التباين بين الحالة التي كانت عليها سينما روكسي " المغربية " قبل عرض فيلم "الطفل الشيخ" وبين المؤتمر الذي عقد لمناقشة الفيلم كان كبيرا ، ففي الموقف الأول كان الزحام في السينما كبيرا وكثيرون اضطروا للجلوس على درجات السلم لمشاهدة الفيلم ، بينما في المؤتمر الصحفي تعالت أصوات النقاد والصحفيين وهجومهم على الفيلم الذي وصل لإتهامه بالإساءة إلى السينما المغربية. الفيلم عرض في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة وهو من إخراج السينمائي المغربي الكبير حميد بناني، وبطولة الفنانة سناء موزيان وفرح الفاسي، ويحكي عن مقاومة قبيلة "آيت عطا" للإحتلال الفرنسي في الفترة بين 1923 و 1933 ، وبدأ الفيلم بعبارة كتبت على التيتر بأنه يجسد ملحمة مغربية عظيمة، وكانت بداية الفيلم موفقة بالفعل وجعلتنا ننتظر الملحمة التي لم تأتي حتى انتهى الفيلم وإنما إنتهت الملحمة لصراح انثوي على " سعيد" وهو الرجل الذي كان مخولا به قيادة المقاومة حتى ماتت إحدى المرأتين وفقد سعيد بصره. المخرج الذي احتد عليه النقاد ووصفوا فيلمه بالسيء دافع عن نفسه قائلا أن الفيلم تعرض لصعوبات مادية جعلته غير قادر على تصوير مشاهد المعارك أو تنفيذ السيناريو الموضوع سلفا، فالأفلام التاريخية تحتاج لميزانية ضخمة وهو ما لم يتوفر مما جعله مضطرا للإلتفات على النص وتقديمه بهذه الصورة. الفنانة المغربية سناء موزيان عندما سألت عن ما إذا كانت راضية عن الفيلم بعد مشاهدته قالت أنها تعبت في تصويره لمدة عامين وعلى الورق كانت ترى فيلم أخر ولكنها سعيدة أن الفيلم رأى النور في النهاية، سناء في تصريحات خاصة لبوابة الشباب قالت أنها استعانت بخبراء وأفلام تسجيلية قديمة ترصد ملابس النساء في هذه الفترة، كما أنها لم تضع أي مساحيق تجميل لن النساء هناك لا يستخدمون إلا الكحل، سناء قالت أنها اصيبت في قدمها بسبب استخدامها للحلي الأمازيغي القديم ثقيل الوزن، سناء أوضحت أيضا أن السيناريو حذفت منه مشاهد كثيرة لضغط الميزانية، وأن المشهد الختامي والذي يحكي فيه البطل ما حدث، كان من المفترض أن يكون تمثيل للأحداث وليس مجرد حكي لها ولكن المخرج اضطر لهذا. الفنانة المغربية الجميلة فرح الفاسي قالت في تصريحات لبوابة الشباب أنها من منطقة مختلفة تماما عن التي صور الفيلم عنها، حتى أنها لا تفهم الأمازيغية ولكنها غنت بها دون أن تفهم الكلمات التي تغنيها، فرح قالت أن كل ما ورد في الفيلم كان موثق تاريخيا، وعن دورها كمقاومة للإحتلال وابنه لشيخ القبيلة قالت أن المغربيات كان لهم دور كبير في المقاومة حتى أن هناك قرية قتل كل رجالها فقاتلت نسائها الإستعمار وحدهم وحملوا السلاح واستهد كثيرات منهن.