أكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ، خلال كلمته فى حفل تخرج عدد من الكليات والمعاهد العسكرية ، أن مصر تعرضت خلال الثلاثة شهور الماضية فقط ل 21 ألف شائعة لتدميرها داخليًا ونشر حالة من عدم الاستقرار والإحباط في المجتمع المصري في الوقت الراهن ؛ والسؤال : " ما رأي الدين فمن يروجون الشائعات التي تستهدف وطننا الغالي مصر ؟ وما هي خطورتها والعوامل التي تساعد في سرعة انتشارها ؟ وكيف نتصدى لها ؟" . أكد الدكتور شوقي علام ، مفتي الجمهورية ، أن الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها ، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة ؛ فقال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19] ، وهذا الوعيد الشديد فيمن أَحب وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين ، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس ، وداخل في نطاق الكذب ، وهو محرم شرعًا . وقال مفتي الجمهورية في فتواه عن حكم الشائعات : أن الشائعة هي تدوير لخبرٍ مختلق لا أساس له من الواقع ، يحتوي على معلومات مضللة ، باعتماد المبالغة والتهويل في سرده ، وهذا الخبر في الغالب يكون ذا طابعٍ يثير الفتنة ويحدث البلبلة بين الناس ؛ وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام تحقيقًا لأهداف معينة ، على نطاق دولةٍ واحدةٍ أو عدة دول ، أو النطاق العالمي أجمع ، ويعد من الأسباب التي تساهم في سرعة انتشارها سببان رئيسيان هما الأول : أهمية الموضوع ؛ فكلما كان الموضوع ذا أهمية كثرت الشائعات حوله ، والثاني: قلة انتشار المعلومات الصحيحة عن هذا الموضوع ، بالإضافة لدور وسائل الاتصال الحديثة ؛ فإنها تساهم بدور كبير في سرعة انتشار الشائعة ووصولها لقطاع عريض من الناس . وتابع فضيلة المفتي : ولهذا كله ، وفي سبيل التصدي لنشر الشائعات جفف الإسلام منابعها ؛ فألزم المسلمين بالتثبت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها ، وأمرنا برد الأمور إلى أولي الأمر والعلم قبل إذاعتها والتكلم فيها ، كما نهى الشرع عن سماع الشائعة ونشرها ، وذم سبحانه وتعالى الذين يسمعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن . وأضاف مفتي الجمهورية ، أن الشرع الشريف بين سمات المعالجة الحكيمة عند وصول خبرٍ غير موثوقٍ منه ؛ فأمرنا بحسن الظن بالغير ، والتحقق من الخبر ، ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمن شهدها ، وعدم تلقي الشائعة بالألسن وتناقلها ، وعدم الخوض فيما لا علم للإنسان به ولم يقم عليه دليل صحيح ، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة ، بل اعتبارها أمرًا عظيمًا ، وتنزيه السمع عن مجرد الاستماع إلى ما يسيء إلى الغير ، واستنكار التلفظ به . والله سبحانه وتعالى أعلم