متى يصبح اللجوء الى جراح التجميل أمر ضرورى ، وهل ترتبط جراحة التجميل بمرحلة عمرية معينة أم على حسب الحالة بغض النظر عن السن ، وكيف تم إختصار كل ما يتعلق بالتجميل اليوم فى الفيلر والبوتكس فقط ، وما الفرق بين الإثنين ، وما حقيقة ما يقال عن إن ما عليهما من أضرار لايقل خطورة عن ما لهما من إيجابيات .. كل تلك الأسئلة سيجيبنا عليها دكتور خالد سامى أستاذ جراحة التجميل بكلية طب جامعة عين شمس. بالرغم من إعتماد نسبة كبيرة جدا من النساء والرجال والشباب على حقن الوجه وإعادة نضارته بالفيلر إلا أننا لانعرف بالتحديد طبيعة تلك المادة بالضبط .. فما هو التعريف العلمى لها؟ الفيلر مادة تحقن فى الأنسجة إما بغرض تكبيرها أو تحديدها والحقيقة أنه ليس مادة حديثة كما يتصور البعض ولكن فكرة حقن الوجه بمادة مالئة موجودة منذ عام 1900 حيث كان الأطباء يستخدموا الحقن بزيت البرافين وكانت نتائجه كارثية وفى عام 1960 ظهر السيلكون السائل وكانت نتائجه أيضا سيئة جدا وبعد ذلك ظهر الحقن بالكولاجين وهو أيضا من المواد التى كان ترتب عليها مشاكل مثل الحساسية أو أنه لايبقى بالوجه أكثر من شهرين على أقصى تقدير لذا بمجرد ظهور الهايلرونيك آسيد عام 1990 بدأت الفكرة تتطور حتى وصلت الى بالفيلر وتم عمل إختبارات عديدة عليه حتى أقرته منظمة الدواء الأمريكية عام 2003 ومن وقتها وحتى الأن أصبح هو البديل الآمن والإختيار الأفضل لنسبة كبيرة جدا ممن يلجأون الى حقن الوجه . إعلانات الفيلر على السوشيال ميديا أصبحت أكثر من إعلانات الزيت والشاى فى التليفزيون .. فكيف يمكن التفرقة بين الجيد والسيىء منها؟ أولا لابد أن نفرق بين نوع الفيلر وماركته لأن هناك مئات الماركات أما النوع فيختلف بإختلاف البلد التى صنع فيها الفيلر كما يتوقف أيضا على مدة ثباته وغالبا الإستمرارية هى أكثر ما يهم الناس عند حقن الفيلر وفيما يتعلق بالإستمرارية تحديدا هناك أكثر من نوع ما بين فيلر مؤقت يبقى لأقل من سنة ونوع أخر يستمر لفترة أطول قد تصل الى سنتين وهناك نوع يستمر لأكثر من سنتين وهذا ما نسميه الفيلر الدائم. ولماذا لايلجأ الأطباء لحقن الفيلر الدائم مرة واحدة؟ لأن مشاكله ليس لها حل فأى نوع فيلر ممكن تحدث منه مشاكل ولكن يسهل التعامل معها أما الدائم فمشاكله خطيرة وحلها لن يحدث إلا بالجراحة لذا فالأفضل دائما هو الفيلر المؤقت الذى يستمر لمدة تقل عن سنة وبعض الحالات يمكن أن نتعامل معها بالفيلر الشبه دائم الذى يستمر لمدة لاتزيد عن عامين . وما هى أهم مناطق حقن الفيلر؟ طبعا الوجه هو أول وأهم ما يمكن أن يحقن بالفيلر ويتم تقسيم الوجه لثلاثة أجزاء الثلث العلوى منه غالبا مايتم الإعتماد فيه على البوتكس فقط بإستثناء جزء صغير بجانب العين يمكن أن يكون غير ممتلىء بحكم طبيعة الوجه أصلا أو فقدان الوزن أما الثلث الثانى فهو منطقة الخدود وهى المنطقة الأساسية والأكثر تأثيرا للحقن بالفيلر خاصة عندما يتعرض الإنسان لحالة فقدان وزن شديدة أو بحكم عامل السن أو الإصابة بمرض أثر على الوجه أما الثلث الثالث فهى المنطقة التى حول الفم والفك . ولكن هناك أشخاص لاتعانى من كل تلك المشاكل ومع ذلك تحقن فيلر؟ هذا حقيقى فعلا فهناك أشخاص ليس لديها مشكلة فى الوجه سواء كانت بفعل عوامل السن أو فقدان الوزن أو أى سبب وأخرى ولكنها فقط تريد أن تحدد عظام الوجه والتى تجعل الوجه يبدو أكثر جمالا . هل حقيقى أن الفيلر يمكن أن يعالج مشكلة الهالات السوداء تحت العين التى يعانى منها أغلب المصريين؟ القصة ليست فى الهالات السوداء ولكن عندما يحدث إنخفاض فى المنطقة الموجودة تحت العين يحدث أيضا ظل يجعلها تبدو وكإنها هالات سوداء وبمجرد حقنها فتمتلىء بالشكل الذى يخفى تلك الهالات . آليس هناك خطر من الحقن تحت العين ؟ لا طبعا لاتوجد أى خطورة طالما الأمر يتم تحت إشراف جراح تجميل أو دكتور أمراض جلدية . هل أصبح الفيلر بديلا للجراحة؟ ليس فى كل الحالات ولكن مما لاشك فيه أن الفيلر إستطاع أن يحل محل الجراحة فى عدة حالات منها مشاكل الفك والذقن ولكنه فى النهاية ليس علاج سحرى . وماذا عن إستخدامه كبديل لجراحات تصغير الأنف؟ غير صحيح على الإطلاق فلا يوجد شىء إسمه تصغير الأنف بالفيلر ولكن العكس صحيح فالفيلر يمكن أن يستخدم لتجميل الأنف فى تكبيرها وليس تصغيرها وأول من إستخدم تلك التقنية عام 2002 كان جراح أنف وأذن وحنجرة أمريكى هو أول من أصلح عيوب الأنف التى لاتحتاج الى جراحة بالفيلر ومنها الانف الأفطس أى الأنف مطمسة العظام فحاول أن يبرزها وكذلك الأنف الصغيرة أما العكس فمستحيل أن يحدث لأن تصغير الأنف لن يحدث إلا بجراحة . وهل حقيقى أنه هناك تكبير ثدى بالفيلر ؟ لا توجد أى دراسات طبية يؤخذ بها قالت هذا الكلام ولايوجد أى نوع فيلر مهما كان يمكن أن يحقن فى الثدى ومن يفعل ذلك فهو يقوم به على مسئوليته الشخصية هو الطبيب الذى يحقنه. وما هى بدائل الفيلر ؟ هناك بدائل حقيقية وهى الدهون التى تؤخذ من الجسم نفسه وتحقن فى مكان أخر وهى مناسبة جدا للأشخاص التى فقدت جزء كبير جدا من وزنها أو عند الإصابة بمرض أثر على الوجه أو بحكم عامل السن فتلك الحالات تحتاج الى كميات كبيرة من الفيلر لذل يمكن إستبدالها بالدهون لكونها أقل فى التكلفة وتبقى فى الوجه لفترات طويلة حتى أن جزء منها يستمر مدى الحياة . وماذا عن البلازما فيلر؟ هذا هو البديل الوهمى للفيلر ولا يوجد شىء إسمه البلازما فيلر حيث أن الإمتلاء الذى يحدث نتيجة البلازما لايبقى أكثر من إسبوع أو عشر أيام ومن ثم فهى ليس بديلا له. الفيلر علاج أساسى أم مكمل ؟ على حسب الحالة يعنى لو شخص بشرته جيدة وليس بها مشاكل ويريد فقط أن يحسن من شكل الوجه أو يحدد ملامحه فالفيلر هنا يكفى أما لو شخص أخر لديه مشكلة نتيجة علامات سن أو ظهور خطوط والتجاعيد بالمناسبة ليست مرتبطة بالسن بشكل أساسى فوقتها الفيلر لن يكون حل وحيد . وما هى مضاعفات الفيلر ؟ المفروض أن مضاعفات الفيلر هى مضاعفات بسيطة ومحدودة فى أسوأ أحوالها فيما يتعلق بشكل الفيلر نفسه يمكن بحقنة واحدة أن نتخلص منه بإذابتها فيما عدا ذلك الأمر لايتعدى تورم أو زرقان بسيط لمدة لاتتجاوز إسبوع .