اثارت كتب الدراسات الاجتماعية التى ستطرح بالنصف الثانى من العام الدراسى والمقررة من وزارة التربية والتعليم على طلاب الشهادتين الابتدائية والاعدادية جدلا كبيرا ، بسبب تناولها لفترة حكم مبارك .. والتى ذكر فيها أن سياسته الخارجية كانت موفقة ، فقد قام بتوطيد علاقات مصر بدول العالم العربى والخارجى ، مما أدى لاستعادة مصر عضويتها فى جامعة الدول العربية عام 1990 وعودة مقر الجامعة للقاهرة، كما حرص بحسب الدرس على تحقيق التضامن العربى. ويضيف الدرس أن "مبارك" كان حريصا على تطوير الاقتصاد فاهتم بزيادة الصادرات وفتح أسواق خارجية ، وطور البنية التحتية والمواصلات ووسائل النقل، والتوسع فى إنشاء الطرق والكبارى ، واستصلاح المزيد من الأراضى الصحراوية وتنمية المدن الجديدة وتزويدها بالخدمات العامة ، والتوسع فى بناء المدارس والجامعات الحكومية والخاصة وإنشاء مكتبة الإسكندرية وإعادة بناء دار الأوبرا المصرية، وعلى المستوى الاجتماعى يشير الكتاب إلى محاولات "مبارك" تحقيق الأمن والاستقرار الداخلى للوطن والمواطنيين عبر مواجهة الإرهاب، والتوسع فى تقديم الخدمات الاجتماعية ورعاية المحتاجين وزيادة دعم ومعاش الضمان الاجتماعى ، وزيادة الإنفاق على السلع والخدمات لمحدودى الدخل وإقامة مشاريع تنمية الإنتاج الزراعى. كما يؤكد الدرس على أن مبارك هو من قاد القوات الجوية فى حرب أكتوبر 1973، مع كتابة نبذة تاريخية عن مكان وتاريخ مولده ومؤهلاته ، وفى النهاية يدعو مؤلف هذا الجزء الطلاب إلى البحث عبر الإنترنت عن أهم المشروعات التى تمت فى مصر خلال الفترة من عام 1981 حتى 2011 ، وهذه الفترة هى الفترة التى تولى فيها "مبارك" رئاسة البلاد لمدة 30 عاما . لكن هناك كثيرين من كتاب وأساتذة علوم التاريخ انتقدوا صياغة كتب الدراسات على هذا النحو، ووصفوا مؤلفى هذه الكتب بأنهم يخدعون الأجيال ويخفون الحقائق ، ولذلك اتصلنا بالدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بجامعة حلوان واحد أعضاء اللجنة التى قامت بتأليف كتب الدراسات الاجتماعية التى أثارت هذا الجدل للصفين السادس الإبتدائى والثالث الإعدادى ، فقال : فى البداية أحب أن أوضح أننى لم أقم بتأليف كتب الدراسات الاجتماعية المقرر دراستها بالنصف الثانى من العام الدراسى كاملة بل شاركت فى صياغة الجزء المضاف عن الثورة فقط. ويصف الدسوقى الإنتقادات الموجه إلى اللجنة الواضعة للجزء الذى يتناول ثورة 25 يناير وفترة حكم مبارك بأنها غير علمية والهجوم لمجرد أسباب شخصية فقط، فهذا الهجوم لمجرد أن أصحابه لم يختاروا ضمن اللجنة ، أن الهجوم غير علمى لأن من يهاجمون لايذكرون أسباب إنتقادهم ويحددون الأجزاء غير الصحيحة ويختزلون الحقيقة،ونحن ذكرنا أعمال مبارك ولم نقول إنجازات ، فمن الصعب أن تتجاهل 30 عاما من تاريخ مصر فماذا نذكر فى كتب التاريخ عن هذه الفترة وماذا نقول للطلاب والأجيال القادمة عن الذى كان يحكم مصر. هل من المعقول أن الحاكم طوال هذه الفترة لم يفعل شئ ، فعلى سبيل المثال عندما نتطرق للحديث عن عودة طابا التى عادت عام 1989 ماذا نقول للطلاب هل عادت ومبارك لم يكن هو المسئول عن عودتها ، فترة الثمانينات وبداية التسعينيات التى كانت مصر كلها تحارب الإرهاب حتى تم القضاء عليه هل نتجاهلها ونقول أن الإرهاب قضى عليه بدون مواجهة من الشرطة ، بالنسبة للحديث عن تطوير البنية التحتية ووسائل المواصلات والإتصالات فهذه المشاريع تم عمل نقلة بهم فى عهد مبارك. كما قلنا أن هناك ثورة شعبية قامت واطاحت بحكم مبارك ونظامه وذكرنا أنه رغم كل هذه الأعمال التى قام بها إلا أنها لم تكن كافية لتلبية طموحات المصريين واحتياجاتهم فأنهوا حكمه، وأن الفساد بدأ فى الإنتشار فى جميع مؤسسات الدولة، وذكرنا أسماء الشباب الذى أستشهد يوم 28 يناير والتى سميت بجمعة الغضب الأولى. فالتاريخ كما تعلمنا أمانة يجب أن تذكر فيها إيجابيات وسلبيات كل عهد وعصر ، وأن لم نفعل ذلك نكون خائنين للأمانة ولأنفسنا ، وعن أسباب عدم ذكر محاكمة مبارك ورجال وأسرته يقول الدسوقى : هناك قاعدة فى كتابة التاريخ تقول " لايكتب التاريخ إلاعندما يغلق الملف السياسى" وحتى الأن الملف السياسى لم يغلق فلذلك كان الرصد من بداية حكم مبارك وحتى 11 فبراير تاريخ رحيله من السلطة ، اما باقى السيناريو فيضاف العام القادم وليس هذا العام حتى لانكون مخالفين للقاعدة السالف ذكرها، ولكن من الأسف فهناك من يهاجم لأسباب شخصية أو الهجوم من أجل الهجوم، ولذلك قررت أن لاأشترك فى العمل العام مرة أخرى واحب أن اؤكد على أننى لم أتلقى أى تعليمات أو توجيهات من وزير التربية والتعليم أو اى مسئول بالدولة بخصوص المادة التى تم صياغتها بكتب الدراسات وماقمت به كان الرقيب عليه ضميرة وأمانتى العلمية.