الدكتور سمير أحمد سيف اليزل، محافظ بنى سويف، وقف في طابور ليشتري "ساندوتش فول"، وبالفعل قام بالشراء. الغريب أنه لم يتعرف عليه أحد من رواد المطعم الذين وقفوا معه في الطابور، وكذلك العاملين بالمطعم لم يتعرفوا عليه وباعوا له بدون أن يعرفوا أنه المحافظ ، الأغرب من كل هذا أن المحافظ بعد أن أرهق في وقفة الطابور لم يأكل ما اشتراه من سندوتشات بل أعطاها للعاملين بالمحافظة، يا ترى ليه؟ يقول الدكتور سمير أحمد سيف اليزل محافظ بنى سويف : والله أنا كنت أشاهد برنامج توك شو على إحدى القنوات الفضائية، وسمعت إن ساندوتش الفول وصل ثمنه إلى 2 جنيه، ووجدت الناس تبكي وتشكو من الفقر .. حتى الفول سيصبح حلما بعيد المنال بالنسبة لهم .. فلكي تفطر الأسرة بوجبة الفول تحتاج على الأقل20 جنيها، هذه مصيبة; فقد يصبح الفول في يوم ما كاللحمة يؤكل مرة فى السنة، فانتابني فزعاً شديداً وقررت الذهاب بنفسي للتأكد من هذا الأمر ولم أرسل موظفاً لأن قلبى لا يطمئن إلا بما أشاهده بعيني ، كما أن الموظف قد يخاف أن يقول لي الحقيقة، وكلما تذكرت فيلم ;طباخ الرئيس; وطبق الكشري أبو نص جنيه فلا أشعر بثقة إلا فيما تراه عيني ، والحمد لله وجدت أن سعر الساندوتش لا يتعدى نصف جنيه فقط وقمت بشراء 16 ساندوتش بعد أن تجولت على 4 مطاعم بشارع صلاح سالم ببني سويف، وعدت إلى ديوان المحافظة وأعطيتها للموظفين لكي يأكلوها ولم آكلها لأننى كنت قد تناولت وجبة الأفطار، وحينما سألوني عن مصدرها فقلت لهم ما حدث فتعجبوا فقلت لهم هذه هي مسئوليتي وسأحاسب عليها. ويضيف محافظ بنى سويف قائلا: الغريب أنه لم يتعرف على أحد لأننى كنت ارتدي قميصاً وبنطلوناً، كما أنني طلبت من الحرس والسائق ألا يتبعوني، ولم يعرفوا إلى أين أنا ذاهب ولم أخبرهم بشيء إلا بعد عودتي، والبعض هاجمني حينما فعلت هذا، وقال المحافظ ; فاضي وبيهرج ورايح يقف في الطابور عشان يشتري فول ; لكن هذه مشكلة خطيرة فالناس إن لم تجد الطعام بسعره المناسب فلن يتم حل أي مشكلة أخرى لديهم، وأنا اخترت الفول لأنه الوجبة الشعبية والأساسية، وأيضا أنا أطمئن على بيع اللحوم بأسعارها الحقيقية، كما أن بقية المشاكل أتابعها وأقوم بجولات ميدانية على المدارس للاطمئنان على أحوال التلاميذ، كما أنني أحصر الآن الأطفال المتسربين من التعليم وأقوم بفتح فصول تعليمية لهم وأحضر لهم مدرسين بمكافآت لتعليمهم، وتصرف وجبة غذائية يومية لكل تلميذ، كما أنني أصرف لأسرته كرتونة غذائية شهرية قيمتها 150 جنيها، حتى لا تقوم أسرة الطفل بإخراجه من الدراسة لكي يعمل وينفق عليهم، فأنا أحببهم في العملية التعليمية، لأنه بدون حل مشاكلهم الاقتصادية لن يهتموا بتعليم ولا صحة .