منذ سنوات طويلة وهناك الكثير من الصحف التي توضع ماداتها الصحفية تحت أسم "الصحافة الصفراء" وبرغم معرفة القراء بطبيعة هذه الصحف إلا أن عناوينها مازالت تثير فضولهم ليشترونها لأسباب تختلف من قارئ لآخر. ولكن بعد الثورة أصبحت الحدود الرقابية لهذه الصحف أكثر انفتاحا وهو ما جعلها تجعل الكثير من الأسماء التابعة للنظام السابق مادة رئيسية لموضوعاتها بنفس الخلطة الصحفية التي يقدمونها، ووصل الأمر لما هو موجود في السطور التالية.. ومن هذه الموضوعات، هو التقرير الذي نشرته إحدى هذه الصحف، يتناول الدور الذي لعبه رئيس المخابرات ونائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان في تصعيد التيار السلفي في مصر لمواجهة الإخوان المسلمين، كما زعمت الصحيفة بأن لهذا السبب ترى إسرائيل أن من مصلحتها أن يكون عمر سليمان نفسه هو رئيس مصر القادم كممثل للمؤسسة العسكرية. ذكرت الصحيفة أن المخاوف الإسرائيلية المتزايدة من تعاظم قوة التيار السلفي في مصر عبر عنها تقرير خطير للموقع الإلكتروني العبري "ديبكا" والمقرب من دوائر الموساد الإسرائيلي والذي يحرص على مراقبة ورصد تطورات الأوضاع منذ الإطاحة بنظام مبارك. حيث كشف في أحد تقاريره عن اجتماع سري عقد بمقر وزارة الخارجية الأمريكية ضم نخبة من الأكاديميين والخبراء الأمنيين الأمريكيين يهدف إلى رسم ملامح السياسة الأمريكية حيال مصر عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية المصرية. وحسب موقع ديبكا فقد أفضى الإجتماع السري إلى وضع تصور شامل لعدد من السيناريوهات للأوضاع في مصر أكثرها تفاؤلا هو السيناريو الذي في إطاره يحصل الإخوان المسلمون على ثلث مقاعد مجلس الشعب بينما يحصل السلفيون على الثلث الآخر في حين يكون الثلث الأخير من نصيب الأحزاب الليبرالية والعلمانية، وأتهم التقرير الإسرائيلي اللواء عمر سليمان النائب السابق لرئيس الجمهورية المخلوع بالمسئولية عن تعاظم قوة السلفيين في مصر بعد أن أتخذ قرارا في عام 2006 بالدفع بهم على الساحة المصرية من خلال منحهم مزيدا من حرية الحركة وفتح قنوات دينية على القمر الصناعي المصري وذلك بهدف تقويض الإخوان المسلمين وكبح تعاظم قوتهم داخل الشارع المصري، مضيفا بأن هناك اتجاها متزايدا في إسرائيل وعدد من الدول الغربية يميل إلى ضرورة ترشيح عمر سليمان للرئاسة المصرية كممثل للمؤسسة العسكرية من قبيل المثل "اللي يحضر العفريت يصرفه". وربما لم يكن من قبيل المصادفة أن يعلن رئيس الموساد السابق مائير داجان في إحدى محاضراته تأييده لضرورة تولي سليمان للرئاسة في مصر. ورصد تقرير موقع ديبكا ثلاثة أسباب رئيسية أسهمت في تحسين العلاقات بين عمر سليمان والسلفيين في مصر، أولها رغبة النظام في إبراز تيار ديني قادر على مواجهة القوة المتعاظمة للإخوان المسلمين سواء إجتماعيا أو سياسيا، ثانيا رغبة نظام مبارك في إستخدام السلفيين كورقة لمواجهة الجماعات السلفية الجهادية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، والسبب الأخير هو عدم تطلع التيار السلفي في مصر إلى تحقيق أية إنجازات سياسية أو أن يمثلوا أية تهديدات للنظام نفسه. وأوضح التقرير الإسرائيلي أنه بعد سقوط مبارك ونظامه أدرك السلفيون أن الطريق بات أمامهم ممهدا للمرة الأولى لكي يصبحوا قوة سياسية في مصر. وأنهى الموقع تقريره بالإشارة إلى توقعه بإمكانية حدوث تصادم وشيك بين السلفيين والمجلس العسكري في حال إذا رفض الأخير تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وإقامة دولة إسلامية، زاعما بأن تهديدات السلفيين للمجلس العسكري حظيت أيضا بدعم الناخبين المصريين.