تبدأ غدًا الثلاثاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد سلسلة من المناظرات شهدت سجالاً واسعًا بين كل من المرشحين ميت رومني المرشح الجمهوري، والرئيس الحالي باراك أوباما المرشح الديمقراطي. وبين صعود وهبوط طفيف لكل منهما في الفترة الماضية أظهرت آخر استطلاعات الرأي بعد المناظرة الأخيرة التي أجرتها قناة "إيه بي سي نيوز" وصحيفة ال "واشنطن بوست" تعادل المرشحين وتساوي حظوظهما بحصول كل منهما على نسبة 50% من إجمالي هؤلاء الذين حسموا اختيارهم. وطرح الموقع السياسي الأمريكي "بوليتكو" سيناريوهات خسارة رومني وفوز الرئيس الديمقراطي أوباما بالانتخابات، مشيرة إلى أنه في هذه الحالة ربما تكون الخسارة صعبة على الجمهوريين، لكن الأصعب من ذلك هو أن يجد الجمهوريون مبررًا لهذه الخسارة. وذكر الموقع أن أوباما بدأ هذا العام، وهو يعتبر الرئيس الأقل حيلة بين هؤلاء الذين جلسوا على هذا الكرسي من قبل، بحزب كان قد خسر الانتخابات النصفية التي أجريت في 2010، باقتصاد تصفه الصحافة الأمريكية ب "الأعرج"، حتى مجالاته في إصلاح نظام الرعاية الصحية هناك جاءت مثيرة للجدل، حتى مواطن قوته المتمثلة في الأمن القومي والقبول الذي تلقاه سماته الشخصية لدى المواطن الأمريكي باتت محل شك. وتابع "بوليتكو": ولهذا فإنه في حال تمكُّن أوباما من الفوز بالانتخابات، فإن الحزب الجمهوري سيمر بعملية مؤلمة من الفحص الذاتي والنقاش الداخلي لبحث الخلل المتفاقم الذي صل بهم إلى هذه الدرجة من السوء، ولن يقتصر الجدل في حينها على الأداء السياسي فقط، بل سيشمل إعادة صياغة لحملات الحزب المنتظرة في الأعوام القادمة 2014 - 2016 وما بعدها. وأضاف: "يتضح ذلك من ظهور تبريرات مسبقة حتى قبل أن تبدأ الانتخابات المزمع إقامتها غدًا حول أسباب فشل رومني، ومن المؤكد أن رومني سيكون هو كبش فداء للحزب الجمهوري بأكمله". ولفت "بوليتكو" إلى أنه من ضمن هذه المبررات الاستباقية التي ظهرت تلك التي قالت إن الجمهوريين لم يتلقوا خبر ترشُّح رومني بفرحة غامرة، بل إن بعضهم رأى فيه مرشحًا غير كفء في الانتخابات التمهيدية التي جرت في 2008.. مشيرًا إلى أن إعصار ساندي الأخير قد يلعب دورًا هامًّا في فوز أوباما وشعبيته، فالصحافة ووسائل الإعلام يبرزان الاستعدادات التي تتم لذلك وزيارات الرئيس أوباما ومجهوداته لإغاثة هذه المناطق وتصاعد نغمة "لا بد من الوقوف خلف الرئيس في مثل هذه المناسبة". وأكد الموقع السياسي أنه على مستوى أعمق فإن رومني يعد مرشحًا سيئ الحظ، فقد تأثرت حملته بالأزمة المالية التي لحقت بالخدمات الصناعية في 2012، وقد نال رومني حظًّا أوسع من انتقادات الديمقراطيين بسبب ثورته الكبيرة واتهامه باستغلال نفوذه ووصفه بأنه المرشح الأقرب ل "وول ستريت" في تاريخ الانتخابات الأمريكية. وأوضحت: "لم يقتصر هجوم الديمقراطيين على رومني في هذا الشأن أيضًا، بل كذلك خلال المناظرات التي جرت اتهموه بأنه غير واضح لا يجيب إجابات دقيقة ولا يقول شيئًا، وأن أوباما فشل في إعادة الأوضاع الاقتصادية في البلاد لأوضاعها المستقرة والوقوف بها على أرض صلبة، بينما لم يفصح عن أي شيء يتعلق بأجندته الخاصة لتحقيق ذلك، وبقى حتى الآن غامضًا في هذا الشأن".. مضيفة: "وأخيرًا فإنه لن يكون من العدل إلقاء اللوم على رومني وتحمله المسؤولية وحده، ولكن هذا هو ما سيحدث على أية حال".