجهاز الأمنى إلى الإصدارات الإلكترونيه و التحكم فيها كما يتحكمون فى أنفاس الشعب ، خاصة و أنهم كانوا يدركون جيداً خطورة وسائل الإعلام الإلكترونى و مدى سرعة إنتشارها و شعبيتها المتزايدة يوماً بعد يوم فضلاً عن شدة الخطورة التى تنطوى عليها فى حالة إمتلاك أحد النشطاء السياسيين المعروفين بالعداء الشديد للنظام و أعوانه الفاسدين فى الدولة لمثل هذة الوسائل الإعلامية ، بالفعل كانوا يدرسون كيفية السيطرة على الإصدارات الإلكترونية إلا أن الوقت لم يسعفهم حيث قامت ثورة الخامس و العشرين من يناير المجيدة التى حلمنا بها جميعاً ليس فى مصر وحدها إنما فى العالم العربى أجمع لتخلصنا من ظلمات عقود طويله فرضها علينا العالم الغربى المحتل من خلال مجموعه من الحكام الأغبياء الذين دمروا أوطانهم فى سبيل إرضاء الغرب من أجل الحفاظ على كرسى العرش مهما كان ثمن ذلك . قامت ثورة الخامس و العشرين من يناير المجيدة أثناء الإعداد لظهور جريدتنا الغراء فإنشغلنا بالمشاركه فى الثورة و صناعة الحرية للوطن الغالى ، ثم واصلنا العمل الدءوب بعد إسقاط النظام الفاسد حتى أشرقت شمس الحرية علينا لتزهر أشجار الربيع العربى التى إرتوت بدم شهداء الحرية الأوفياء.. منذ يومها الأول و قد عاهدنا الله أن نحمل هموم هذا الوطن الغالى على عاتقنا و أن نعمل جاهدين على المرور به من عنق الزجاجة غير مدخرين أى جهد أو عرق فى سبيل رفعة عالمنا العربى الذى أثبت للعالم أنه جسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعت له باقى الأعضاء بالسهر و الحمى ولو كره الكارهون من الحكام و المتأمرون فى الداخل و الخارج و المأجورين و أصحاب الأجندات ؛ فالشعب العربى نسيج واحد يظهر طبيعة معدنه وقت المحن ولن يستطيع أحداً تمزيقه مهما كانت حيله أو أساليبه . الإنتخابات البرلمانية ، هى الحدث الأبرز فى وقتنا الحالى خاصة بعد مرور مرحلتين منها و ننتظر الثالثة و الأخيرة خاصة و أن المرحلتين السابقتين شهدتا إكتساح للفصائل الإسلاميه " الإخوان و السلفيين" متوقعين أن تكون المرحلة الثالثة كسابقتها .. أيا كانت النتيجة المهم أن تكون معبرة بالفعل عن إرادة الناخبيين الحقيقية و أن يدرك أعضاء البرلمان القادم أنه ليس مجرد سلماً لتحقيق حلم و إحياء مشروعات قديمه لهذة الفصائل التى ظهرت نواياها فى الأيام القليلة الماضية من خلال عقد إجتماعات و لقاءات تليفزيونيه مع جهات أجنبية و الإدلاء بالعديد من التصريحات التى تنبىء عن شىء خطير لا يعلم مداه إلا الله . ختاماً لمقالى الأول أريد أن أذكر هذا الشعب العريق بدماء شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم من أجل أجيال قادمه أرجو أن نتقى الله فيهم و أن نصنع لهم مستقبلاً مشرقاً ملىء بالأمل والإبتسامه و ليس الصراع من أجل السلطه و الفرقة و التشرذم و تنفيذ الأجندات الخارجية و تقديم الفرص الذهبية لأعداءنا كى يقضوا على حاضرنا و مستقبلنا و طمس معالم الماضى العريق الذى بدأ بحريق المجمع العلمى و القضاء على حضارة سبعة الاف عام ، أذكركم من ليس له ماضى ليس له حاضر ولا مستقبل .