هذا العام يعتبر الذكرى ال110 على تأسيس كلية الفنون الجميلة فقد تم تأسيسها فى 13 مايو 1908 وقد كان الامير يوسف كمال او كما يطلق عليه عراب الفنون هو مؤسس هذه المدرسة فى مصر واستحق عن جدارة لقب باعث النهضة الفنية فى مصر . ويعود نسب الامير يوسف كمال باشا الى احمد كمال بن احمد رفعت بن ابراهيم باشا بن محمد على ويعتبر الامير يوسف كمال واحد من ابناء الاسرة الملكة فى مصر وممن يمتلكون ثروة كبيرة ينفقون منها على العمل العام وقد اشتهر بحبة للفنون الجميلة وشغفة بشراء اللوحات الفنية وكان يلف العالم يشترى القطع النادرة ويهديها للمتاحف وكان ايضا رحاله جغرافى وكان شديد الولع بأصطياد الوحوش المفترسة وقد سافر من اجل ذلك الى افريقيا الجنوبيه وبعض بلاد الهند وغيرها كما احتفظ بالكثير من جلود فرائسه وبعض رؤوسها المحنطه وكان يقتنيها بقصوره العديده بالقاهره والاسكندرية ونجع حمادى . وقد اقترح علية النحات الفرنسى "جيوم لابلان " فكرة إنشاء مدرسة للفنون الجميلة و تحمس لها الأمير يوسف كمال وعزم على تنفيذ الفكرة وظل هو والنحات الفرنسى يخططان لإنجاز المشروع ودام التشاور والدراسة لستة أشهر وفى 13 مايو 1908 كانت المدرسة التى أسسها يوسف كمال من حر ماله على نسق معاهد الفن فى اوروبا وقد انفق عليها من ماله الخاص ورصد لها من ريع ارضة ما يمكنها من النهوض بمهمتها وقد فتحت أبوابها لأصحاب المواهب ولم تشترط المدرسة تقديم مصروفات فقد كان الالتحاق بها مجاناً دون تقيد بسن بل كانت تتولى توفير أدوات الرسم بلا مقابل وكان القبول بها لا يحتاج سوى الخضوع لاختبار قبول ومما يذكر للأمير يوسف كمال فى عام 1914م عرضت عليه رئاسة الجامعة لكنه اعتذر واكتفى بأن يكون عضواً فى مجلس إدارتها وحينما اضطر حسين رشدى باشا للتخلى عن الجامعة اختير هو رئيساً لها وفى فترة رئاسته كان يرسل النوابغ من طلابها للدراسة فى الخارج على نفقته الخاصة وقد ظلت مدرسة الفنون تحت الإشراف الشخصي للأمير "يوسف كمال" حتى ضمتها وزارة المعارف سنة 1928 وقد تعرضت الجامعة فى فترة ما لضائقة مالية بسبب الحرب العالمية الأولى تبرع الامير يوسف كمال بألفى جنيه فقد كان من أغنى أغنياء مصر ففي عام 1937 قدر إيراده بمئة ألف جنيه وفي عام 1934 قدرت ثروته بحوالي 10ملايين جنيه وكان في هذا العام أغنى شخصية في مصر بينما في عام 1948 كان يمتلك حوالي 17 ألف فدان تدر دخلاً يقدر ب 340 ألف جنيه في العام وأنفق الكثير من ماله أيضاً على ترجمة الكتب الفرنسية وطبعها على نفقته الخاصة. ويتجلى دعم "يوسف كمال" للعلم من خلال مجموعتِه المميزة "المجموعة الكمالية في جغرافيا مصر والقارة الإفريقية" و التي تُعَدّ أضخم مؤلَّف جغرافي ظهر في العالم حتى الآن عن جغرافية القارة السمراء كما تُعَدُّ اجمل ما صَدَر في هذا التخصص .