«لا تنخدع باللباس أو المظهر، فمن أراد البحث عن لؤلؤ فليغص إلى الأعماق».. أمطر علينا جون درايدن، الشاعر المسرحي والناقد الأدبي، بتلك الكلمات ليؤكد على أن الإنسان لا يجب أن ينخدع بالمظهر الخارجي، لأن الباطن والداخل هو ما يحوي خبايا هذا المظهر اللامع. ولكن للأسف، مجتمعنا هذة الأيام أصبح لا يرى سوى المظهر الخارجي، لذا بدأ الكثيرين، نساء سواء أو رجال، في البحث عن مايناسب مظهرهم الخارجي، بين أروقة العيادات، حتى ظهرت عمليات التجميل. والغرض الأساسي لهذة العمليات، هو تصحيح أو تعديل تشوه لجسد الإنسان، وتوفير الدعم وإصلاح العيوب، إلا أن الهوس التجميلي، والبحث عن المال، أوجد عمليات جديدة بمسميات غريبة. قدم سندريلا: سندريلا تعد من أهم قصص الأطفال التراثية والأسطورية، ولكن انقلبت الموازين، وتحولت من قصة أسطورية إلى عملية تجميلية، ويُقال إن الحضارة الصينية القديمة رسخت لثقافة تجميلية أساسية، التي تؤكد أن القدم الصغيرة إحدى علامات جمال المرأة، لذا ظهرت عملية تجميلية جديدة، تعمل على إعادة تشكيل الأصابع، أو زيادة الدهون في باطن القدم لمساعدة النساء على المشي بشكل مريح أكثر في الكعب العالي، أو تغيير حجم الأظافر وتقصير اصابع القدم، عن طريق إزالة جزء من مفصل الانكماش في إصبع القدم ثم إعادة تنظيم إصبع القدم، ويمكن أن تقلل هذه العملية من حجم الحذاء بمقدار واحد أو اثنين، وفي حالات آخرى، يتم إدخال التيتانيوم في الصمامات في الوضع الصحيح لمنع أصبع القدم من التواء كما يوجد في بعض الأحيان عمليات تعمل على تطويل أصبع القدم، أو تنحيف أصبع القدم، عن طريق إزالة الجلد المتصلب، والأنسجة الندبية أو قطعة صغيرة من العظم أو الدهون، كما يقوم بعض الجراحين بعمليات شفط دهون متخصصة لإزالة أصابع القدم السمين، والخطر من هذه الجراحات فهو في استئصال إصبع البنصر من القدم، وترك النساء بأربعة أصابع فقط، وهو ما يمكن بعض السيدات من ارتداء أحذية ضيقة تظهرهن أكثر أنوثة، إلا ان أطباء الأكاديمية الأميركية لجراحة الكعب والكاحل أكدوا أن هذا الفرع من الجراحات يعتبر الأخطر على التشكيل العظمي للقدم. تاريخ عمليات تجميل القدمين: بدأت عمليات تجميل القدمين، لتصحيح التشوهات الخلقية الواضحة أو المكتسبة التي تعيق السير بشكل طبيعي، أما فكرة إجراء عملية تجميل القدمين والأصابع بهدف زيادة الأناقة ومواكبة الموضة، فكانت أول عملية للقدم، عام 2009 حيث أجرت أول امرأة عملية تجميل لقدميها حتى يتسنى لها أن ترتدي حذاءاً ذا كعب عالٍ بارتياح. تحذيرات دولية: أصبحت تلك العملية منتشرة بشكل كبير، مما انتفض على أثرها، مجموعة هارلي الطبية في لندن، حيث أعرب بعض الخبراء الجراحيين عن قلقهم من جراحات القدم التجميلية، مؤكدين على وجود خطر في المستقبل في حركة المفاصل، بالإضافة إلى الألم الدائم، وتلف الأعصاب، والألم المزمن أثناء المشي، والنزيف. وأشار الأطباء، إلى أن الجراحون المسجلون في الجمعية البريطانية لتقويم العظام والكاحل، لن يقوموا إلا بإجراء جراحة القدم لتخفيف الألم أو تصحيح التشوه مثل الأورام الشديدة أو الأصابع المخلبية، ولكن ليس للقيام بمثل هذة العمليات. الهدف من تلك العملية: ومن جانبه، علق لويندي لويس ، مؤلف كتاب "البلاستيك يجعل من الكمال"، على جراحة القدم، قائلًا: أن تلك لعملية بدأت لتجميل القدم مع تقصير أصبع القدم فقط، ولكن بمرور الوقت توسعت طلبات العملاء في السنوات القليلة الماضية إلى العديد من الطرق التي تُحسن مظهر القدمين، كتضييق قدم، وتخسيس الأصابع بإزالة الدهون المتواجدة فيه. وتابع، العالم أصبح يعيش في عالم تكون فيه الصورة مهمة، ومع وضع ذلك في الاعتبار، ستبقى الجراحة التجميلية هنا لفترة طويلة، مؤكدًا على أن الناس مهووسون بالصور والجمال والبريق، والجراحة التجميلية هي الأنسب والأفضل لتحقيق ذلك. وأضاف، أنه من الممكن إجراء عملية تجميل القدم أو تجميل أصابع القدم، إذا أرادت السيدة الحصول مظهر أنيق لقدميك أو ممن يرغبون في إرتداء الأحذية ذات الكعب العالي والضيقة دون الشعور بالإجهاد في منطقة القدمين. كما يرى مجموعة من الأطباء، أن القدم تتحمل ثقل الجسم ككل وأن العمليات التجميلية في الأقدام تعد من أخطر العمليات التجميلية، وذلك لأن تركيب القدم معقد جداً، حيث تحتوي كل قدم على 33 مفصل و26 عظمة إضافةً إلى العضلات والأربطة والنهايات العصبية الدقيقة جداً التي يتحكم كلٍ منها في حركةٍ معينة وقد يتداخل عدد من الأنسجة لتحقيق وظيفة واحدة، وتعمل جميعها على توازن الجسم ككل، كذلك الشرايين التي تغذي القدم هي شرايين نهائية، ولأنها أبعد الأعضاء عن القلب فإن وصول تيار الدم إليها يكون بطيء جداً، فأي تدخل جراحي في القدم قد ينتج عنه أعراض خطيرة جداً، فقد تؤدي إلى ألم مزمن أو تؤثر على وظيفة القدمين والمشي. ويقول دكتور ستيفن الحداد عضو الجمعية الأمريكية لجراحة القدم والكاحل: أحذر من القيام بعمليات تجميلة في القدم بدون داعي، فالأضرار التي تنتج عنها تتجاوز أي فائدة وقد لا يمكن علاجها. وتابع، يمنع إجراء عملية تجميل القدمين في حالة مرضى السكري وخاصةً إذا لم يكن تحت سيطرة العلاج، أو كانت الحالة تعاني من السكري منذ فترة تزيد على عشر سنوات، إذ يصعب التئام الجرح في مثل هذه الحالة مؤدياً إلى أعراض وخيمة، كما يمنع أيضاً إجراء عملية تجميل القدم في حالة مرضى السيولة والتهابات الأوعية الدموية والليمفاوية والدوالي، أو في حالة وجود التهابات جلدية أو قرح في منطقة القدمين أو الأصابع، بإضافة إلى أنه يمنع كذلك إجراء عملية تجميل أصابع القدم في حالات مرضى القلب والكبد لأزدياد احتمالية حدوث مضاعفات بعد العملية. كيف تتم عمليات تجميل القدمين؟: يُعد التخدير هو الشئ الأساسي في تلك العمليات، لأنه يوجد عمليات تحتاج لتخدير كلي أو نصفي، بينما هناك عمليات بسيطة تتم تحت تأثير مخدر موضعي للإصبع فقط، كما تنحرف أصابع القدم عن مسارها الصحيح وغالباً ما يكون السبب في ذلك هو اعوجاج إبهام القدم فتتجه بقية الأصابع تبعاً له، وعلى كل حال تحتاج عملية تقويم اعوجاج أصابع القدم إلى تخدير كلي أو نصفي حسب ما يرى الطبيب الجراح وفقا للحالة التي أمامه. تعتمد تفاصيل هذه العملية على درجة اعوجاج القدم ومدى التيبس في المفاصل، ففي الحالات البسيطة يقوم الطبيب بقطع جزء من العظمة البارزة في مفصل الإبهام نتيجة اعوجاجه وإعادة المفصل لوضعه الطبيعي وتثبيته بأجزاء من هذا العظم الذي تم إزالته حيث يستخدم كدعامة حول الإصبع، أما في الحالات المتقدمة يكون اعوجاج أصابع القدم أدى إلى خلل في القدم الوسطى فذلك يستدعي تقويم في عظام القدم الوسطى وإزالة أجزاء منها. الدين مابين الحلال والحرام: في السنوات القليلة الماضية، أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانًا مفصلًا بالمباح والغير مباح فى عمليات التجميل، وكانت نصوص هذا البيان واضحة وصريحة فى العديد من الأمور الجدالية المثارة فى الوقت الحالى ومنها استشارة الطبيب لأهل الثقة والذى يتوافر به الذمة فى المعروض عليه من الحالات المرضية لقبولها أو رفضها بما يناسب شرع الله. وتابع مجمع البحوث، أن السبب فى إجراء العمليات الجراحية لضرورة طبية وليس لتغير الخلقة الإلهية، مثال الشفة الأرنبية والتى يترتب عليها ضرر فى الشكل فى عملية المأكل والمشرب، وإيضًا إصلاح ما فسد نتيجة الحوادث أو العيوب الخلقية التى يولد بها الانسان. وكان من المباح فى عمليات التجميل الخاصة بالنساء عمليات كبير أو تصغير الثدى، نظرًا للضرر الطبى أو النفسى وليس لتعديل المظهر وكذلك تركيب ثدى للسيدات اللاتى تعرضن لعمليات استئصال الثدى نتيجة الأورام السرطانية، وهذة الأباحة لرفع الضرر النفسى الواقع على المرأة نتيجة هذه العملية. الجانب النفسي والاضطراب الوجداني: قالت الدكتورة إيمان عبدالله أستاذ علم النفس والاجتماع، أنه في الفترة الأخيرة، أصبح الكل يلهث وراء عمليات التجميل، مؤكدة أن تلك العمليات تم العمل بها لتغظية إية عيوب خلقية، أو عند التعرض لحوادث أو عمليات جراحية تشوهية، مشيرة إلى أن الجميع يلهث وراء الأجمل وليس الأفضل أخلاقيًا أو تربويًا، مؤكدة على أن الرجال يشاركو في تلك العمليات إيضًا لبحثهم عن الجمال. وكشفت دكتورة علم النفس الهدف الرئيسي لبحث النساء عن عمليات التجميل، قائلة: أن الفتيات يقومو بتلك العمليات لقلة ثقتهم بنفسهم، حيث تتيح لهم العثور على الزوج من وجهة نظرهم، أو لكي تصبح السيدات أجمل في نظر أزواجهم، مطالبة الفتيات بعدم الخضوع للمشرط في سبيل الحصول على ذكر، فضلًا عن السبب الآخر وهو الانفجار الإعلامي، الذي انتشر على شاشات التلفاز، حيث أصبح حديث الإعلاميين، هو جذب نسب مشاهدة من خلال استضافة أطباء جراحة وسمنة وتجميل، الذين ينشرون سمومهم في عقول المجتمع بوجه عام، والمرأة بوجه خاص. وأكدت أن نسبة عمليات التجميل، تخطت ال57% للمظهر وليس للعلاج وإخفاء العيوب الخلقية، مشيرة إلى أنها أصبحت تجارة رابحة وسط أصحاب المشرط، مطالبة المجتمع بالتوجه إلى الله والرجوع إلى الأخلاق الحميدة. واختتمت كلامها قائلة، أن تلك العمليات انتشرت بسبب استغلال العولمة والانفتاح بطريقة سلبية، فضلًا عن عدم التوعية الأسرية أو الدينية، التي تؤدي إلى اضضرابات وجدانية شديدة، وفجوة دينية رهيبة، لذا يجب البحث عن الأفضل في الأخلاق وليس في الجمال لأنه زائل. ضحايا عمليات التجميل: ناهد شريف هي أولى ضحايا عمليات التجميل، وذلك حينما قررت إجراء عملية تكبير الصدر لكي تحصل على بطولة فيلم ذئاب لا تأكل اللحم في عام 1974م، وحصلت على الدور بالفعل، ولكن بعد 5 أعوام من إجرائها للعملية بدأت حالتها الصحية بعدم الإستقرار، لتظهر نتائج الفحوصات، بأنها تعرضت لسرطان الثدي، بسبب هذه العملية وتوفيت في نفس العام. فايزة أحمد قررت المطربة المشهورة فايزة أحمد، إجراء عملية تكبير الخدود وكانت وقتها أول عملية تجريها فنانة عربية، وكان سبب قرارها لإجراء هذه العملية إحدى صديقاتها التي نصحتها بذلك، وبعد عدة أشهر من إجرائها للعملية بدأت تظهر على وجهها عوارض سرطان الوجه الذي تسبب لها بشلل نصفي وتشوهات في شكل الوجه، حتى لاقت حتفها بسبب مرض السرطان الغدد الليمفاوية في عام 1983. سعاد نصر تعدّ من أحدث ضحايا عمليات التجميل بحيث قررت في عام 2006 إجراء عملية شفط الدهون من البطن، ولكن أثناء الإجراءات التحضيرية للعملية تم تزويدها بجرعة زائدة من المخدّر أدت إلى دخولها في غيبوبة لمدة عام كامل وتوفيت مباشرة في عام 2007. ماغنانو تمتعت ماغنانو بدرجة كبيرة من الجمال جعلتها لافتة للأنظار، وكانت ملكة جمال الأرجنتين فى عام 1994 وعارضة أزياء ناجحة جدا. ووفقا لما جاء فى موقع the richest، ففى عام 2009 قررت ماغنانو التى كانت أماً لتوأم يبلغ من العمر 8 أعوام لإجراء جراحة تجميلية على الأرداف فى عيادة فى بوينس آيرس، ولكن رحلة بحثها عن مزيد من النجاح باءت بالفشل، حيث سببت لها مشاكل شديدة فى التنفس أثناء العملية وتم نقلها الى مستشفى محلى، وبعد ثلاث أيام من مرورها بهذه الحالة الحرجة فى غرفة العناية المركزة، توفيت ماغنانو نتيجة لانسداد شريان الرئة. كاترين كاندو لم تكتمل فرحتها بفوزها بلقب ملكة جمال فى الاكوادور، وكانت مكافأة فوزها باللقب هو السبب الرئيسى فى وفاتها فوفقا لموقع express، أنها تلقت تكاليف مجانية لإجراء عملية شفط الدهون لتنحيف خصرها 3 سنتيمترات فقط كهدية من المسابقة بعد اختيارها ملكة لجمال، وتوفيت بعد إجراء العملية بسبب توقف القلب عن العمل على عكس ما نفته نتيجة التشريح، أن الوفاة ناتجة عن جلطة فى المخ، وأكد الاخصائيين أنها مشكلة ناجمة عن التخدير. جولد سميث اشتهرت بالأسلوب الكوميدى فى كتابة رواياتها، ووفقا لموقع star fluff أنها خضعت لإجراء عملية تجميلية لتساعدها على الاحتفاظ بشبابها فتسببت فى نهاية حياتها بعد إصابتها بسكتة قلبية ناجمة عن مضاعفات التخدير أثناء التحضير للجراحة التجميلية. دوندا ويست توفيت دوندا ويست البالغة من العمر 58 عام والدة مغنى الراب الشهير كانى ويست بعد إجراء الجراحة التجميلية فى مستشفى سينتينيلا فريمان، ووفقا لما جاء فى موقع people celebrity أن المسئول عن التشريح قال إنه لايمكن تحديد السبب الرئيسى فى وفاتها بعد عملية شفط الدهون وجراحة تصغير الثدى إن كان من التخدير أم لا، والتى تسببت فى حالة حزن وانهيار شديد لابنها