نعم .. قرعة جميلة و لطيفة و مبهرة و ايضا مهلمة بكل المقاييس .. تلك التي جرت قبل عدة ايام فوق سفح اهرامات الجيزة و التي استضافت نجوم القارة السمراء و الذين سيتنافسون في السنخة التاريخية القادمة من نهائيات كاس الامم الافريقية في " مصر 2019"و التي ستحظى لاول مرة بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16 وستقام لاول مرة في الصيف بعد انتهاء الدوريات الاوربية و المحلية والقارية .. جاءت القرعة في " مسرح " تاريخي .. خيالي بشهادة الجميع وفي موقع تراثي سياحي حضاري بامتياز , وباخراج تليفزيوني اكثر من رائع وبامكانيات وبكفاءات مصرية خالصة قوامها الفيو والاطلالة الرائعة لاهرامات الجيزة و لابو الهول حيث لعب فيها الظل و المؤثرات الضوئية والسمعية دور البطولة بجانب المسرح و التنظيم العالمي الذى يبشر بلا شك بمنافسات قوية و مثيرة بين جميع المنتخبات المشاركة و التي تمثل اعتى واقوى المنتخبات على مستوى القارة , عطفا علي كم النجوم من المحترفين الذينسيتنافسون وعلى رأسهم نجم مصر وفخر العرب محمد صلاح افضل لاعب في افريقيا في العامين الاخيرين و افضل لاعب في الدوري الانجليزي الموسم الماضي و هداف الدوري الانجليزي والذي لايزال ينافس على هذه الالقاب جميعا في حتى الان . وستحظي البطولة بمشاركة اغلى المحترفين في في الدوريات الاوربية الذين سيتنافسون ايضا امام انظار العالم و بمتابعة خاصة من السماسرة ووكلاء اللاعبين الذين يبحثون عن كنوز جديدة في مناجم محترفي القارة السمراء . وبعيدا عن السلبيات التى يحلو للبعض من اعداء النجاج رصدها او اصطيادها فان القرعة جاءت مرة اخر ى مبهرة و ايضا مهلمة وهو ما أكده نجم السنغال الاسبق و الشهير الحاج ضيوف خلال مشاركتة في مراسم سحب القرعة حيثما عبر عن انبهاره بالتنظيم المتقن وتساءل عما اذا كان هو الحال في القرعة فما ذا نتوقع و نتخيل ان يكون حال التنظيم في المباريات و البطولة ككل في كافة مدن و ملاعب مصر , وكان نقل مراسم القرعة الذى حظي بنسبة مشاهدة قياسية من الملايين عبر الاقمار الصناعية في مختلف قارات العالم بمثابة الحافز الكبير لكي بدأ الكثيرون بالترتيب لزيارة مصر سياحيا خلال شهورالصيف القادم وهو مايبشر باستعادة مصر لكانتها السيايحية الطبيعية والمستحقة كما كانت دائما علي مستوي الخارطة العالمية , ولم تمضي ساعات قليلة على مشاهدتي لمراسم القرعة وقد تلقيت رسالى خاصة من احد اصدقائي الصحفيين العرب والذي يقيم في المانيا حيث يعمل هناك ليسالني عن كيفية التسجيل لحضور مباريات البطولةعلى نفقته الخاصة ..وهذا يؤكد ان هناك الالاف من الاعلاميين و المراسلين الذين سيتوافدون على ارض مصر لتغطية البطولة ويؤكد ايضا على مدى الثقة التي تحظى بها مصر من امن و امان و استقرار , وبعيدا عن القرعة وفقراتها الفنية و ديكورها و اسلوب الاخراج و التصوير المبهر وما صحابها من متابعة مباشرة لمراسم وصول الكاس من المطار برفقة اللاعب سونج كابتن منتخب الكاميرون السابق وحامل اللقب من المطار الى موقع الحدث , فان المجموعات جاءت جميعها في رأيي متوازنة ولم يعد فيها ما يسمى بالمجموعة السهلة و المجموعة الصعبة او حتى المجموعات الطيفة كما وصفها صديقي الناقد الكبير الاستاذ حسن المستكاوي او حتى ما يسمى بالمجموعات الحديدية او النارية او مجموعة الموت او كسر العظام كما يحلو للبعض ان يصفها وكلها مصطلحات قديمة , لان كل الممنتخبات الاربعة والعشرين قدحجزت مكانها وسط الكبار بعد مشوار طويل و عن جدارة واستحقاق ولذلك فلا يمكن للتقليل من شأن اي منتخب حتى لو كان يشارك لاول مرة في النهائيات امثال منتخب مورتانيا او منتخب بنين , لانه لم يعد في كرة القدم الحديثة الان ما يسمى بالممنتخب الصعب او المنتخب السهل , وقد يجوز التصنيف بناء على التاريخ و حجم الانجازات و الخبرة والمكانة , فهناك على الورق منتخبات شمال افرقيا مصر و المغرب و الجزائر و تنونس و اخيرا موريتنانيا بعد اختفاء منتخب ليبيا ,وهناك منتخبات غرب افريقيا العتيده وفي مقدمتها الكاميرون ثم غانا و كوت ديفوار و نيجيريا و السنغال و كلها منتخبات عالمية بمحترفيها و بخبراتها المونديالية بامتياز. بالطبع فقد جاء توزيع المنتخبات كما كان كمتوقعا بالتساوي متوازنا بناء على مستويات التصنيف المتدرجة ورغم كل ذلك فان المنتخبات الاخرى التي تمثل القوى الصاعدة او الجديدة على الخارطة الافريقية جاهزة لتحقيق المفاجات امام المنتخبات العريقة التى يجوز وصفها بانها القوى التقليدة او القديمة في الخارطة الافريقية ,و على هذا فانني انتظر خلال الاسابيع القليلة القادمة ان يبدأ كل مدير فني بتجهيز اسلحته الفنية و البدنية بجانب رصد و متابعة تحضيرات الممتخبات المنافسة في كل مجموعة , حسنا فعل مدرب منتخب مصر أجيري بالبحث عن لعب مباراتين وديتين خلال المعسكر الاخير قبل الدخول في معمعة المنافسات وبشكل يحاكي المنتخبات التي سيواجهها منتخب مصر وهي بالترتيب زيمبابوي و اوغندا و الكونغو و التي تجسد عمليا الكرة الافريقية الشرسة . واخيرا على جماهير مصر الاستعداد من الان لاستعادة ذكريات الحالةالجميلة التي عاشتها مصر وكل الدول العربية معها مع المعلم حسن شحاتة عندما قاد منتخب مصر للفوز باخر ثلاث القاب بشكل متتالي .. وللتذكير فان القرعة قد افرزت عن الآتي : المجموعة الأولى: مصر- الكونغو الديمقراطية - أوغندا -زيمبابوي المجموعة الثانية : نيجيريا - غينيا - مدغشقر - بوروندي المجموعة الثالثة: السنغال - الجزائر - كينيا - تنزانيا المجموعة الرابعة: المغرب - كوت ديفوار - جنوب إفريقيا - ناميبيا المجموعة الخامسة: تونس- مالي - موريتانيا - أنغولا المجموعة السادسة: الكاميرون - غانا - بينين - غينيا بيساو. ومصر ستلعب في الافتتاح مع منتخب زيمبابوي يوم 21 يونيو ثم تلاقي منتخب الكونغو يو 26 يونيو ,ثم تختتم مرحلة المجموعات بلقاء منتخب اوغندا يوم 30 يونيو , و للتذكرة فان اخر لقاء جمع مصر مع زيمباوي كان في تصفيات كاس العالم عام 2013 و فاز فيها منتخب مصر بنتيجة 4-2 و قد افتتح الاهداف النجم ابو تريكو قبل ان يسجل النجم محمد صلاح هاتريك