أكدت دار الإفتاء المصرية ، أن المسلمون أجمعواعلى أنه يجبُ تعظيمُ القرآن الكريم واحترامُه وصَوْنُه عمَّا لا يليق بواجب تقديسه ، وعليه فإن كانت طباعة شكل المصحف أو كتابة بعض آياته الشريفة على كيك المناسبات تؤدي إلى امتهانه فهذا فعل لا يجوز شرعًا ، أما إذا انتفى ذلك وقُصد التبرك به فلا مانع شرعًا . وقالت دار الإفتاء في فتواها : أن الاحتفال بالمناسبات هو أمرًا جائزٌ شرعًا ؛ لما فيه من إشاعة الفرح والسرور ، خاصَّة أيام الميلاد التي يتذكَّر الإنسان فيها اليومَ الذي أنعم الله تعالى عليه فيه بإبرازه للحياة ، وإقامته لعبادة الله من تذكُّر النعمة والتحدُّث بها ؛ حيث ندب الشرعُ الشريفُ إلى ذلك في نحو قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 5] .وقد اشتهر في ذلك بين الناس عمل حلوى وتورتة وكيك وتزيينها بكتابة أسمائهم عليها أو كتابة بعض العبارات ، أو وضْع صورهم عليها ، وذلك من المباحات التي لا حَرَجَ فيها شرعًا . وتابعت دار الإفتاء : أما طباعة شكل المصحف الشريف ، أو كتابة بعض الآيات القرآنية عليها ؛ فإنَّ حكمَها يختلفُ باختلاف القصْدِ منها كما ذكرنا سلفا :فإن كان القصْد منها الامتهان فلا يجوز ؛ لما في ذلك من الاستخفاف برمزيته المقدسة والتقليل من هيبته ومكانته لأن القرآن الكريم يجب احترامُه وصَوْنُه عمَّا لا يليق بواجب تقديسه ، وحفْظُه وصوْنُه عن النجاسات وعن القاذورات ، ولا يوضع بالمواضعِ التي يُخشى وقوع الامتهان فيها لشيء منه ؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۞ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ۞ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 77-79] ، وقال عز وجل: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۞ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الزخرف: 3-4] ، وقال سبحانه: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: 30] . وأضافت دار الإفتاء : وأما إذا كان القصد بطباعة شكل المصحف الشريف أو كتابة آياتٍ من القرآن الكريم على كيك المناسبات هو التبرُّك به فهو جائز شرعًا . والله سبحانه وتعالى أعلم