ما فعله اللاعب محمد صلاح واللاعب حسام غالي على مدار يومين متتاليين سأعتبره كمناصر لحقوق المرأة كسبا لأرض جديدة بلغة كرة القدم ، فاللاعبان اللذان لاعبا ويا للمصادفة لفرق انجليزية قدم أحدهما وهو حسام غالي زوجته في مباراة اعتزاله كشريك أساسي في رحلة نجاحه وظهر في أحد اللقطات وهو يحتضنها بكل حب كذلك فعل محمد صلاح نجم منتخبنا القومي ونادي ليفربول في حفل تسليمه الحذاء الذهبي كأفضل لاعب حيث بدا في الصورة وكأنه يستند على زوجته في لقطة تحمل الكثير من المجاز والامتنان.. هل نعتبر ما حدث وقفة تستحق التأمل وثمة تغيير في عقلية الرجل الشرقي والذي يرى سواده الأعظم أن المرأة لم يخلقها الله مثله لأعمار الكون وإنما لأعمار المطبخ وغرفة النوم.
هل ساهم الاحتكاك بثقافات تحترم المرأة وتراها لاعب أساسي في الحياة وليس مجرد بديل على دكة الإحتياطي للرجل، أم هم رجال ولدتهن أمهاتهن أحرارا ولن يستعبدوا بعد اليوم بنيران العنصرية ولم يستأسدوا على أحد الضعيفين –المرأة- كما وصفها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. أم أن الرشد قد حالف بعض شباب هذا الجيل ليحكم بما أنزل الله وقال رسوله في حق المرأة.
هذه اسئلة غاية في الأهمية ولا يرجو التعاطي بخفة مع الحدث لأنه بظني وأن يحدث في ليلتين متتاليتين فهذه علامة يا مارد، وأنتهز تلك الفرصة فأقول لكل مارد جبار يرى نفسه أفضل لكونه رجل لا تكن مثل إبليس الذي رأي نفسه أفضل من آدم إذ خلقه الله من النار وخلقنا من الطين، ارفعوا رءوسنا من الطين وأعطوا المرأة حقها، ويكفي أن نعرف أن اثنين من أئمة الحق الأربعة الإمام الشافعي والإمام أحمد كانوا أيتاما فقد رحل الأب في سن صغيرة فتولت الأمهات الرعاية فخرج لنا الإمام الشافعي وكتابه الرائع الأم ( لاحظوا الاسم) وهو كتاب في الفقة الإسلامي وكتاب مُسند الإمام أحمد الذي كانت أمه خير سند له بعد وفاة والدة وهي لا زالت في الثلاثين من عمرها.
المجد دائما ينسب للرجال.. والتاريخ يكتبه المنتصر والرجل، فلا تغفلوا أن خلف كل منتصر، وخلف كل هدف سُجل، وخلف كل رجل امرأة ساندته حتى وصل إلى سُدة الحكم أو المجد أو العلم أو الشِباك أو النصر المبين.