لم نفسك.. وديتك رصاصتين.. هذه الرسالة وصلت إلي مجموعة من الإعلاميين على رأسهم مجدي الجلاد ولميس الحديدي وإبراهيم عيسي وعادل حمودة وعمرو الليثي.. وذلك من مجهول لا يعلمون مصدره.. مهما أصبح يشكل ذلك تهديدا للإعلام والإعلاميين والرسالة الإعلامية.. تحدثنا مع الكاتب الصحفي مجدي الجلاد ليحكي لنا ما حدث وموقفه من ذلك... * ما هي حكايتك مع رسائل التهديد؟ الحكاية بدأت برسالة تقول لي "لم نفسك"، فقلت يمكن أي شخص متضايق مني يقول لي لم نفسك، وسكت، ولكن جاءتني رسالة أخرى على الموبايل تقول" لم نفسك ويومك أرب (وليس قرب)، ديتك عندنا رصاصتين وقد أعذر من أنذر"، وجاءتني هذه الرسالة ثاني يوم، ولأنني لست معتاداً على مثل هذه الأشياء، وماشي على بركة ربنا، فسألت من حولي فقالوا لي لازم تأخذ الموضوع بجدية، فقام المستشار القانوني للمصري اليوم نجاد البرعي وأخذ موبايلاتي وتوجه للداخلية وأنا كنت مشغولاً بسبب الانتخابات، وراح مباحث الاتصالات وعمل محضراً وأخذوا الموبايلات وقدمت بلاغاً للنائب العام. * ألم تحاول الاتصال بالأرقام التي اتصلت بك؟ حاولت الاتصال، ولكن أول ما الرسالة جاءتني تم إغلاق الهاتف، والداخلية حاولت لكنه تقريبا " خط محروق " ، ونفس الرسالة أرسلت لعادل حمودة ولميس الحديدي وعمرو الليثي، وكلها في 10 دقائق ، فبين رسالتي التي جاءت الأولي ورسالة لميس دقيقتين وبعدها بدقيقة وصلت لعمرو الليثي ومن نفس الرقم. * ومن وجهة نظرك .. من تشك أنه وراء ذلك؟ والله سألوني في الداخلية قلت معرفش، فأنا أكثر حاجة تؤلمني أن اتهم أحداً بدون دليل، ولكن واضح أنه حد متضايق من الإعلام ووقوفه بجانب ثورة التحرير، وقالوا لي يمكن تيارات ، ولكن قلت أنهم منتصرون ، فلماذا يقومون بذلك ؟!. * هل تقصد التيارات الإسلامية؟ أه ولكن لا أحب أن أقول كلمة التيارات الإسلامية، ولكني أعتقد أنهم منتصرون في الانتخابات والمنتصر دائما لا يهدد . * ولكن ما هو رد فعلك تجاه ذلك.. هل من الممكن أن تتراجع عن شئ في الإعلام ؟ والله العظيم أنا زي ما أنا، ولكن حياتي لم تتغير، لأني مؤمن أن الأعمار مكتوبة، وما قدره الله لي سألاقيه، وأن الحذر لا يمنع القدر، وأنا مؤمن بما أفعله ومؤمن برسالتي وبالمهنة التي نعمل بها، وعارف أن هناك قوة تريد أن تجر البلد للوراء ولكن مهمتنا أن نسير بمصر للأمام، وأن مصر تكون دولة حديثة، سواء حكمها أو كان فيها الأغلبية إسلامية أو غير إسلامية. * ولكن البعض بالفعل يخشي أن تحكم مصر التيارات الإسلامية ؟! أنا من رأيي أن الإخوان المسلمون ناس متفتحين وليست لديهم نوايا سيئة تجاه المجتمع، ودائما أقول أن أي تيار سياسي أو حزب أو قوى سياسية اختارها الشعب المصري لازم نحترمها ولازم نجربهم، وإذا أثبت هذا التيار الإسلامي أنه الأفيد للبلد أضرب له تعظيم سلام وأنتخبه المرة القادمة، فهي تجربة، وربما أن ما نخاف منه لا يكون هناك أحسن حاجة، وأنا عندي أولاد ويمكن البلد تكون رائعة بالنسبة لهم، فأقول للإخوان أنتم أروع ناس في البلد، ونحن جربنا كل الناس، وكانوا فاشلين وفاسدين، فمن يحقق مصلحة هذا البلد والعدالة الاجتماعية ويقضي على الفقر والفساد ويصلح التعليم والاقتصاد سوف نكون وراءه أيا كان. * ولكن كيف تري التعامل مع هؤلاء؟ أعتقد أن التعامل مع أي فصيل سياسي مهما كان هو أن نستوعبه ونستقطبه، وأن تهذب رسالته وأن يشتغل في السياسة ويرضي بالمكسب والخسارة، ويرضي بفكرة التعددية السياسية والحزبية، وأنه لا يوجد صوت واحد في البرلمان، كما أنه لا يوجد تيار واحد في المجتمع، وإنما هناك تعددية، ولابد أن يعترفوا بأن هناك معارضة وأصوات أخرى، ولابد أن يكونوا على علم بأن هناك تيارات أخرى في المجتمع، وأن يقبلوا بقواعد اللعبة السياسية، وأن تقبل فكرة التعددية. * ولكن هناك من يشك في أنهم يريدون الانفراد بكل شئ عندما يصلوا للحكم.. فما رأيك في ذلك؟ أقول لهم إذا أردتم أن تنفردوا وحدكم فأكيد ميدان التحرير سيقوم عليكم، وأنا أول واحد يطلع الميدان ، لأننا ذهبنا للميدان وعارضنا النظام السابق لأن الحزب الوطني كان يريد أن يبقي هو الصوت الواحد فقط، لكن المجتمع المصري بعد الثورة وبعد طعم الحرية الذي ذقناه لا يقبل أن يكون هناك تيار واحد يحكمه ويستأثر بالسلطة والمجتمع، فأقول لهذا التيار أنت تكسب هذه المرة ثم تخسر المرة المقبلة، فلابد أن تقبل بقواعد اللعبة الانتخابية، فبدون أصوات مختلفة في الإعلام وفي البرلمان لن تستطيع على الإطلاق أن تبني دولة حديثة ، لأنه لا توجد دولة حديثة في العالم كله بنيت على تيار واحد وإنما على تيارات مختلفة، وسوف أدافع عن هذه التعددية مهما وصلتني رسائل تهديد. * هذا يجعلنا نسألك .. ما رأيك في انسحاب الإخوان من المجلس الاستشاري ؟! أنا ضد فكرة المقاطعة على طول الخط، ولكني مع فكرة الحوار، فأدخل في المجلس الاستشاري وحاورهم واختلف معه وعدل مساره، وانسحب منه إذا وجدته منحرفاً عن مساره، ولكن المقاطعة بدون تجربة خطأ سياسي . * ومن الذي اخترته في الانتخابات ؟! اخترت التيار الذي أقتنع الآن أنه مناسب لوجوده في البرلمان. . * وماذا عن وقفة الصحفيين يوم الأحد المقبل؟ سوف أشارك بالطبع مع بقية الصحفيين لأن صوت الإعلاميين يجب أن يصل إلي كل مكان، ولن نتغير بعد أي رسائل تهديدية.