قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الشهيد هو من مات في سبيل الله تعالى ، والأصل في الشهيد هو شهيد المعركة . لكنْ هناك أنواعٌ أخرى من الشهداء ذكَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد عنه ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «...مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟» قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: المطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالمبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَالْحَرَقُ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالمرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ» أخرجه أبو داود . والحرق: أي الذي مات بحريق النار ، والمطعون: المصاب بمرض الطاعون ، وصاحب ذات الجنب: مرض يكون في جانب البطن ، وصاحب الهدم: الذي انهدم عليه البناء ، والمبطون: الذي يموت بداء البطن (الأمراض الباطنية) ، وذات الجُمع: المرأة التي تموت أثناء الولادة . وتابع مركز الأزهر : فهؤلاء يطلق عليهم شهداء ، لكنهم يغسلون ويكفنون ويُصلّى عليهم . قال الإمام ابن قدامة في كتاب المُغنِي: (فَأَمَّا الشَّهِيدُ بِغَيْرِ قَتْلٍ ، كَالمبْطُونِ ، وَالمطْعُونِ ، وَالْغَرِقِ ، وَصَاحِبِ الهَدْمِ ، وَالنُّفَسَاءِ ، فَإِنَّهُمْ يُغَسَّلُونَ ، وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ) اه . والذي مات بحريق النار إذا لم يمكن تغسيله فإنه يُصَبُّ الماءُ عليه ، فإذا خيف تمزُّقُ جسدِه فإنه يُيَمَّمُ - إن أمكن -، ويكفَّن ويُصلَّى عليه . قال الإمام ابن قدامة في كتاب المغني : (وَالمجْدُورُ ، وَالمحْتَرِقُ ، وَالغَرِيقُ ، إذَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ غُسِّلَ ، وَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالْغُسْلِ صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ صَبًّا ، وَلَمْ يُمَسَّ ، فَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالماءِ لَمْ يُغَسَّلْ ، وَيُيَمَّمُ إنْ أَمْكَنَ ، كَالحَيِّ الَّذِي يُؤْذِيه الماءُ ، وَإِنْ تَعَذَّرَ غُسْلُ الميِّتِ لِعَدَمِ الماءِ يُيَمَّمُ ، وَإِنْ تَعَذَّرَ غُسْلُ بَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ ، غُسِّلَ مَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ ، وَيُيَمَّمُ الْبَاقِي ، كَالْحَيِّ سَوَاءً) اه . وأضاف مركز الأزهر للفتوى : ونضرعُ إلى الله تعالى بقلوبٍ مخلصةٍ أن يتغمَّدَ شهداءَنا بواسعِ رحمته ، وأن يشفيَ مصابينا منهم ، وأن يُلهِمنا وأهلَهم الصبر والسلوان ، وأن يحفظ مصرَ وأهلها من كلِّ سوء .