إبراهيم عنتر يخرج بحلمه من عنق الزجاجة !

فنان شاب يصمم مراكب خشبية رائعة داخل زجاجات ويتمنى الإبحار بها نحوالعالمية
نجح فى إنتاج 400 زجاجة حتى الآن .. و"المجسم" الواحد يستغرق منه 10أيام
الطريق الى التميز ليس مستحيلا وتسلق القمة يحتاج إلى الصلابة .. فقط أنت بحاجة إلى معرفة كيفية الوصول للطريق الصحيح مهما كانت المسافات بعيدة ، وربما تبدو فكرتك بسيطة .. لكن المهم أن تؤمن بنفسك تماماً مثل الفنان إبراهيم عنتر الذى بدأ مشروعة الصغير بفكرة مبتكرة أصبح ينافس بها لكى يصل إلى العالمية ، فهو يصنع السفن التاريخية داخل قوارير من الزجاج ويتميز بمهارة ودقة فائقة ، تفاصيل أكثر سنعرفها منه في الحوار التالي .
مركب الشمس
يقول الفنان الشاب ابراهيم عنتر : عمرى 32 سنة تخرجت في معهد حاسب آلى وعملت فى أكثر من مهنة منها مندوب مبيعات ثم أمين مخزن ، كما عملت فى أحد البازارات السياحية، وفى هذه الفترة جاء سائح اسباني الجنسية يسألني عن مركب الشمس الفرعونى الموجود داخل زجاجة.. وقتها قلت له الموجود حاليا فى مصر الرسم بالرمال داخل زجاجة لكن فكرة مركب داخل زجاجة لم تكن معروفة ، وطلبت من السائح آن أرى صورة للنموذج الذى يسأل عنه ولم يكن لدية ، وعندما عاد إلى بلده أرسل لى الصورة عن طريق المرشد السياحى الذى كان مرافقاً له ، وبدأت فعليا أقوم بالتفكير فى تنفيذ الفكرة ومحاولة تصنيع مركب خشبى صغير وادخاله داخل زجاجة .
مراكب الاقصر
ويكمل إبراهيم عنتر : بدأت أحضر مراكب صغيرة من الخشب وأقوم بعمل تصميم مجسم لشكل مركب الشمس الفرعونى وأعمل نماذج للمراكب النيلة الشراعية فى الأقصر وأسوان ، وبدأت التنفيذ الفعلى فى شهر ديسمبر 2011، وكانت أول زجاجة اشغلت عليها من "البيركس" وهى زجاجة تم صناعتها خصيصا لى ، ولكننى اكتشفت عيوباً فى زجاج البيريكس بداية من آن تكلفته عالية جدا إضافة إلى أن هذه النوعية تتعرض للكسر بسهولة حتى في أثناء الشغل عليها ، فبدأت فى تجربة أنواع أخرى من الزجاجات الفارغة حتى عرفت أفضل نوع ، وكانت مشكلتي الثانية هي عامل الوقت ، فى البداية كانت الزجاجة الواحدة تستغرق نحو شهر عمل ثم تطور الحال معى حتى اصبحت الزجاجة الواحدة تستغرق منى 10 أيام عمل ، كل يوم أعمل من ثلاث إلى خمس ساعات عمل متواصل حتى أصبح إنتاجى الشهرى الآن ثلاث زجاجات بهم مركب خشبى صغير .
السر فى الزجاجة
و يضيف إبراهيم عنتر صاحب مشروع مجسمات المراكب : هناك زجاجات تباع من مخلفات الفنادق الكبرى سعر الواحدة نحو 30 جنيهاً بينما توجد زجاجات يصل سعرها إلى 600 جنيه ، وما يتحكم فى السعر هو درجة سمك الزجاجة وجودة الزجاج ، وبعد 8 سنوات أصبحت لدى الخبرة فى أفضل الأماكن والأسعار لأن نوعية الزجاج يساعدني في أثناء العمل ، فانا استخدم أدوات لتخريم الخشب عبارة عن إبرتين طويلتين واقوم بوضع المركب الخشبي داخل الزجاجة وتثبيتة اضافة الى الشراع الذى اقوم بتركيبة على المركب داخل الزجاجة وليس خارجها، والشراع استعمل فيه خامات مثل الجلد او الكتان او القماش او ورق البردى واقوم بتنفيذ كل شىء داخل الزجاجة مما يحتاج منى دقة وهدوء في أثناء العمل .
التسويق
ويختتم إبراهيم عنتر قائلاً : فى بدية تنفيذ مشروع قررت ان اترك العمل فى القطاع الخاص حتى أصبح حراً واستطيع ممارسة هوايتي ، وفعلا بدأت مشروعي برأس مال قليل يتمثل فى الأدوات والخامات التى استعملها ، وكان هدفي من البداية ان المكسب سوف يكون رأس مال جديداً حتى يستطيع المشروع ان يصرف على نفسه ، ولم أفكر فى تشغيل عمال معى لانه ليس حلاً لزيادة لإنتاج ، فالزجاجة الواحدة يجب ان يعمل عليها شخص واحد لان بها فن فى إنتاج هذه الزجاجة ، وحتى الآن قد قمت بعمل نحو 400 زجاجة بها مركب خشبى .. ولكل مركب طابع خاص من مراكب الشمس إلى المراكب الشراعية ، وأسعار الزجاجات التى أقوم بتصنيعها يتراوح بين 500 و1500 جنيه ، وأقوم بتحديد السعر حسب نوعية الخامات التي استخدمها ، وطبعاً اكبر العقبات التي واجهتني وتواجه أغلب أصحاب المشروعات الصغيرة المتعلقة بالعمل اليدوي و الحرف اليدوية هي التسويق لهذه المنتجات ، ولم حاول بيع الزجاجات عن طريق صفحة "الفيسبوك" والسبب ان الناس لن تقدر المنتج ولا قيمة الزجاجة ولا قيمة العمل والجهد المبذول فيه لأنها مجرد صورة ، لهذا أشارك فى المعرض التابعة لجهاز تنمية المشروعات وعدد من المعارض الأخرى ، وقد شاركت فى معرض تراثنا التابع لجهاز المشرعات وقد تم إعطائى مكان متميز فى المعرض إضافة اننى شاركت فى معرض فى دولة البحرين وهو تابع أيضا لجهاز تنمية المشروعات ،وارى ان اكبر واهم حل لمشكلة التسويق لمنتجات الحرف اليدوية مثل مجسم المركب فى الزجاجة والذى اقوم بتصميمة هو المعارض الدولية والمعارض المحلية التى تقام فى مصر واما عن احلامى للمستقبل فهى بسيطة اتمنى ان يعرفنى الجميع وأتمنى أن أصل للعالم كله تحت اسم مصر واتمنى ان يكون لدى مكان صغير ممكن نقول منفذ بيع او محل صغير فى مكان يكون سياحى حتى يرى السائح المنتج ويكون فى متناول يده بمنتهى البساطة والسهولة لانه يحمل اسم مصر ويمثلها فى الخارج.